«ذا حقلٌ آخر للمراوحة» سيرة ذاتية للأشياء الظليلة

2023-05-09

صدرت حديثاً عن منشورات رامينا في لندن، مجموعة شعرية هي الأولى للشاعر السوري مقداد خليل. وجاءت المجموعة في مئة صفحة من القطع الوسط. تحتوي المجموعة على نصوص وقصائد كتبت خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.. يتأمّل الشاعر في دقائق الأشياء والأشخاص والمجريات اليومية والذاكرة والأحلام بذات مستنفرة عارية، جرى خلالها استخلاص مادة الأدب من كل شيء بلغة أرادت تجاوز المألوف، وبكسرٍ للغة هنا وتصليد لها هناك.. ربما يمكن أن توصف هذه المجموعة بأنها سيرة ذاتية للمشاعر والأشياء الظليلة..

يحضر في النصوص أقرب الأشخاص والكائنات، كالأم والأخت، وحشرات الباحة ونباتها، داخل زمن بطيء وبيئة تكون مزيجاً من الأحلام واليقظة المنبهرة بالمنظورات. ثمة تعدد في الأسلوب الكتابي؛ نظراً لامتداد زمن كتابة النصوص على مدى عقد من الزمن، تخللته فراغات وتحولات على أصعدة عديدة.

من المجموعة:

ألعاب أبي

«لن تُمنَحَ أمي

ولا تظنن بأني قد تعبت وتراخيت من ألعابكَ

الممتعة التي قذفْتَنا إليها»

صرختُ في أبي الذي مات بعد سنوات عديدة.

علَّمنا أبي لعبةَ الولوج والخروج من وكر الثعلب الطويل

ولعبةَ الموت في قبر الفُرَش والوسائد

ولعبةَ السقوط معها على الأرض، والمعاودة.

ولعبةَ الانبطاح أمام القنديل الفضي وسط الغرفة

لمشاهدة الفراشات المتشبثة بقميص الضوء.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي