إليـك كيف تؤسس فريق عمل مرن ينقذ شركتك وقت الأزمات

الامة برس - متابعات
2023-08-30

تعبيرية (بيكسلز)

لعل واحدا من أبرز الدروس التي تعلمها كثيرون خلال الفترة الماضية هو أن خطط أعمال الشركات قد تخرج عن مسارها في أي لحظة ودون سابق إنذار.

وجاءت جائحة "كورونا" لتكشف عن ذلك الواقع بشكل كبير، فبعض الشركات كانت محظوظة للغاية بإفلاتها من هذا الفخ، وبعضها الآخر ما زال يواجه كثيرًا من التداعيات جراء ذلك.

ومع استمرار حالة الضبابية التي يشهدها العالم بسبب حالة الركود التي تلوح بالأفق الآن، بدأ يشعر كثير من رجال ورواد الأعمال بفقدان القدرة على التقاط الأنفاس للبدء من جديد.

وبينما يبذل قادة الأعمال جهودًا مضاعفة من أجل تجاوز مثل هذه الأوقات الصعبة التي تكون فيها الأوضاع المالية غير مستقرة، فالحقيقة أن الأمور لا تكون بتلك السهولة، إذ يبقى لزاما عليهم تدبير الأوضاع والتخطيط لها بشكل محكم كفريق عمل متعاون.

ويقول الخبراء إن أهم شيء يجب على المديرين وأصحاب الأعمال القيام به وقت الأزمات هو الاهتمام بتكوين فريق عمل مرن وتطوير مهارات أفراده للعمل بأقصى كفاءة.

ما الذي تعنيه حالة عدم اليقين بالنسبة للمديرين والرؤساء التنفيذيين؟

تشير الإحصائيات إلى أن 93% من الرؤساء التنفيذيين للشركات يستعدون لموجة تراجع وركود خلال مدة الـ 12 إلى 18 شهرًا القادمة.

ومعروف من الناحية التاريخية أن موجات الركود تحدث كل فترة تتراوح في المتوسط ما بين 9 ل 10 سنوات، وكانت آخر موجة ركود عام 2008، أي إن موجة الركود الحالية تأخرت عن موعدها المقرر بعض الشيء.

ما دور فريق العمل القوي وقت الأزمات؟ 

يبرز دور فريق العمل القوي الذي يتصف بمهارات مرنة في مثل هذه الأوقات التي تغلب عليها حالة الضبابية، إذ تقع المهام الأكبر على أعضاء فريق العمل، ويكون لزامًا عليهم التحلي بالمسؤولية وأخذ زمام الأمور بمحمل الجد، بما يعمل على تهيئة الأجواء بشكل أفضل لضمان تجاوز الشركة أو المؤسسة أي صعاب مرحلية تؤثر عليها.

وهناك أمثلة عديدة على الدور الذي يلعبه صاحب العمل أو الرئيس التنفيذي للشركة، إذ يكون له دور مؤثر، سواء بتجاوز الأزمة أو الإخفاق في ذلك.

وبينما لا يوجد دليل إرشادي ثابت يمكن الالتزام به أو السير على أساسه لضمان نجاح الشركة في مثل هذه الأوقات العصيبة، فإن الشيء الذي يُسهِّل الخروج من الأزمة هو الميل لاتباع النهج الصحيح والقيام بالتصرفات السليمة وتقبل مسؤولية القيادة خلال الشدائد والمواقف الصعبة.

ونستعرض فيما يلي 3 نصائح تجعلك تدير فريق عمل مرنًا بفعالية وقت الأزمات:

1- التعامل بشفافية والتواصل بطريقة فعالة 

تعزيز التواصل من الأمور المهمة في أي شركة، إذ إنه يعزز من درجة التفاعل ويساعد على خلق بيئة عمل متناغمة، لاسيما وقت الأزمات التي تطغي عليها حالة من الضبابية بكثير من التفاصيل.

ويعد إبقاء الموظفين على اطلاع دائم بكل المستجدات والتحديات التي تواجهها الشركة من الأشياء التي تساعد على بناء الثقة وإظهار الاهتمام برفاهيتهم.

والمشكلة التي تحدث أن كثيرًا من الرؤساء التنفيذيين يهربون من مبدأ الشفافية حين يتعلق الأمر بمصارحة الموظفين، لتخوفهم من الإفصاح عن كثير من المعلومات، وما قد يترتب على ذلك من تأثيرات عكسية.

لكن الأصح هو أن يتعاملوا بقدر أكبر من الشفافية والوضوح، إذ يجب إطلاع الموظفين على آخر التحديثات المرتبطة بالصناعة، وما هي التوقعات التي تضعها الإدارة من أجل العمل على تحقيقها، ومن ثم المساهمة في تجاوز الأزمة.

كما تساعد الشفافية على منع سوء التواصل وانتشار الشائعات داخل الشركة، ما يعمل بالتبعية على تعزيز وحدة الفريق وترابطه.

وبينما لا ينبغي لك كونك رئيسًا للشركة أو مديرًا أن تشرك موظفيك في كل القرارات، فإنه يبقى من المهم أن تمنحهم الفرصة ليشاركوا آراءهم ومخاوفهم وأن يشعروا بأن أصواتهم مسموعة وأنها ذات قيمة بالفعل.

2- إعطاء الأولية للصحة العقلية وشعور الرفاهية

مع بدء تزايد مستويات التوتر خلال السنوات الأخيرة بين الموظفين بسبب ما يمر به العالم من تغيرات اقتصادية وسط حالة من الضبابية التي تهيمن على المشهد الاقتصادي، بات لزامًا على المديرين ورؤساء الشركات أن يبذلوا ما لديهم من جهد كي يساعدوا في الحد من شعور التوتر القائم لدى الموظفين بمنح الأولوية لصحتهم النفسية والذهنية.

وهو ما يمكنهم فعله بمنحهم ساعات عمل مرنة، وتزويدهم بالموارد، وإعطائهم فترات راحة خلال يوم العمل، ومنحهم الوقت لممارسة بعض النشاطات البدنية، وتنفيذ السياسات التي تعزز استقلالية الموظف وتخدم رعايته لنفسه، وأخيرًا فتح حوار مفتوح معهم حول كل شيء.

3- اتخاذ القرارات طبقًا للقيم الأساسية للشركة

يتسلل الشعور بالخوف إلى الناس بشكل طبيعي وقت الأزمات، وذلك هو أسوأ وقت يمكن أن يتخذ فيه الشخص القرارات الهامة.

لذا ينصح بضرورة التخطيط بشكل مسبق رغم أن التخطيط للمجهول ليس بالأمر السهل على الدوام.

والنصيحة التي يقدمها الخبراء لأصحاب الأعمال ورؤساء الشركات في هكذا مواقف هي ضرورة التصرف واتخاذ القرارات بما يتماشى مع القيم الأساسية للشركة، التي تعبر عنها وتعد بمثابة البوصلة التي توجه لاتخاذ القرارات، صغيرة أو كبيرة، في الاتجاه الصحيح، وقت الأزمات والشدائد.

وما يجب معرفته أيضًا هو أن قيم الشركة الأساسية لا بُدَّ أن تبقى قائمة داخل الشركة على كل المستويات من أكبر فرد لأصغر فرد.

وحال التصرف وفق هذه القيم طوال الوقت، فمن ثم سيكون من السهل خلق ثقافة مبنية على الثقة واكتساب الاحترام من الموظفين والعاملين.

وشدد الخبراء في الأخير على أن المرونة يجب ألا تكون مجرد سمة بفريق العمل، بل لا بد أن يتم زرعها بين جموع الموظفين من خلال التخطيط الجيد، التعامل بشفافية وبناء الثقة.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي