اغتالها "بن غفير الأول" وسيدفنها "الثاني".. هآرتس: إسرائيل في انتظار غانتس

2023-05-08

يقترح غانتس حكماً مركزياً معتدلاً ورسمياً كعلاج لأمراض نتنياهو (أ ف ب)

يكتشف منتخبو إيتمار بن غفير الآن بأنه سحر كاذب، فقد اختاروا تصديقه لأنه كان أسهل الحلول لمشكلاتهم. حل مؤقت وصبياني، انكشفت الفجوة بينه وبين الواقع الآن بأبعادها غير المحتملة، لكن هؤلاء الناخبين العارضين يفضلون دائماً السحر الكاذب للسياسيين المخادعين على المواجهة الصعبة مع الحقيقة. ومثل المدمنين، يبحثون دائماً عن حل مؤقت وسريع للمشكلة، عن الوجبة القادمة بدل الفطام من الإدمان، والمخدر هو نفي للواقع. والاعتقاد بوجود حل غير مؤلم لمشكلات إسرائيل.

تظهر الاستطلاعات أن جمهور الناخبين يسعى الآن وراء سحر كاذب جديد: يقترح بني غانتس على اعتبار أنه وريث بن غفير في هذا المربع، “كويك فيكس” (إصلاحاً سريعاً) للأزمة الوجودية التي تهدد مستقبل الدولة. هل سمع شخص ما غانتس وهو يتطرق بشجاعة للحاجة إلى إخلاء 100 ألف مستوطن لتجنب تحول إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية؟ هل سمع شخص أنه يعترف بأن الوقت أصبح متأخراً جداً لمنع قيام الدولة ثنائية القومية ولذلك علينا التنازل عن “الدولة اليهودية” وإقامة دولة يتساوى فيها كل مواطنيها؟ واضح أن لا. هل سمعه أحد يتطرق إلى الحاجة لتقليص معدل الولادة في المجتمع الحريدي لمنع انهيار الاقتصاد الإسرائيلي بسبب إعالة الجمهور غير المنتج؟ من الواضح أن لا. هل يوجد لدى غانتس حل لتهديدات “حزب الله”؟ وماذا عن غلاء المعيشة؟ هل يخطط لانقلاب في هذا المجال؟

يقترح غانتس حكماً مركزياً معتدلاً ورسمياً كعلاج لأمراض نتنياهو. بن غفير فاشي، غانتس صهيوني قومي متطرف، لكنهما يتعهدان بهدوء مزيف. كلاهما لا يمكنهما توفير الهدوء المأمول، وسرعان ما سيستيقظ الناخبون أيضاً من وهم غانتس.

على الجمهور الإسرائيلي الاعتراف بحقيقة أنه ما دام توجه الدولة ثنائية القومية مستمراً تحت نظام التفوق اليهودي العنصري والاحتلال والأبرتهايد، اللذين يشعلان الإرهاب في “المناطق” [الضفة الغربية]، وتعزز المنحى الديمغرافي الحريدي كوسيلة للإكراه الديني واستعباد الدولة للحريديم، فلن يكون أي هدوء، بل استمرار الانهيار. على المجتمع الإسرائيلي الاعتراف أنه وبسبب أخطاء ممنهجة وثابتة خلال سنوات وجود الدولة، فلن يبقى الوضع الحالي قائماً.

إسرائيل اليوم في وضع كان فيه الاتحاد السوفييتي عشية تولي ميخائيل غورباتشوف الحكم، وفي وضع جنوب إفريقيا عشية تولي فريدريك وليام دي كلارك الحكم. كلاهما لم يعلنا مسبقاً عن خططهما الثورية. في حالة غورباتشوف الذي كان مؤيداً ثابتاً للينين وأكثر من البحث عن توجيه في كتاباته، كان التغيير نتيجة خروج الوضع عن سيطرته. وهو لم يخطط لسقوط جدار برلين وتفكك الإمبراطورية السوفييتية. فهل يعرف غانتس أن الاعتدال والرسمية لم تحل مشكلة الأبرتهايد في جنوب إفريقيا والشيوعية في الاتحاد السوفييتي؟ هل يدرك أنه إذا لم يصبح دي كلارك فستستمر إسرائيل في السير في المسار غير القابل للحياة إلى أن يحل الدمار النهائي؟ من يؤيدونه في الاستطلاعات بالتأكيد لم يدركوا ذلك، بل يعيشون في أوهام.

المفارقة أن إسرائيل بحاجة الآن إلى زعيم شجاع يستطيع جر المجتمع إلى علاج حقيقي، ما العمل، هذا العلاج يحتاج إلى اتخاذ خطوات راديكالية. وفي ظل غيابها سيظل غانتس المرشح الرائد لوراثة نتنياهو، والذي سيدفن دولة إسرائيل.

 

 روغل الفر

هآرتس 8/5/2023









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي