أن بي ايه: من طرده المنزلي إلى ميامي هيت...رحلة باتلر الى النهائيات

ا ف ب – الأمة برس
2023-05-30

سيخوض جيمي باتلر النهائي الثاني له في دوري كرة السلة الاميركي للمحترفين بعد 2020 (ا ف ب)

لوس انجليس - صحيحٌ أن جيمي باتلر سيخوض بدءاً من الخميس نهائي دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين للمرة الثانية في مسيرته، إلا ان رحلته نحو القمة بدأت عندما طردته والدته من المنزل في سن المراهقة.

يقود باتلر (33 عامًا) المولود في ولاية تكساس فريقه ميامي هيت في المباراة الأولى من السلسلة النهائية ضد دنفر ناغتس ونجميه العملاق الصربي نيكولا يوكيتش والكندي جمال موراي.

بعد أن أفلت منه اللقب الاول عام 2020 ضد لوس أنجليس ليكرز وليبرون جيمس في فقاعة أورلاندو حيث استُكمل الدوري خلال جائحة فيروس كورونا، يأمل باتلر هذه المرة في أن يقود هيت للمجد ويصبح أول فريق ينهي الموسم المنتظم في المركز الثامن ويمضي ليحقق اللقب.

وبالنسبة لباتلر، أفضل لاعب في نهائي المنطقة الشرقية ضد بوسطن سلتيكس، فإن هذا النهائي الثاني هو نتاج حياةٍ قضاها في الكفاح متغلبًا على الصعاب.

بعدما ترك والده المنزل وهو رضيع، ترعرع باتلر في بلدة تومبول في ضواحي مدينة هيوستن. وعن 13 عامًا، طلبت منه والدته مغادرة المنزل، إذ يستذكر في حديث مع شبكة "اي أس بي أن" كلماتها "لا أحبّ مظهرك. عليك الرحيل".

كان جيمي لسنوات طويلة من دون مأوى، حيث أمضى أيامًا أو أسابيع وهو ينام على الأريكة في منازل أصدقائه قبل أن تنفرج أموره.

في المدرسة الثانوية، وجد أخيرًا منزلا دائمًا، حيث مكث مع عائلة أحد أصدقائه، جوردان ليزلي، وهو أيضًا رياضي موهوب أصبح لاحقًا لاعبًا في دوري كرة القدم الاميركية (أن أف أل).

وبعد أن باتت حياته مستقرّة، أصبح باتلر قادرًا على التركيز على كرة السلة. وعلى الرغم من عدم اعتباره لاعبًا كفوء خارج المدرسة الثانوية، حصل في النهاية على منحة دراسية رياضية في جامعة ماركيت في ويسكونسن.

على الرغم من كل هذا، يملك باتلر علاقة وثيقة مع والديه مؤكدًا "أنا لا أحمل ضغينة. ما زلت أتحدّث مع عائلتي. أمي. والدي. نحن نحبّ بعضنا البعض. لن يتغيّر هذا أبدًا".

- "لا تشعروا بالأسف تجاهي" -

رغم المشاكل التي عانى منها في شبابه، لا يُحبّذ باتلر استخدام قصّته الدرامية على أنها السرد الرياضي الكلاسيكي والمناسب للانتصار على المصاعب.

قال في حديث مع "اي اس بي ان" في عام 2011  قبل "درافت" الدوري "أرجوكم، أعرف أنكم ستكتبون شيئًا ما. أطلب منكم فقط ألا تكتبوا بطريقة تجعل الناس يشفقون عليّ. أكره ذلك".

وتابع "ما من شيء ليأسفوا عليه. أحبّ ما حدث معي. لقد جعلني ما أنا عليه اليوم. أنا ممتن للتحديات التي واجهتها".

هذه التحديات جعلت باتلر اللاعب الشرس الذي ساهم في قيادة ميامي الى نهائيات الدوري للمرة السابعة في تاريخ النادي.

لقد احتاج باتلر الذي شارك في مباراة كل النجوم "أول ستار" ست مرات في مسيرته وقتًا طويلا لايجاد بيئته المفضلة.

اختاره شيكاغو بولز كصاحب المركز 30 في "درافت" الـ"ان بي ايه" عام 2011، حيث أمضى معه ستة مواسم قبل الانتقال الى مينيسوتا تيمبروولفز عام 2017.

ولكن مشاكل مع اللاعب الدومينيكاني كارل-أنتوني تاونز ساهمت في رحيله بعد موسم واحد فقط، حيث انضم الى فيلادلفيا سفنتي سيكسرز في صفقة تبادل في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2018.

من الناحية النظرية، كان من المفترض أن يكون الفريق مناسبًا تمامًا لباتلر بعد أن شكّل إضافة كبيرة لقوة ناشئة تكمن في أمثال الكاميروني جويل إمبيد والاسترالي بن سيمونز، لاعب بروكلين نتس الحالي.

لكن بعد خروج سفنتي سيكسرز من نصف نهائي المنطقة الشرقية في موسم 2018-2019، وجد باتلر نفسه خارج أسوار الفريق.

تعاقد في تموز/يوليو 2019 مع ميامي هيت في صفقة شملت عدة تبادلات. ووجد في ميامي الواقعة في ولاية فلوريدا، مع المدرب إريك سبولسترا ورئيس النادي المدرب الاسطوري بات رايلي "منزله" أخيرًا.

- "أنا سعيد لأني في منزلي" -

قال عن انتقاله حينها "أعتقد أن الأمر يتعلق في أن يكون مرغوبًا بك، وأن يتم تقديرك لما تقدمه، كما قلت مرارًا وتكرارًا".

ويقول سبولسترا إن مهمته ورايلي لجذب باتلر إلى ميامي قد نُفّذت بسرعة، مستذكرًا العشاء الذي جمع الرجال الثلاثة في حزيران/يونيو 2019 باعتباره "من أجمل الزيارات على الإطلاق لوافد جديد".

وقال سبولسترا "لقد تحدثنا كثيرًا، وشعرت للتو بعد 20 دقيقة أننا كنا متفقين للغاية في نظرتنا إلى المنافسة والعمل والثقافة".

وتابع "كنا نتحدث عن العمل وقاطعني أنا وبات بعد العشاء، ربما بعد خمس دقائق من بدء المحادثة، وقال +بالمناسبة، أنا قبلت+. تفاجأنا +ماذا؟ نحن لم نقدّم لك عرضنا بعد+".

باتلر الذي تعلّم عن ثقافة الفريق من أسطورة هيت دواين وايد، يقول إنه لم يحتج للوقت من أجل الاقتناع "أن يكون مرغوبًا بك، هو ما يحتاجه كل شخص في العالم، ليس فقط في كرة السلة. أنا سعيد لأني في منزلي".

وتابع "دي-وايد أخبرني عن قيمة العمل وثقافة هذا النادي. هذه الكلمات التي يستخدمها الجميع ولكن هنا كانت واقعية فعلا. أرادوني أن أكون هنا أكثر من أي شيء آخر، قالوا لي +إسمع، أنت اللاعب الذي نريد. نسعى لضمّك+ وأنا كنت جاهزًا".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي