عرض أزياء في حلب أبطاله من "متلازمة داون"

سبوتنك - الأمة برس
2023-09-03

عرض أزياء في حلب أبطاله من (متلازمة داون) (سبوتنك)

نثر أطفال "متلازمة داون" الحب على جانبي الممشى المخصص لعارضي الأزياء، مقبلين على الحياة كوردة في أوجّ تفتحها، ليختتموا حفلهم باليقين أمام أنفسهم أولا، والعالم ثانيا، بأن لا مستحيل أمام إرادة "ذوي الهمم".

الإرادة تصنع المعجزات، عبارة ترددت على ألسنة كل من حضر حفل عرض أزياء في فندق شيراتون حلب أبطاله من ذوي الهمم يشبه كثيراً عروض دور الأزياء بشكله وطريقة تصميمه.

العرض الاستثنائي أقيم بالتعاون بين جمعية "الرجاء لذوي الاحتياجات الخاصة"، ومبادرة "شهيق وزفير"، وغرفة تجارة حلب.

وقالت فاطمة بابللي، المدير العام لجمعية الرجاء، إن النشاط اليوم لإبراز قدرات الأطفال من ذوي الهمم وإلقاء الضوء عليهم وعلى إنجازاتهم، وأردفت في حديثها لـ"سبوتنيك": "على مدار أيام واصل المشاركون حضور بروفات عرض الأزياء، وقبلها تعليم المشاركين على تصميم الملابس والخياطة والحياكة وبعد مرور الوقت وعبر ورشات العمل والحوار معهم توج العمل بعرض أزياء للتفاعل مع المجتمع والحرص على زرع البسمة، وهم لديهم القدرة جسديا وحركيا بالتفاعل".

مقابل ذلك حرص المنظمون على تقديم كل الدعم النفسي والمجتمعي وتقديم الخبرة العلمية والمهنية، فلم يقتصر النشاط على عرض تميز به كل الأطفال بل منح القائمون على العمل للمشاركين إمكانية الإطلاع على الدورة الكاملة التي تمر بها قطعة الأزياء.

وبهذا تروي شيرين حلو، مسؤولة الأنشطة في جمعية الرجاء، لـ"سبوتنيك" قائلة: "هذه التجربة لأول مرة تحدث كانت على ثلاث مراحل الأولى كانت دورة تصميم وتبعتها مرحلة ارتبطت بالتطبيق العملي عبر زيارة ورشات الحياكة لتعليمه القص والتفصيل واليوم الحفل بعرض الأزياء واتبعنا بمشاركة 13 طفل وطفلة".

وتعتقد المدربة أن جمعية الرجاء لها باع طويل في العمل على دعم الأطفال من متلازمة داون وذوي الهمم ودعمهم المجتمعي، وهناك حسب رأيها عناية سابقة بهم من خلال تعلم الرسم والفنون، ويمكن بعد كل ذلك أن يصنعوا ورشة خاصة بهم.

من جانبه يرى منتصر كيالي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة "شهيق وزفير"، أن المؤسسة بدأت منذ جائحة كورونا، لتتجه بالاهتمام بذوي الهمم ودمجهم المجتمعي وسوق العمل، وفي حديث لـ "سبوتنيك" قال: "صنعنا ورشة عمل ضمت مهندسين ومصممين وفنيين دامت أسبوعا لتصميم داخل المشاغل في مدينة حلب وعرضنا بالتشاركية مع غرفة تجارة حلب وجمعية الرجاء ويعطي دمجا مجتمعيا جيدا، وعرض الأزياء غايته إدخالهم إلى سوق العمل وإحداث دور عبر وظائف وأعمال".

أما مريانا حنش، عضو مجلس إدارة الجمعيات الخيرية ومدرب برامج تنموية، رأت أن الفعالية سابقة من نوعها، ووجهت تحية لكل القائمين على العمل معتبرة أن الطفل الذي استطاع الوقوف واكتساب المهارات والدعم النفسي والقدرة على التجاوب بالرغم من كل الآلام التي يشعر بها، والفروقات بينه وبين أقرانه يقف وراءه أصحاب اختصاص.

وذكرت عضو مجلس إدارة الجمعيات الخيرية حنش في حديثها لـ"سبوتنيك": تعد جمعية الرجاء الرائدة على مستوى القطر بالنسبة بدعم الأطفال الذين لديهم متلازمة داون والاعاقات الذهنية بالإضافة لدعم مبادرة شهيق وزفير لدمج المجتمع، وأردفت: "الطبيعيون من الناس الذين يشاهدون أعمال هؤلاء الأطفال يحفزونهم على الإنتاج والإنجاز، ولعل المهم اعتياد الأطفال الأسوياء على مشاهدة أطفال المتلازمة والذين لديهم إعاقات جسدية وذهنية وهم ليسوا سببا بها، ويعتادون عليهم بالمدرسة والحديقة، ولعل الأطفال الذين لديهم إعاقة ليس لديهم مشكلة بالتواصل مع الأسوياء لكن المشكلة بتواصل الأناس الطبيعيين مع أطفال المتلازمة والنظر لهم بنظرة الشفقة التي تزعجهم.

ولفتت النظر أنه من الأولى تدريب الأطفال الأصحاء حتى لا يقدموا على جرح أطفال ذوي الهمم، وهم يحبوننا كثيرا وتحدثت عن جلسة ضمت أطفالا من كلا الطرفين قال فيها أحد أطفال المتلازمة "إننا نحبكم ولكنكم تخافون منا ونزعل لما تبعدوا عنا!".

وأوضحت: "ولهذا السبب أوجه رسالة لا تخوفوا أولادكن من أطفال ذوي الإعاقة وربوا اولادكم أن يحب المختلف عنهم وبالتالي نبني بلد صحي أكثر، اليوم أخذت طاقة من الأطفال ومن يشرف عليهم".

وأضافت: "هناك خطأ أتمنى تداركه، لا تدخلوا أطفال ذوي الإعاقة للعيش معه دون أن تجهزوا الأطفال قبل استقبالهم وتحضيرهم، وتوضيح لهم لماذا هو مختلف عنهم، وأن تقدم إرشادات لمساعدة هؤلاء الأطفال من ذوي الإعاقة، وبالنتيجة طفل ذوي الإعاقة جاهز ليندمج بينما الطفل السليم ليس بجاهز للإندماج معهم".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي