استئناف جلسات محاكمة بولسونارو في البرازيل

ا ف ب - الأمة برس
2023-06-29

الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو متحدثا للصحافيين في برازيليا في 21 حزيران/يونيو 2023 (ا ف ب)

برازيليا - سيواصل القضاة إصدار أحكامهم الخميس في التهم الموجّهة للرئيس السابق اليميني المتشدد جايير بولسونارو بانتهاك القانون من خلال ادعاءاته غير المثبتة حيال النظام الانتخابي في البرازيل، في قضية قد يحظر على إثرها من الترشح لأي منصب مدة ثمان سنوات.

وتحاكم المحكمة الانتخابية العليا الرئيس السابق بتهم استغلال السلطة وإساءة استخدام الإعلام الرسمي عندما تحدّث عن مكامن خلل أمنية في النظام الانتخابي الإلكتروني للبرازيل خلال اجتماع نقل عبر التلفزيون مع دبلوماسيين أجانب في تموز/يوليو 2022، قبل ثلاثة أشهر من هزيمته الانتخابية أمام اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا من دون تقديم إثباتات.

أصدر كبير القضاة في هذه القضية بينيديتو غونكالفيس قراره الثلاثاء 2023-6-27 بإدانة بولسونارو، مشيرا إلى أنه استخدم "خطابا ينطوي على العنف والأكاذيب.. عرّض إلى الخطر مصداقية" النظام الانتخابي للبرازيل.

ومن المقرر أن يصدر باقي قضاة المحكمة الستة أحكامهم واحدا تلو الآخر لدى استئناف المحاكمة اليوم الخميس عند الساعة التاسعة صباحا (12,00 ت غ)، رغم عدم استبعاد احتمالات التأخير. وتستدعي إدانته تصويت غالبية القضاة لصالحها (أربعة قضاة في مقابل ثلاثة).

تفيد مصادر مطلعة بأن إدانة بولسونارو شبه مؤكدة، وهو أمر سيقضي على خطط الضابط السابق في الجيش المثير للانقسامات للسعي للعودة إلى الرئاسة في انتخابات 2026.

وأفاد محاميه تاسيسيو فييرا إنه سيقدّم استئنافا أمام المحكمة العليا إذا ثبتت إدانة بولسونارو. 

وأضاف أن الأدلة "ضعيفة لتقابل بعقوبة بهذا الحجم".

- "مضر للغاية" -

ولا يتوقع أن يمثل بولسونارو (68 عاما) أمام المحكمة. لم يحضر الرئيس السابق أول جلستين فأمضى يوم انطلاق المحاكمة الأسبوع الماضي وهو يحيي أنصاره ويحضر مناسبات في مدينة بورتو أليغري (جنوب).

وقال فييرا "لا أرى أي فائدة من حضور الرئيس السابق شخصيا إلى المحكمة".

وينفي بولسونارو أن يكون ارتكب أي خطأ، لكنه أقر بأن المستقبل لا يبدو جيّدا بالنسبة له.

وأفاد في مقابلة أجرتها معه صحيفة "فوليا دي ساو باولو"، "الجميع يقولون إنه سيتم التوصل إلى أنني غير مؤهل" للترشح. 

أمضى بولسونارو قرابة الساعة وهو يقنع الحاضرين بوجهة نظره خلال الاجتماع الذي عقد في تموز/يوليو 2022، معتمدا على عرض ببرنامج "باور بوينت" لكن من دون أدلة ملموسة تدعم ادعاءاته بأن آلات التصويت المستخدمة في البرازيل منذ العام 1996 تقوض "شفافية" الانتخابات.

وذكر القاضي غونكالفيس بأن تصريحاته خلال الاجتماع "هدفت للتحريض على حالة بارانويا (جنون ارتياب) جماعية" حيال الانتخابات المقبلة في وقت تعاني البرازيل من الاستقطاب الشديد.

وجاء في الحكم أن بولسونارو "حرّض للدفع للاعتقاد بوجود تهديد حقيقي بأنه تم التلاعب بنتائج انتخابات 2022.. كان الأمر مؤذيا للغاية للبيئة الديموقراطية".

- أعمال الشغب -

وربط المدعون تصريحات بولسونارو بأعمال الشغب التي أعقبت الانتخابات عندما اقتحم أنصاره القصر الرئاسي والكونغرس والمحكمة العليا في الثامن من كانون الثاني/يناير، أي بعد أسبوع من تنصيب لولا.

رفض محاميه التهمة وحضّ المحكمة على استبعاد أي أدلة مرتبطة بأعمال شغب الثامن من كانون الثاني/يناير، مشيرا إلى أنها غير مرتبطة بالقضية.

ويذكر تشكيك بولسونارو بالانتخابات من دون أدلة والهجوم على المؤسسات السياسية في العاصمة، بمساعي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي يعتبره مثله الأعلى في السياسة، للتمسك بالسلطة بعد خسارته الانتخابات الرئاسية عام 2020.

أمضى بولسونارو ثلاثة أشهر في ولاية فلوريدا بعد هزيمته الانتخابية، وشارك في القليل من اللقاءات العامة منذ عودته إلى البرازيل في آذار/مارس ليتولى منصب الرئيس الفخري لـ"الحزب الليبرالي".

لكنه يواجه تحديات قانونية أخرى ترتبط بخمسة تحقيقات تجريها المحكمة العليا يمكن أن تفضي إلى حكم بالسجن، ومنها ما يتعلق بهجمات الثامن من كانون الثاني/يناير، وتحقيقات تجريها الشرطة في اتهامات تتعلق بشهادة تطعيم مزورة ضد كوفيد وإدخال حلى ماسية خفية إلى البرازيل من السعودية.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي