طفل ياباني من أصل فرنسي يدخل تاريخ مسرح كابوكي التقليدي في اليابان

ا ف ب - الأمة برس
2023-05-06

ماهولو تراجيما خلال أحد التدريبات على مسرح كابوكيزا في العاصمة اليابانية طوكيو في مطلع أيار/مايو 2023 (ا ف ب)

طوكيو - على غرار معظم الفتيان اليابانيين في سنّه، يحب ماهولو تيراجيما البيسبول وألعاب الفيديو، لكن بما أنه ممثل في كابوكي، يخصص جزءاً من وقته لممارسة هذا النوع المسرحي الذي يتضمّن القيام بحركات بالسيف والرقص بالمروحة.

وبدأ هذا الطفل الياباني من أصل فرنسي والبالغ عشر سنوات يشارك للمرة الأولى رسمياً هذا الأسبوع في مسرحيات كابوكي مستخدماً اسماً مسرحياً جديداً هو أونوه ماهولو، على مسرح كابوكيزا، الأبرز في طوكيو في مجال كابوكي التقليدي الذي يضم ممثلين ذكوراً فقط.

ويقول ماهولو تيراجيما لوكالة فرانس برس "إنه عمل صعب"، مشيراً إلى أنّه يشعر أحياناً بالغيرة من زملائه في المدرسة الذين لا يمارسون هذا النشاط.

ويتابع "يجب ألا أقترف أخطاءً في الرقصات أو السيناريو، وعليّ ألا أنسى حركات من مشاهد قتالية"، مؤكداً أن من الصعب أن يكون الشخص ممثل كابوكي وتلميذاً في الوقت نفسه. ويقول "لكنني مصمم على النجاح".

تُعتبر مشاركة الأطفال في التمثيل شائعة في مسرح كابوكي، إذ يشارك راهناً تسعة فتيان آخرين دون سن الثانية عشرة في عروض مسرحية مماثلة.

ويمثل ماهولو استثناءً لسببين: الأول أنه لم يرث هذه الممارسة عن أبيه كما هو معتاد، والثاني أنه أول ممثل كابوكي  يحمل جنسيتين رسمياً.

فالممثل إيشيمورا أوزايمون الخامس عشر (1874-1945) الذي تبنته عائلة من الطبقة الوسطى، يُرجَّح أن يكون أبوه فرنسياً أميركياً، لكن جرى التكتم عن أصوله المختلطة.

- "يطبع التاريخ" -

وتقول شينوبو تيراجيما، والدة ماهولو وابنة ممثل كابوكي شهير هو أونوي كيكوغورو السابع الذي صنّفته الحكومة اليابانية "كنزاً وطنياً حياً"، "ربما أبالغ بقولي إنّ ماهولو يطبع التاريخ".

وشينوبو تيراجيما هي ممثلة مسرحية وتلفزيونية وسينمائية، لكن كونها امرأة لم تتمكن من تجسيد إحدى شخصيات كابوكي.

ويتميز هذا النوع المسرحي الياباني الذي ظهر في بداية القرن السابع عشر، بارتداء الممثلين فيه أزياء ملونة ووضعهم شعراً مستعاراً ثقيلاً وكمية كبيرة من الطلاء على وجوههم، بالإضافة إلى تولّيهم الغناء والرقص والعزف وسط ديكور كثيف.

وكانت النساء تشركن في مسرحيات كابوكي بدايةً، لكن السلطات اليابانية ما عادت تسمح سوى للممثلين الذكور بممارسة هذه المهنة، واستمر العمل بهذه القاعدة حتى اليوم.

وتقول تيراجيما "جرت العادة على أن يكبر الممثلون في المجال "وهم يشاهدون آباءهم في المهنة، معتقدين أنهم مذهلون، وراغبين في أن يمارسوا النشاط نفسه".

واستطاعت المرأة نقل شغف كابوكي إلى نجلها من خلال جعله يكتشف هذا المجال باكراً. وكان ماهولو يمضي ساعات في مسرح كابوكيزا عندما كان يبلغ سنتين، فيما بدأ يصعد إلى المسرح وهو في الرابعة.

- "منفتحون" -

ويؤدي ماهولو الدور الرئيسي في المسرحية المعروضة في كابوكيزا، إذ يجسد شخصية محارب شاب يكون متنكراً في البداية بزي فتاة قبل أن يواجه قرداً شرساً. ويشارك جدّه وأفراد آخرون من عائلته في العمل الذي سيُعرض طوال شهر أيار/مايو.

ويرغب والداه في أن يعيش طفولة طبيعية قدر الإمكان، وأن يكون حرّاً في اختيار المهنة التي سيمارسها مستقبلاً عندما يصبح بالغاً.

ويقول والده لوران غناسيا، وهو مدير فني فرنسي لم يكن يعرف شيئاً عن مسرح كابوكي قبيل تعرفه إلى زوجته "سأدعمه حتى لو رغب في أن يصبح سائق تاكسي".

ولا يُرحَّب دائماً بالأشخاص الذين يتمتعون بثقافتين في المجتمع الياباني. لكن في كابوكي، ورغم التقاليد المعمول بها في هذا الفن والجانب المحافظ له، يتسم "الأشخاص بأنهم منفتحون لأنهم فنانون قبل كل شيء"، على قول غناسيا.

ويمثل ماهولو تراجيما رمزاً للروابط الفنية المثمرة بين فرنسا واليابان. وقد تولى تصميم ستارة المسرح لأولى مسرحياته الفنان الفرنسي كزافييه فيّان بالتعاون مع دار "مونتيكس" للتطريز التابعة لدار "شانيل" للأزياء. 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي