
الأمة برس-صنعاء: أكد رئيس حكومة صنعاء عبدالعزيز بن حبتور ان الحرب على اليمن أثرت على الكتلة السكانية وأدت إلى تراجع الخدمات وخسارة المجتمع كثيرا من امكاناته ومما وصل إليه من مكاسب في الفترة السابقة للحرب.
جاء ذلك خلال كلمة القاها بن حبتور بصنعاء في فعالية الاحتفال باليوم العالمي للسكان 2023م التي أقامها المجلس الوطني للسكان بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان.
وقال بن حبتور أن هذه المناسبة محطة هامة لتدارس هموم هذه الكتلة البشرية على المستوى الوطني ومعالجة القضايا التي تتصل بها، مشيراً إلى أنها تذكر الجميع بمسؤوليتهم تجاه واحدة من أعقد القضايا وهي القضية السكانية.
وأضاف: "نحن معنيون كمسؤولين أن نعالج قضايا المجتمع ومشكلاته وتحدياته، فالتنمية هي مسألة تراكمية سواء في الجوانب النظرية أو الفكرية أو التطبيقية وما زلنا نتشبث بالأمل بأن ننقذ شعبنا وننطلق نحو أفاق المستقبل لخدمة مواطنينا وعدم الاستكانة أمام تداعيات الحرب على بلادنا والحصار".
وأشار إلى أن المشكلات لا تحل من تلقاء نفسها بل عبر الاقتراب منها وقراءتها وتفكيكها والعمل على معالجتها وصولا إلى حلول ناجعة وممكنة لها.
وطالب بن حبتور دول التحالف بأن تكف يدها عن اليمن وأن توقف حربها على الشعب اليمني التي أثرت وما زالت تؤثر على السكان وعلى خططنا التنموية الراهنة والمستقبلية.
وتابع: "نحن نحتاج إلى المزيد من الوقوف بجدية لمعالجة التحديات التي تقف أمامنا وبروح تكاملية باعتبار أن قضايا السكان تمس كل مواطن في البلد الجميع أمام معضلة كبرى وإذا لم يبادر السياسيون جميعا في أن يتعاملوا مع الكتلة السكانية وبشكل مسؤول سنظل ندور حول ذاتنا وأنفسنا دون أي تقدم".
من جانبه اعتبر وزير التخطيط والتنمية بحكومة صنعاء عبدالعزيز الكميم، الاحتفال باليوم العالمي للسكان، مناسبة سنوية للتذكير بالقضايا السكانية المختلفة وعلاقتها بالتنمية الشاملة المستدامة في اليمن.
وأشار إلى أن القضية السكانية وبرامج العمل السكاني عنصر أساسي ومحوري في عملية التخطيط السليم نحو الوصول إلى الهدف المنشود بتحقيق التنمية المستدامة والتقدم والازدهار في جميع المجالات.
وأكد الكميم، أن الوضع الراهن في اليمن، يتطلب زيادة الدعم الفني والمادي، بما يمكنه من اللحاق بركب دول العالم وتنفيذ الالتزامات المتعلقة بالعمل السكاني.. مبيناً أن مواجهة ومعالجة القضايا السكانية يحتاج إلى تضافر جهود الجميع والتنسيق من قبل كافة الجهات الحكومية وغير الحكومية وفق الإمكانيات المتاحة لتخفيف معاناة المواطنين والحفاظ على ما تم تحقيقه من إنجازات في السنوات الماضية.
ولفت إلى أن اليمن أمام مسؤولية كبيرة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السكان واستثمارها من خلال التعليم والتأهيل والتدريب لتكون عناصر فعالة في التنمية، حيث يعد المورد البشري أهم مورد وثروة أساسية يُعتمد عليها في إتمام عملية التنمية.
وذكر الكميم أن السياسة الوطنية للسكان تمثل خطوة من خطوات التخطيط والبرمجة التنموية الشاملة الهادفة إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.. مؤكدا أهمية اضطلاع صندوق الأمم المتحدة للسكان بدور أكثر فاعلية في دعم الجهود الحكومية الهادفة إلى مواجهة التحديات السكانية في اليمن، والتداعيات الكارثية التي يتسبب بها استمرار الحرب على اليمن والحصار.
وفي الفعالية التي حضرها عدد من وزراء حكومة صنعاء، قال نائب وزير الصحة بالحكومة الدكتور مطهر المروني أن اليمن يحتفي باليوم العالمي للسكان وهو ما يزال يتعرض للحرب والحصار منذ أكثر من ثماني سنوات.. موضحاً أن التقديرات تشير إلى أن عدد سكان اليمن أصبح 32 مليون نسمة أكثر من نصفهم شباب وأطفال.
المروني: ثلثا سكان اليمن أمهات وأطفال وهم الفئة الأكثر عرضة للمراضة والوفيات |
وذكر المروني أن ثلثي سكان اليمن أمهات وأطفال وهم الفئة الأكثر عرضة للمراضة والوفيات.. مبيناً أن هناك 500 حالة وفاة لكل مائة ألف حالة ولادة، و28 وفاة في المواليد لكل ألف حالة و14 أم تتوفى نتيجة مضاعفات الولادة أو الإصابة بالإعاقة، فيما يبلغ عدد الولادات مليون و200 ألف حالة سنويا.
ولفت إلى أن نسبة التقزم بين أطفال اليمن 46 بالمائة فيما تبلغ نسبة فقر الدم بين الحوامل 78 في المائة، مؤكدا أن كل هذه الأرقام تشكل عبئاً كبيراً على اليمن صحياً وتنموياً.
من جانبه أكد الأمين العام المساعد للمجلس الوطني للسكان مطهر زبارة، أن المجلس وبالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان يحرص على إحياء هذه المناسبة سنويا للتذكير بقضايا السكان والتنمية وتركيز الاهتمام عليها ورفع الوعي حولها وكيفية التعامل مع مختلف التحديات السكانية الحالية والمستقبلية.
وأشار إلى سعي اليمن ودول العالم إلى التخطيط الاستراتيجي السليم لتحقيق التطور في جميع مجالات التنمية وفق الأولويات والإمكانات لتحسين نوعية حياة السكان.. لافتا إلى الصعوبات التي تواجه اليمن في تنفيذ الأنشطة السكانية منذ أكثر من ثماني سنوات نتيجة الحرب على اليمن والحصار.
|
ولفت زبارة إلى جهود المجلس في المراجعة الشاملة للسياسة الوطنية للسكان بالتنسيق مع جميع شركاء العمل السكاني والجهات ذات العلاقة، مؤكدا أنه تم تحديث السياسية الوطنية للسكان لتستوعب المستجدات والمتغيرات المحلية وتتوافق مع الأهداف السكانية للرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة وأهداف التنمية المستدامة حتى 2030م.
من جانبها أشارت الممثل المقيم لصندوق الأمم المتحدة للسكان انشراح أحمد، إلى أهمية هذه المناسبة لتقييم العمل المشترك، والتذكير بالجهود المطلوبة لمعالجة القضايا السكانية.
وأوضحت أن تداعيات الحرب والنزوح الداخلي والكوارث الطبيعية تسببت بتغيرات ديموغرافية، كان لها آثار باهظة على السكان في اليمن، وخاصة على النساء والفتيات.. مبينة أن هناك ما يقدر بـ 21.6 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية أكثر من نصفهم من النساء والفتيات.
وذكرت أن احتياجات النساء والفتيات للخدمات المنقذة للحياة لازالت كبيرة، في مجال خدمات الحماية والرعاية الصحية الإنجابية.. مشيرة إلى أن أكثر من سبعة ملايين امرأة وفتاة بحاجة إلى خدمات الحماية من أشكال مختلفة، فيما تعاني حوالي خمسة ملايين ونصف من النساء والفتيات في سن الإنجاب من الوصول المحدود أو عدم الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة كالولادات الآمنة، وخدمات رعاية الحوامل والمواليد.