لقادة إسرائيل: “هكذا نحسم معركتنا النهائية بشأن شرقي القدس ونبدد أوهام الفلسطينيين"

2023-05-18

إن الفعل الاستيطاني – الصهيوني الأخير الذي قامت به إسرائيل في القدس، كان بناء حيي “هار حوما” و”رمات شلومو” رغم المعارضة الدولية الشديدة (ا ف ب)

الإنجاز الإسرائيلي الأهم، مع حلول 56 سنة على توحيد القدس، هو الاستيطان الذي غير وجه شرق المدينة: 12 حياً يهودياً، يسكن فيها اليوم نحو 240 ألف نسمة، من الشمال والجنوب والشرق لحدود الحكم المحلي القديم.

إن التفويت الإسرائيلي الأبرز، بعد 56 سنة وحدة مقدسية، هو التخلي عن الاستيطان في كل أجزاء البلدة القديمة، النواة التاريخية للقدس، التي فيها ستحسم أيضاً المعركة على مستقبلها السياسي.

حسب الكتاب الإحصائي السنوي الجديد للقدس من معهد القدس لبحوث السياسة، يسكن في الحي اليهودي اليوم نحو 3250 يهودياً فقط – نحو العشر فقط من عموم نحو 31.130 من سكان البلدة القديمة. هذا تفويت تاريخي.

ما لم لا يسكن يهود في كل أحياء البلدة القديمة وليس فقط في الحي اليهودي، فستظل أرضاً قابلة للتقسيم – مثلما يحصل فعلاً – من جانب معاهد البحوث، وخطط الجارور والوسطاء على أنواعهم – وعليه، يجب أن يقال باستقامة: المعركة على القدس لم تحسم بعد. إلى جانب إنجازات عديدة، كانت إسرائيل أبقت في العاصمة “ثقوباً” لا تزال تسمح لكثير من الفلسطينيين التعلل بالأوهام بأن الدولاب سيدور ذات يوم إلى الوراء وستقسم المدينة من جديد.

قامت إسرائيل بعمل ما في الحائط الغربي. محت حي المغاربة، الذي شارك أهاليه مشاركة مركزية في التضييق على المصلين هناك على مدى أجيال عديدة. محت هذا الحي من على وجه الأرض، وجعلت زقاق “المبكى” [حائط البراق] الضيق والعفن ساحة صلاة كبرى. بالمقابل، فوتت إسرائيل فرصة لإحداث تغيير ذي مغزى في الحرم أيضاً، حين تخلت مسبقاً عن حق الصلاة لليهود هناك واعترفت عملياً بحكم ذاتي ديني إسلامي في المكان.

خرج هذا الحكم الذاتي منذ زمن بعيد عن نطاق الدين. الحرم اليوم هو مركز تحريض وإرهاب وإلهام لمنفذي العمليات ومثيري المشاكل، واقع نعيشه غير مرة.

إن الفعل الاستيطاني – الصهيوني الأخير الذي قامت به إسرائيل في القدس، كان بناء حيي “هار حوما” و”رمات شلومو” رغم المعارضة الدولية الشديدة. السنوات الكثيرة التي انقضت منذئذ تميزت بصفر فعل صهيوني استيطاني. على خلفية معارضة الولايات المتحدة وأوروبا، تجمد إسرائيل منذ سنين بناء حيين يهوديين سوبر استراتيجيين آخرين: “عطروت” في شمال المدينة، وE1 في شرقي القدس، وبوابة “معاليه أدوميم”.

لما لم تحسم المعركة على القدس بعد، فمن شأن إسرائيل أن تدفع على ذلك ثمناً باهظاً. الفلسطينيون، بإسناد وزارة الخارجية الأمريكية ومعاهد البحوث، يسعون لقطع “الإصبع” الشمالي للقدس وضمه إلى نطاق السلطة. كما يسعون أيضاً لمنع الربط الإسرائيلي بين القدس و”معاليه ادوميم” ويملأون ببنائهم الأرض المخصصة للربط. ومثلما في “هار حوما” و”رمات شلومو”، هكذا أيضاً في عطروت وفي E1 – فإما نحن أو هم. لكن إسرائيل، بسبب الضغط الدولي الشديد، تمتنع منذ ثلاثة عقود عن البناء هناك.

وهاكم مسألة أخرى تتصدى لها إسرائيل، وليس بنجاح دوماً: في الـ 32 سنة الأخيرة، ترك العاصمة نحو 550 ألف نسمة، معظمهم إن لم يكن كلهم يهود، لكن 335 ألفاً فقط جاءوا للسكن فيها. عدد التاركين مذهل، وينبع أساساً من قصف السكان وأماكن العمل. لو بقي نصفهم فقط في المدينة لتحسن الميزان الديمغرافي في صالح اليهود ولوصل معدلهم بين السكان إلى 70 في المئة – 10 في المئة أكثر مما هو اليوم.

إذا كانت إسرائيل تريد حسم المعركة على القدس، أو تحسين فرصها في النصر فيها، فهذه هي “الثقوب” المركزية التي ينبغي أن تتناولها – وعلى عجل – لأن الفلسطينيين لم يتخلوا قط عن خطة التقسيم.

 

نداف شرغاي

إسرائيل اليوم 18/5/2023







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي