الإعصار موكا يودي ب29 شخصا في بورما

ا ف ب - الأمة برس
2023-05-16

صورة مؤرخة في 14 أيار/مايو 2023 من ولاية راخين في بورما عقب الإعصار موكا (ا ف ب)

ارتفعت حصيلة الاعصار موكا الذي ضرب خليج البنغال الى 29 قتيلا الاثنين فيما بدأت الاتصالات تستأنف تدريجا في غرب بورما.

وصل موكا إلى اليابسة بين كوكس بازار في بنغلادش وسيتوي في بورما حيث بلغت سرعة رياحه 195 كيلومترا في الساعة، ما يمثل أقوى عاصفة تضرب خليج البنغال منذ أكثر من عقد.

وبحلول مساء الأحد، كان الإعصار قد مر إلى حد كبير، ما ساهم في تجنيب مخيمات الروهينغا، حيث يعيش حوالى مليون شخص، في بنغلادش أضرارا. ولم تبلغ سلطات هذا البلد عن أي وفاة.

قتل 24 شخصا في قرية خونغ دوك كار شمال غرب سيتوي، بحسب ما قال مسؤول مخيم للروهينغا لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه خوفا من انتقام المجلس العسكري.

وقال إنه يخشى أن يكون العديد من الأشخاص مفقودين من المنطقة المنخفضة، حيث قرى الروهينغا ومخيمات النازحين.

وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس من المنطقة قوارب صيد خشبية محطمة مكدسة قرب الشاطئ.

من جهتها، أفادت المجموعة العسكرية الحاكمة في بورما في وقت سابق الاثنين بمقتل خمسة اشخاص على الاقل.

وأوضحت أن "بعض السكان أصيبوا" وأن 864 منزلا و14 مستشفى أو عيادة دمرت في كل أنحاء البلاد.

وانقطعت الاتصالات مع سيتوي التي تعد حوالى 150 ألف نسمة والتي كانت الأكثر تضررا بالعاصفة، وفق ما أفادت مواقع تتبع الأعاصير الاثنين.

وكانت الأشجار المقتلعة والأسلاك والأعمدة الكهربائية منتشرة على الطريق المؤدية إلى المدينة، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.

على مسافة نحو 10 كيلومترات من سيتوي، كانت نقطة تفتيش عسكرية تمنع دخول السيارات والشاحنات الصغيرة، ما أجبر السكان على إكمال طريقهم على دراجات نارية أو سيرا.

وقال عامل الإنقاذ المحلي كو لين لين لوكالة فرانس برس، إن خمسة أشخاص على الاقل قتلوا في المدينة وأصيب 25 آخرون.

ومن غير الواضح ما إذا كان بعض هؤلاء الضحايا قد تم إحصاؤهم في حصيلة المجموعة العسكرية.

وروى أحد السكان لوكالة فرانس برس "كنت في دير بوذي عندما وصلت العاصفة، انهارت قاعة الصلاة وقاعة طعام الرهبان".

وأضاف "تمكّنا من الانتقال من مبنى إلى آخر. الطرق الآن مقطوعة بالأشجار وأعمدة كهربائية".

- "أضرار جسيمة" -

وبحسب الأمم المتحدة، فإن مشكلة الاتصالات تعرقل عملية تقييم الأضرار في ولاية راخين حيث تعيش معظم أقلية الروهينغا.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الأحد إن "المعلومات الأولية تشير إلى أن الأضرار جسيمة".

وفي بنغلادش قالت السلطات إنها أجلت 750 ألف شخص.

قال المسؤول الوزاري قمر الحسن لوكالة فرانس برس إن الإعصار لم يسفر عن وقوع ضحايا.

وفي مخيمات الروهينغا حيث يعيش حوالى مليون لاجئ في 190 ألف مسكن من خيزران وقماش مشمع، لا أضرار كبيرة.

وقالت الأمم المتحدة "على الرغم من أن عواقب الإعصار كان يمكن أن تكون أسوأ بكثير، تضررت مخيمات اللاجئين بشدة مما ترك الآلاف في أمس الحاجة إلى المساعدة".

وحاولت مجموعة من المركبات التي كانت تقل فرق إنقاذ، فتح الطريق عبر إزالة الركام بمناشير للوصول إلى المدينة، تحت أنظار السكان القلقين على أحبائهم.

وضرب الإعصار ساحل بورما الأحد، ما تسبب في موجة مد ورياح عاتية أطاحت برج اتصالات في سيتوي، عاصمة ولاية راخين، بحسب صور نُشرت على الشبكات الاجتماعية.

وأفادت وسائل الإعلام التابعة للمجموعة العسكرية أن مئات أبراج الهواتف النقالة لم تعد تعمل.

وطلب رئيس المجموعة العسكرية مين أونغ هلاينغ "من الموظفين الحكوميين الاستعداد لنقل إمدادات إغاثة إلى مطار سيتوي"، وفق ما أوردت وسائل الإعلام الرسمية الاثنين من دون إعطاء تفاصيل عن موعد وصولها.

وقال نائب مفوض اللاجئين شمسود دوزا لوكالة فرانس برس إن "الاعصار دمر حوالى 300 ملجأ".

وبحسب هذا المسؤول، فإن السلطات توزّع الآن الخيزران والقماش المشمع ومواد مختلفة حتى يتمكن أفراد الروهينغا المتضرّرون من إعادة بناء ملاجئهم.

كما أن خطر حدوث انزلاقات تربة في المخيمات منخفضة "بسبب عدم هطول كمية كبيرة من الأمطار".

وقال عزيز الرحمن مدير دائرة الأرصاد الجوية في بنغلادش لوكالة فرانس برس "السماء أصبحت صافية. الإعصار موكا هو أقوى عاصفة تضرب بنغلادش منذ إعصار سيدر".

في جزيرة شابوري البنغلادشية، كان السكان منشغلين في إصلاح منازلهم المتضررة والبحث بين الأنقاض لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من متعلقاتهم.

وضرب الاعصار سيدر الساحل الجنوبي لبنغلادش في تشرين الثاني/نوفمبر 2007، ما أسفر عن مقتل أكثر من 3000 شخص وخلّف أضرارا بمليارات الدولارات.

في السنوات الأخيرة، أدى التنبؤ الأفضل والتخطيط الأكثر فعالية للإخلاء إلى خفض عدد القتلى من هذه العواصف بشكل كبير.

ويحذّر العلماء من أن العواصف تزداد قوة مع ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي