
عدن - وقّع رؤساء وممثلو المكونات السياسية الجنوبية، اليوم الإثنين، "ميثاقا وطنيا" بعد مشاورات دعا إليها المجلس الانتقالي الجنوبي يمهد للانفصال عن شمال البلاد.
وانطلقت الخميس الماضي في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن (جنوب)، فعاليات مؤتمر الحوار الجنوبي واختتمت الإثنين، وسط مقاطعة عدة مكونات جنوبية، وفق مراسل الأناضول.
وجاء المؤتمر بدعوة من المجلس الانتقالي الجنوبي (يسيطر على عدن وعدة محافظات)، الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، بدعوى معاناة محافظات الجنوب من تهميش وإقصاء سياسي واقتصادي، وهو ما تنفيه الحكومات اليمنية المتعاقبة.
وهدف المؤتمر إلى "الوصول إلى توافق سياسي ورؤية موحدة داعمه لعودة الأوضاع إلى ما قبل تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990، والمشاركة في صناعة ملامح دولة الجنوب، وإدارة المرحلة القادمة"، وفقا للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وقال مشاركون في المؤتمر، في أحاديث منفصلة لمراسل الأناضول، إن جلسة الختام شهدت توقيع المكونات السياسية الجنوبية على "الميثاق الوطني الجنوبي" الذي ينص على الوصول إلى رؤية موحدة بشأن المطالبة بانفصال الجنوب.
كما تم التوافق على "الاتجاهات الرئيسية لإدارة المرحلة الراهنة والاتجاهات العامة الأساسية لمشروع دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة، وأسس ومبادئ وضوابط التفاوض والأسس والمبادئ العامة"، وفق المشاركين.
وتم أيضًا "قراءة مشروع البيان الختامي وإقراره من المندوبين، وتضمن عددا من التوصيات المهمة (سيتم الإعلان عنها لاحقا)"، بحسب مراسل الأناضول.
ووفقًا للمصادر ذاتها، "تجاوز عدد المشاركين في اللقاء التشاوري 284 مندوبا من محافظات الجنوب الثمان، تتقدمها حضرموت بـ 66 مندوبًا وعدن بـ 60 مندوبا، ثم أبين بـ 25 ولحج 22 مندوبًا".
ومن أبرز الكيانات المشاركة بالمؤتمر "الحراك الثوري تصحيح المسار"، "تاج الجنوب العربي"، "حلف قبائل الجنوب العربي"، "الحراك الثوري"، "المجلس الثوري العسكري"، و"الملتقى الوطني أبين"، و"المجلس الأعلى للحراك السلمي".
فيما تقدم الكيانات المقاطعة، "الائتلاف الوطني الجنوبي"، و"المؤتمر الوطني لشعب الجنوب"، و"المؤتمر الشعبي الجنوبي"، لرفضها خيار الانفصال عن الشمال وتمسكها بالوحدة.
ودخل جنوب اليمن وشماله في وحدة طوعية في 22 مايو / أيار 1990، غير أن خلافات بين قيادات الائتلاف الحاكم وشكاوى قوى جنوبية من تهميش وإقصاء أدت إلى عودة الدعوات للانفصال لاسيما مع اندلاع الحرب الأهلية.
ولا تزال قوى جنوبية تطالب بالانفصال، وهو ما ترفضه السلطات وقطاعات واسعة من الشعب اليمني.
ويعاني اليمن منذ تسع سنوات من حرب بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات جماعة الحوثيين المسيطرة على محافظات بينها صنعاء (شمال) منذ 2014.
وتتصاعد بين اليمنيين آمال بإحلال السلام منذ أن وقَّعت السعودية وإيران، بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، اتفاقا لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات بين البلدين.