
غادة السمان
منذ أيام، ذهبت إلى القنصلية اللبنانية في باريس لتجديد جواز سفري، فوجئت بمدى لطف العاملين هناك وتعاونهم مع ذوي الحاجات، ولن أذكر اسم الموظفة التي ساعدتني، بل وقامت عني بما كان ينبغي أن أقوم به، مثل (الفوتوكوبي) أي صورة عن بعض الوثائق. وكان من واجبي أن أقوم بها وأحضرها معي إلى القنصلية.
أين لبنان؟
غادرت القنصلية بعدما قضيت حاجتي وغمرت بالشكر الموظفات اللواتي يقمن بواجبهن على أكمل وجه. وتذكرت بحسرة حال لبنان وما هو عليه الآن. وطن بلا رئيس للجمهورية، بلا وزارة، بلا تجديد لمجلس النواب، بلا كهرباء، بلا بنوك. ما ينقصه لا يحصى ليعود وطناً لا يهاجر الناس منه بحثاً عن الرزق بعد انهيار الليرة اللبنانية.
تمنيت لو بقيت في القنصلية، فقد أعادتني إلى لبنان الذي عرفت ذات يوم وما زلت أحب حتى اليوم.
مبتور الساق الجبار
مبتور نيبالي سابق داس على لغم بتر ساقيه، لكنه لم يبتر شجاعته؛ وها هو يتسلق جبل أفرست بل ووصل بنجاح إلى القمة.
لبنان ليس مبتور الساقين ولا تنقصه إلا إرادة العودة إلى ما كان عليه، فهل ينجح في ذلك؟
القتل بذريعة البطولة
أكره مباريات الملاكمة، حيث يسقط أحد المتبارين على الأرض ولا يقوى على النهوض. ويصفق المتفرجون ويعتبر منتصراً وبطلاً. أكره العنف بصورته كلها، بما في ذلك مباريات الملاكمة.
في مباراة حدثت مؤخراً، سقط المهزوم على الأرض لكنه لم ينهض لأنه أصيب بنزف في الدماغ قتله، وذلك بضربة من خصمه على رأسه، أكره كل ما له صلة بالعنف كمباريات الملاكمة.
حتى في السيرك
أمقت صوت السوط لترويض الحيوانات في السيرك وتعليمها (فن الركوع) مثل الفيل المرغم على القيام بما تصدر إليه من أوامر، وسواه من حيوانات السيرك. ولكن أموراً أخرى تسبب لي الكآبة، مثل قرية إسبانية تفلت بقطيع من الثيران بقرون قاتلة تركض خلف الناس في شارع ضيق في القرية الإسبانية حيث لا مفر. وببساطة، ثمة عداوة بيني وبين العنف حتى غير المقصود.
طفل يختنق في سيارة
تركت أم طفلها في سيارة مغلقة النوافذ وذهبت لقضاء حاجاتها، وحين عادت وجدته قد مات اختناقاً. العنف هنا غير مقصود ولا القتل، ولكن المجرم هو حر الصيف. فقد حدث ذلك في سلوفانيا حيث ارتفعت درجة الحرارة في السيارة إلى حوالي 30 درجة مئوية، وألقي القبض على الوالدة بتهمة جريمة غير مقصودة. وأعتقد أن قلبها ينزف حزناً على طفلها.
مهاجرون يغرقون
ماذا يجدي الحداد بعد الوفاة؟
ثمة حداد في أحد البلاد إثر غرق سفينة قبالة اليونان.
ويكفي أن يرى المرء صورة السفينة الصغيرة وعليها مئات الركاب لكي يقول لنفسه: ستغرق! وهذا ما حدث. وكل ذلك من أجل الهجرة في طرق بحرية محفوفة بالمخاطر. المهاجر غير الشرعي يحلم بحياة رغد في أوروبا، وينسى مخاطر الموت غرقاً، وهو ما يحدث غالباً.
إنه الفقر الذي يدفع بكثيرين إلى المغامرة بحياتهم ويخسرونها غالباً بحثاً عن المال، وهذا يذكرني بكلمة كتبتها الأديبة والفنانة أفانين كبه (كندا). تقول أفانين تعقيباً على كلمة لي بعنوان «لعن الله الفقر»، إن حاجة الإنسان إلى المال هي أن يكون في جيبه ما يصرفه على احتياجاته اليومية والعيش بكرامة. ولكن عندما تدخل (الفلوس) في رأس وعقل الشخص، حينها يصبح عنده هوس الفلوس وتصبح شاغله الأكبر، حيث يتخلى عن جميع قيمه وأخلاقه وحتى عن أسرته من أجل المال، ويبدأ الفساد وتنتشر السرقات، وقد تصل أحياناً إلى القتل من أجل المال.
كم هو صحيح كلامها! ذكرني بأولئك الذين صعدوا إلى المركب المزدحم بالناس حتى الغرق حلماً بالوصول إلى بلاد يربحون فيها بعض المال ويخرجون من دوامة الفقر. ولكن مياه البحر تبتلعهم.
ما هو التدخين الإلكتروني؟
قرأت أن الحكومة البريطانية تكافح التدخين «الإلكتروني» بين الأطفال. ولأنني غير مدخنة، أجهل ما هو التدخين «الإلكتروني» وما هي صلة الأطفال به!
هل بينكم يا أعزائي القراء من دخن سيجارة «إلكترونية» أو يعرف ما هي؟
أتمنى توضيح ذلك لي مع الشكر!