يبني بعض الأزواج عش الزوجية على أسس ذات صفات بعيدة عن المقصود الشرعي والاجتماعي من الزواج، فتراهم يسعون للارتباط بفتاة لا ليكملوا دينهم وإنما لأجل مصلحة اجتماعية أو مصلحة مادية، فهم يخططون لأمور بعيدة عن علاقة المودة والتراحم والمحبة وبناء أسرة مستقرة، وقد يكون تصرفهم غير واع لدرجة أن النهاية تكون غير متوقعة إما طلاقاً، أو خلافات تصل إلى المحاكم، أو حتى جرائم اعتداء وربما قتل.
"منذ أن تزوجنا وزوجي لا يصرف علي بحجة أنني موظفة، كنت صغيرة ولم يكن عندي خبرة، ولأنني أحببته، رحت أصرف كل راتبي على البيت وعلى الأولاد وعليه أيضاً، وبعد سنوات أقالوني من العمل بسبب غيابي المتكرر لأنني كنت حاملاً في طفلي الرابع وكنت ضعيفة ومهددة بفقدان الجنين. وعندما جلست في البيت، تفاقمت الخلافات بيني وبين زوجي وقال لي بالحرف الواحد «لم يعد بي حاجة إليك، فقد تزوجتك لأجل راتبك»، وكانت نتيجة الخلافات إجهاض الجنين ومن ثم الطلاق وتشرد أبنائي بيني وبين جدتهم لأبيهم".
كانت تلك قصة نبيلة، إحدى القصص التي تبين ضرر الزواج المبني على المصلحة، وهناك الكثير من الحكايات التي يدمى لها القلب، والتي غالباً ما تكون ضحيتها المرأة. لكن هذا لا يمنع أن يكون الرجل هو الضحية، ومن خلال القصة التالية، نعرف مقدار العذاب الذي عاناه سعيد بزواجه من أمل التي كانت تريد أن تغيظ به خطيبها السابق، وارتبطت به وهي تفوقه علماً وثقافة، لا لأجل بناء أسرة سعيدة إنما لتحطيم رجل قال لها في يوم من الأيام «نحن غير متوافقين فكرياً والأفضل لنا أن ننفصل».
لم تقف أمل عند حد الزواج من رجل غير مقتنعة به من الأساس، بل راحت تختلق الخلافات وتكيل إليه الشتائم وتصيب قلبه الذي تعلق بها بكثير من الجروح، ولقد ذهبت إلى أبعد من ذلك، فحولت حياة خطيبها السابق مع التي تزوجها بعدها إلى جحيم عندما ادعت أنها على علاقة به، وأنها مازالت تلتقيه معتمدة على تفاصيل كانت تعرفها عنه في السابق.