

واشنطن - قال المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس "الجمعية الوطنية للتغيير" المعارضة، محمد البرادعي، إن التحركات الشعبية الحاصلة في مصر جاءت بمبادرة شبابية، واعتبر أن الولايات المتحدة تدفع بمصر والعالم العربي ككل نحو "التطرّف" من خلال دعمها للقمع.
وقال البرادعي في مقابلة أجرتها معه صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عبر الهاتف قبيل مغادرته مكتبه في فيينا للتوجه إلى بلاده والانضمام إلى المظاهرات الحاصلة، إن "الشباب هم من أخذوا المبادرة وحددوا الوقت وقرروا الانطلاق".
وأضاف البرادعي، حامل جائزة نوبل للسلام، الذي وصفته الصحيفة بأحد وجوه المعارضة المصرية الذي جهد لتجديد نشاطها وتوحيدها منذ دخوله في مضمار سياسة بلاده الداخلية قبل قرابة عام، أن الحركة الشبابية حققت ذلك بنفسها، وقال إن "الشباب غير صبورين.. بصراحة، لم أظن أن الشعب كان جاهزاً".
وقالت الصحيفة إن جاهزية الشعب، بحيث أن عشرات الآلاف واجهوا القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وعناصر الأمن سيئي السمعة بسبب التعذيب، هددت بأن تحل محل مجموعات المعارضة التقليدية التي تحاول احتضان التحرك الجديد للتغيير، لكنها تفتقد للثقة بين الشباب في الشارع.
ورأى البرادعي أن الحركة الشبابية تشكل تحدياً جديداً لصانعي السياسة في الولايات المتحدة.
وقال إن الغرب تبنى لسنوات فكرة الرئيس المصري حسني مبارك المشوهة للإخوان المسلمين، و"بأن البديل الوحيد له هناك هؤلاء الشياطين الذين يدعون الإخوان المسلمين المساوين لـ "تنظيم" القاعدة".
إلا أن البرادعي المعروف بانتقاده العلني للولايات المتحدة، أكد أن اية حكومة منتخبة بحرية وعدالة في مصر ستكون "معتدلة لكن الولايات المتحدة تدفع مصر والعالم العربي حقاً نحو التطرّف عبر هذه السياسة الداعمة للقمع".
وعبّر عن دهشته لردة فعل وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على المظاهرات في مصر ودعوتها لضبط النفس ووصفها للحكومة المصرية "بالمستقرة" ودعوتها لإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية تلبية للمطالب والاحتياجات المشروعة للشعب المصري.
وقال إن "الاستقرار" كلمة قيّمة كلفت 30 سنة من فرض قانون الطوارئ وانتخابات مزورة، وأضاف "إن اتوا لاحقاً وقالوا، كما فعلوا بالنسبة لتونس، 'نحن نحترم إرادة الشعب' فذلك سيكون متأخراً".
بدوره، قال المستشار الإعلامي للإخوان المسلمين جمال نصار، إن "الشعب شارك في المظاهرات بطريقة عفوية، ولا يمكن القول إن هذا ينتمي لهذه الجهة أو تلك"، لافتاً إلى الاختفاء التام تقريباً لأية لافتات أو أعلام لأية مجموعة بينها الإخوان المسلمين.