هآرتس: الدفاع عن النفس في شرع إسرائيل.. حق للمستوطنين ومحرم على الفلسطينيين

“نحو 200 مستوطن، بعضهم مسلحون، أشعلوا النار في البيوت والسيارات في قرية ترمسعيا الفلسطينية. قدر جهاز الأمن أن نحو 15 بيتاً تضرر بسبب الحرائق ورشق الحجارة، و30 سيارة تقريباً تم إحراقها. قال سكان القرية للصحيفة بأن الجيش لم يفعل أي شيء لوقف أعمال العنف، وأنه لم يدخل إلى القرية إلا بعد مغادرة المستوطنين”، كتبت هاجر شيزاف وجاكي خوري في “هـآرتس” في 22/6. “لم تقدم الدولة أي شخص للمحاكمة من المتورطين في أعمال الشغب في حوارة في شباط الماضي، التي تم فيها إحراق بيوت والإضرار بمحلات تجارية في القرية. أثناء أعمال الشغب، أطلقت النار وقتلت سماح أقطش، لكن لم يتم التحقيق مع أحد بتهمة التسبب بموتها”، (كتبت شيزاف في “هآرتس” في 28/6).

“كيف يحدث أن يقف الجنود عاجزين أمام الإرهابيين اليهودي ولا يمنعون المذابح ضد الفلسطينيين”، كتبت وتساءلت فريدة فيشني (“هآرتس”، 28/6). متى سينفجر وعاء الضغط هذا؟ هل سيتفاجأ أحد إذا دافع الفلسطينيون عن أنفسهم وعن ممتلكاتهم من اعتداءات قادمة سينفذها المستوطنون ضد بيوت السكان الفلسطينيين، وماذا لو كان دفاعهم بالرصاص الحي؟ هل سيتفاجأ أحد بمجيء الجيش الإسرائيلي فوراً للتشخيص والاعتقال (أو قتل) الذين تجرأوا على الدفاع عن أنفسهم وعن ممتلكاتهم؟

هل تذكرون شاي درومي، الذي تم تقديمه للمحاكمة في العام 2007 بسبب المس بأحد المعتدين الذي توفي متأثراً بجروحه، ولكن تمت تبرئته في النهاية من هذه التهمة، لأن المحكمة قررت أنه حاول الدفاع عن نفسه وعن ممتلكاته. لذلك، اعتبر سلوكه دفاعاً عن النفس. في أعقاب قضية درومي، قامت الكنيست بتعديل القانون، وأضافت البند 34 إلى قانون العقوبات الذي ينص على أنه “لن يتحمل أي شخص المسؤولية الجنائية عن أفعال كان يجب القيام بها بصورة فورية لصد من انقض أو دخل إلى بيته أو محله التجاري أو مزرعته التي يحيطها سور أو ما شابه، بنية ارتكاب مخالفة. أو من يحاول الانقضاض والدخول كما قلنا”. هل سيصمد هذا القانون أيضاً وسيكون متاحاً للفلسطيني الذي سيحاول الدفاع عن بيته من إشعال النار فيه؟ الجواب واضح.

المستوطنون قبل لحظة من انفجار وعاء الضغط عليهم لم يبق لهم سوى القول: لقد حذرناكم.

يهودا بلغوفيتش

 هآرتس 2/7/2023