تعدي على الحرية الدينية ويهدف إلى ترهيب المسلمين.. لجنة أمريكية مفوضة من الكونغرس تنتقد قرار فرنسا حظر العباءة بالمدارس

الأمة برس - متابعات
2023-09-09

مبنى الكونغرس الأميركي في 2 كانون الأول/ديسمبر 2021 (ا ف ب)

انتقدت لجنة أمريكية، الجمعة  8 سبتمبر/أيلول 2023، قرار الحكومة الفرنسية حظر ارتداء العباءة في المدارس، معتبرة أنّ هذا الإجراء يهدف إلى "ترهيب" المسلمين في فرنسا، فيما شهدت إحدى المدن الفرنسية مظاهرة احتجاجاً على حظر الحكومة ارتداء العباءة في المدارس.

وفي بيان على موقعها الرسمي، قال أبراهام كوبر، الذي يرأس اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية، وهي هيئة استشارية حكومية مفوضة من الكونغرس الأمريكي، إنه "ضمن جهد في غير محله لتعزيز القيمة الفرنسية المتمثلة بالعلمانية، تتعدى الحكومة على الحرية الدينية".

كما أضاف أن "فرنسا تُواصل استخدام تفسير مُحدَّد للعلمانية من أجل استهداف المجموعات الدينية وترهيبها، خصوصاً المسلمين"، معتبراً أن "تقييد الممارسة السلمية للمعتقدات الدينية بغية تعزيز العلمانية هو أمر مُستهجن".

مظاهرة ضد القرار

وفي فرنسا، تظاهر عدد من الأشخاص بمدينة تراب، شمالي البلاد، الجمعة، احتجاجاً على حظر الحكومة ارتداء العباءة في المدارس.

إذ نظمت مجموعة أشخاص تظاهرة باسم جمعية "لا تلمسوا عباءتي" أمام مدرسة لابلين دونوفل الثانوية، بعد يوم من تصديق مجلس الدولة الفرنسي على قرار حظر الحكومة ارتداء العباءة في المدارس.

وفي التظاهرة، ردد المحتجون شعارات مناهضة للحظر، وطالبوا بوضع حد للتمييز ضد المسلمين وكراهية الإسلام في فرنسا.

وفي الختام، قرأ المحتجون بياناً وصف حظر العباءة بأنه "معادٍ للمسلمين"، موضحاً أن "الحظر ينتهك الحريات، ويتعين على الحكومة حظر الكراهية والخطاب المناهض للمسلمين، بدلاً من حظر العباءة".

والخميس، صدَّق مجلس الدولة في فرنسا على قرار منع ارتداء العباءة في المدارس، باعتبارها تندرج ضمن "منطق تأكيد الانتماء الديني".

ورأى مجلس الدولة أن الحظر "لا يمس بصورة خطرة وغير قانونية بشكل واضح، بالحق في احترام الحياة الخاصة، وحرية العبادة، والحق في التعلم، واحترام المصالح الفضلى للطفل، أو لمبدأ عدم التمييز".

وفي 4 سبتمبر/أيلول الجاري، بدأ العمل بالقرار تزامناً مع انطلاق العام الدراسي 2023-2024، لكن عشرات الطالبات المحجبات رفضن التخلي عن العباءة وحُرمن من الدخول إلى مدارسهن تطبيقاً للحظر.

وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة 1 سبتمبر/أيلول 2023، خلال زيارته لمدرسة ثانوية في جنوب فرنسا، على ضرورة التعامل بحزم مع قرار منع ارتداء العباءة والقميص الطويل في المدارس الفرنسية، دعماً لقرار وزير التربية والتعليم الفرنسي.

قرار الحظر أثار رد فعل  ضد الحكومة التي تعرضت لانتقادات خلال السنوات الأخيرة، لاستهداف المسلمين بتصريحات وسياسات معينة، بما في ذلك مداهمات المساجد والمؤسسات الخيرية، وقانون "مناهضة الانفصالية" الذي يفرض قيوداً واسعة على المجتمع.

وفي وقت سابق، قال عبد الله زكري، نائب رئيس المجلس الإسلامي الفرنسي، إن العباءة (اللباس الطويل) ليست لباساً دينياً، وإنما شكل من أشكال الموضة، مستغرباً حظر وزير التربية غابرييل أتال العباءة في المدارس، فيما ادعى أعضاء بالحكومة الفرنسية أن حظر العباءة منطلقه التصدي "لهجوم سياسي".

وأعرب زكري عن أمله أن يكون أتال قد استشار المرجعيات الدينية قبل اتخاذ قرار كهذا، قائلاً: "العباءة ليست لباساً دينياً، إنها شكل من أشكال الموضة"، مضيفاً: "عندما تذهبون إلى المتاجر ترون العباءة، وهي عبارة عن لباس طويل فضفاض، إنها ليست لباساً دينياً".

وكانت فرنسا سلكت طريق الفصل بين الدين والدولة مع قانون العلمانية عام 1905، وحظرت ارتداء الحجاب في المدارس والمؤسسات العامة سنة 1989، قبل أن تمنع في 2010 الملابس التي تغطي الوجه بالكامل مثل البرقع والنقاب بالأماكن العامة.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي