آسيان عند "مفترق طرق" في ظل تصاعد العنف في بورما

ا ف ب - الأمة برس
2023-05-09

صورة مؤرخة في 9 أيار/مايو 2023 لجندي إندونيسي أمام شعار قمة "آسيان" في لابوان باجو (ا ف ب)

لابوان باجو - حذّر وزير إندونيسي رفيع المستوى اليوم الثلاثاء من أن بلدان جنوب شرق آسيا عند "مفترق طرق"، فيما تصدّر تصاعد العنف في بورما الخاضعة لسلطة مجموعة عسكرية جدول أعمال قمة إقليمية.

وتشهد بورما أعمال عنف منذ أطاح انقلاب عسكري حكومة أونغ سان سو تشي قبل عامين وأطلق العنان لحملة أمنية دامية تستهدف المعارضة.

وقادت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي لطالما واجهت انتقادات على اعتبارها مجموعة غير قادرة على اتّخاذ أي خطوات عملية الجهود الدبلوماسية الرامية إلى حل الأزمة.

لكن هذه الجهود لم تثمر فيما تتجاهل المجموعة العسكرية الحاكمة الانتقادات الدولية وترفض التعامل مع معارضيها علما أن بينهم نواب تمّت إطاحتهم و"قوات الدفاع الشعبية" وأقليات عرقية مسلّحة.

وأفادت تقارير عن مقتل 170 شخصا على الأقل في ضربة جوية استهدفت قرية ضمن أحد معاقل المتمرّدين الشهر الماضي وأثارت إدانات دولية فيما فاقمت عزلة المجموعة العسكرية.

كما غذّت الدعوات لآسيان للتحرّك بشكل أقوى لوضع حد للعنف وإلا فسيتم تهميشها.

وحذّر الوزير الإندونيسي المسؤول عن تنسيق الشؤون السياسية والقانونية والأمنية محفوظ إم دي في اليوم الأول من القمة اليوم الثلاثاء من أن "آسيان عند مفترق طرق".

وقال وفق نسخة عن تصريحاته "تختبر أزمة تلو الأخرى قوّتنا كمجتمع. ومن شأن إخفاقنا في التعامل معها أن يحمل خطر تعريض  جدوانا إلى التهديد"، فيما ذكر بورما من بين القضايا الملحة التي يواجهها التكتل.

وذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم الثلاثاء أن ضربة الشهر الماضي الجوية في منطقة ساغينغ (وسط) تعد "جريمة حرب محتملة" وحضّت آسيان على "التعبير عن دعمها لإجراءات أقوى من أجل وقف تدفق الأموال للجيش والضغط على المجموعة العسكرية لتنفيذ إصلاحات".

وتفاقم الضغط على التكتل الإقليمي الأحد بعدما تعرّضت قافلة مركبات تقل دبلوماسيين ومسؤولين ينسقون مساعدات آسيان الإنسانية في بورما إلى إطلاق نار.

ولم ترد الكثير من التفاصيل عن الهجوم في ولاية شان في شرق بورما، لكنّ دبلوماسيا أجنبيا في رانغون قال إن دبلوماسيين من سفارتَي إندونيسيا وسنغافورة كانوا ضمن المجموعة.

وأكدت سنغافورة أن موظفين في سفارتها في رانغون كانا ضمن القافلة لكنهما لم يتضررا. 

وقالت وزارة الخارجية السنغافورية في وقت متقدّم امس الاثنين 2023-5-8 إن "سنغافورة تدين هذا الهجوم". 

ولم تؤكد إندونيسيا التي تترأس مجموعة آسيان هذا العام بعد وجود دبلوماسييها ضمن القافلة.

- "عقيم" -

وقع إطلاق النار قبل أيام من انعقاد قمة آسيان التي بدأت اليوم الثلاثاء وتختتم أعمالها الخميس في جزيرة فلوريس الإندونيسية حيث يواصل وزراء الخارجية والقادة جهودهم الرامية إلى إعادة إحياء خطة من خمس نقاط تم الاتفاق عليها مع بورما قبل عامين بعد فشل محاولات الوساطة لإنهاء العنف.

وأجرى وزراء الخارجية محادثات اليوم الثلاثاء بينما كان من المقرر أن يجتمع قادة بلدانهم الأربعاء والخميس.

وقبيل وصول المسؤولين إلى لابوان باجو، نشر الجيش أكثر من 9000 عنصر وسفينة حربية في البلدة الصغيرة التي تعد مدخلا إلى حديقة كومودو الوطنية السياحية التي تضم كبرى الزواحف في العالم.

وفي تصريحاتها في مستهل القمة اليوم الثلاثاء، قالت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي إن الوزراء بحثوا بالفعل "تطبيق" خطة السلام، من دون أن تقدّم تفاصيل.

وأفاد دبلوماسي من جنوب شرق آسيا فرانس برس أن عملية إطلاق النار يوم الأحد 7/5 "تزيد من مدى إلحاح الملف البورمي كقضية رئيسية مطروحة للنقاش في القمة".

وأعربت الولايات المتحدة بدورها عن "قلقها البالغ" حيال إطلاق النار وحضت المجموعة العسكرية على "تطبيق اتفاق النقاط الخمس بشكل فعال".

وما زالت بورما عضوا في آسيان لكنها حُظرت من القمم العالية المستوى نظرا إلى فشل المجموعة العسكرية في تطبيق خطة السلام.

وذكّرت مارسودي بأن بلادها تتبع "دبلوماسية هادئة" للتحاور مع كل أطراف النزاع في بورما ولإعادة إطلاق جهود السلام.  

لطالما واجهت آسيان انتقادات لتخاذلها، لكن مبادرها محدودة للغاية نظرا إلى ميثاق مبادئها القائم على التوافق وعدم التدخل.

واستبعد المحلل زكاري أبوزا الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا أن تقدّم آسيان أكبر من بيان إدانة جبان" رغم هجوم الأحد. 

وقال لوكالة فرانس برس "لو أنّ دبلوماسيا قُتل، لكانت المنظمة تعرّضت لضغط أكبر للتحرّك، لكنها بصراحة كانت عقيمة جدا في العامين الماضيين لدرجة أنه يصعب رؤيتها تتحرّك بشكل فعال".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي