هجوم انتحاري على معسكر للجيش في مالي غداة هجومين حصدا 64 قتيلا

ا ف ب - الأمة برس
2023-09-08

شرطيون من بعثة الأمم المتحدة في مالي (مينوسما) يقومون بدورية أمام مسجد تمبكتو في 8 كانون الأول/ديسمبر 2021 (ا ف ب)

باماكو - استهدفت عملية انتحارية اليوم الجمعة معسكرا للجيش المالي في غاو غداة هجومين نُسبا إلى جهاديين أسفرا عن مقتل 64 مدنيا وعسكريا في شمال البلاد حيث يتصاعد التوتر يوما بعد يوم.

وقال الجيش المالي في رسالة مقتضبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن هجوما "متشعبا" وقع في منطقة المطار أي أنه شن بوسائل مختلفة. ولم يوفر الجيش أي حصيلة للهجوم مكتفيا بالقول إن "الرد والتقييم جاريان".

ولم ترد تفاصيل كثيرة. وأفاد موظف في المطار اتصلت به وكالة فرانس برس أن هجوما شن بواسطة آليتين مفخختين تخلله إطلاق نار أيضا، وأكد أن المطار أغلق.

وأتى الهجوم في جو من الضغط المتنامي الذي تمارسه جماعات مسلحة على الدولة في شمال البلاد منذ أسابيع ما يثير مخاوف من تفاقم العنف.

وقتل ما لا يقل عن 64 شخصا هم 49 مدنيا و15 جنديا امس الخميس بين غاو وتمبكتو.

واستهدف الهجومان المنفصلان اللذان نسبا إلى جماعات جهادية، مركب "تمبكتو" على نهر النيجر وموقعا للجيش في بامبا في منطقة غوا على ما جاء في بيان للحكومة لم يحدد حصيلة كل من هجوم المركب والقاعدة العسكرية.

وقد أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن هجوم بامبا عبر منصة "الزلاقة" بحسب موقع سايت المتخصص في رصد الجماعات المتطرفة.

وقالت الحكومة إن رد الجيش سمح "بتحييد نحو خمسين إرهابيا".

واستهدف زورق تمبكتو التابع لشركة الملاحة المائية كوماناف العامة بثلاثة صواريخ، في منطقة غورما-راروس بين تمبكتو وغاو وفق الشركة التي تسيّر مع سفن قليلة خطا مهما في رحلة تمتد على مئات الكيلومترات بين كوليكورو قرب باماكو وغاو، مرورا بمدن كبرى مطلة على النهر.

وقفز ركاب عدة إلى المياه ما أن بدأ إطلاق النار على ما أفاد مسؤول في كوماناف.

ومركب "تمكبتو" يتّسع لنحو ثلاثمئة راكب على ما أوضح وكلاء للشركة طلبوا عدم كشف هوياتهم من دون أن يعطوا تقديرات حول عدد الأشخاص الذين كانوا على متنه.

وكان جنود يرافقون المركب بسبب التهديدات الأمنية المسيطرة في المنطقة على ما قال مسؤول في الجيش طلب عدم كشف اسمه.

- "حصار" -

وسبق أن تعرض مركب لهجوم بصاروخ في الأول من أيلول/سبتمبر في منطقة موبتي جنوبا ما أسفر عن مقتل طفل في الثانية عشرة وإصابة شخصين بجروح. ويستخدم هذا الخط النهري تجار وعائلات وكان يعتبر عموما أكثر أمانا من الطريق البري بحسب أحد وكلاء كوماناف.

وأعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين مطلع آب/أغسطس، فرض حصار على تمبكتو التي يتغير فيها المشهد الأمني.

فبعثة الأمم المتحدة التي دفعها المجلس العسكري في مالي إلى مغادرة البلاد أخلت للتو معسكري بير وغوندام القريبين من تمبكتو وسملتهما إلى سلطات البلاد. وأدى تسلم الدولة المالية لهذين الثكنتين إلى معارك مع جهاديين فضلا عن اشتباكات مع متمردين طوارق سابقين.

وتمبكتو التي يسكنها عشرات الآف الأشخاص هي من مدن الشمال الكبرى التي سيطر عليها المتمردون الطوارق ومن ثم السلفيون بعد تمرد العام 2012. واستعادت القوات الفرنسية والمالية المدينة في 2013.

ووقعت المجموعات التي يشكل الطوارق غالبية أفرادها اتفاق سلام مع الدولة المالية عام 2015 في حين يواصل الجهاديون هجماتهم. وتوسع نطاق العنف ليشمل وسط البلاد وبوركينا فاسو والنيجر المجاورتين ما أدى إلى سقوط آلاف القتلى. وقد نفذ الجيش انقلابات في الدول الثلاث تواليا منذ العام 2020 متحججا بالأزمة الأمنية.

وتثير التوترات الأخيرة في شمال مالي مخاوف من استمرار اتفاق العام 2015 ومن تجدد المواجهات.

ودفع العسكريون الماليون القوة الفرنسية المكلفة محاربة الجهاديين إلى المغادرة في 2022 وبعثة الأمم المتحدة في 2023 وتقاربوا عسكريا وسياسيا من روسيا وجعلوا من بسط السيادة شعارهم الرئيسي. إلا أن أجزاء كبيرة من البلاد تخرج عن سيطرتهم ويرى خبراء عدة أن الوضع الأمني تدهور في ظل قيادتهم.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي