سميرة سالم: تقبل «المتوحد» الخطوة الأهم

زهرة الخليج - الامة برس
2023-05-01

سميرة سالم: تقبل «المتوحد» الخطوة الأهم (زهرة الخليج)

عندما علمت السيدة سميرة سالم، مديرة مركز تنمية القدرات في أبوظبي، بإصابة طفلها بالتوحد، حزنت لكنها لم تيأس أو تستسلم، وقررت عدم ترك ابنها يعاني وحيداً، وبدأت رحلة الكفاح والسير في طريق كله صعوبات وتحديات؛ مع آخريات رفعن معاً شعار (ولدي لن أتركك وحيداً). لكن نهاية الطريق كانت سعيدة ليس لابنها فحسب، بل لكل أطفال التوحد بالإمارات. فكرت ودرست وبحثت حتى كان لها ما تمنت، وساهمت في إنشاء أول مركز للتوحد بالدولة، ثم بعد ذلك أسست مركز تنمية القدرات في أبوظبي، الذي أوجدت فيه كل ما تمنت أن يتوفر لابنها؛ فنالت تقدير الكثير من الأمهات، وحصدت الجوائز والتكريمات؛ تقديراً لبصمتها الإنسانية الجليلة التي تركتها في عالم أطفال التوحد.. «زهرة الخليج» التقت السيدة سميرة سالم؛ لتضيء على تجربتها الملهمة في مساعدة أصحاب الهمم؛ فكان الحوار التالي:

تبدأ السيدة سميرة سالم رواية قصة ابنها مع التوحد، قائلة: «ولدي شاب توحدي من مواليد 1994، عمره الآن 28 عاماً، ولد موفور الصحة والعافية جميلاً مشرق الوجه، كان طفلاً رقيقاً متفاعلاً مع الجميع، تطوره كان طبيعياً، بل ويبشر بطفل ذكي حتى وصل عمره إلى سنة ونصف السنة، فكان لنا موعد مع القدر، حيث سقط عن الكرسي؛ فأصيب رأسه من الخلف».

وتتابع: «اصطحبناه الى المستشفى وتم عمل اللازم، لكن بعد أسبوع لاحظنا ابتعاده عنا وعزوفه عن اللعب، واختفت الابتسامة وحل محلها الخوف والصراخ طول الليل والشرود طول النهار، اختفت كلماته عدا كلمة (وقع)، أصبحت أفتقده طوال النهار، أبحث عنه في أركان البيت؛ فأجده جالساً وحيداً غير مبالٍ، وفي الليل لا أعرف ماذا أفعل لكي أهدئ من روعه، وأصبح لديه ضعف واضح في اللغة والتواصل، توجهنا للأطباء بكل التخصصات، وأجرينا كل الفحوصات الطبية اللازمة، الجميع أكدوا لنا أنه سليم، وخلال أشهر سيعود إلى حالته الطبيعية، وعللوا ذلك بأنه نتيجة الصدمة التي حدثت له جراء سقوطه».

  مرت سنة ونصف السنة، بحسب السيدة سميرة، وجميع الأسرة تعاني بسبب ما أصاب الولد، وتستذكر قائلة: «ولدنا الحبيب لا يشعر بنا، داخلي يتمزق، وأريد أن أعرف مما يتألم، وماذا أفعل له حتى أساعده. أصبح عمره ثلاث سنوات، ونحن في دوامة، إلى أن تم تشخيصه بـ(اضطراب التوحد)، وقتها عرفنا مما يعاني، لكن لم نعرف كيف نتصرف، أو ماذا علينا أن نفعل».

وهنا بدأت رحلة السيدة سميرة مع التوحد، وتقول: «بدأنا رحلة البحث عن مركز لنسجل فيه ابني، ولم نجد مركزاً متخصصاً، حيث إن التوحد لم يكن معروفاً، ونحن بحاجة إلى تقييم وخطة فردية ومدربين متخصصين، لكن كل هذا لم يكن له وجود على أرض الواقع، سافرت إلى الأردن ومصر ولبنان؛ لأزور المراكز المتخصصة وأحصل على دورات منها، وحينها وجدت نفسي في دوامة كبيرة بين مسؤوليتي عن (طفل توحدي)، ومسؤوليتي تجاه بقية الأسرة».







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي