رفض مستمر للكلاب المرشدة رغم قانونيتها في الأماكن العامة الفرنسية

ا ف ب - الأمة برس
2023-04-22

كلب يرافق صاحبه في لوزو الفرنسية بتاريخ 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2010 (ا ف ب)

باريس - لا تزال الكلاب التي تُرشد المكفوفين أو تساعد ذوي الإعاقات، تلقى رفضاً إلى حد كبير داخل الشركات ووسائل النقل في فرنسا، بسبب عدم دراية كافية للقانون الذي يسمح بوجود هذه الحيوانات برفقة الأشخاص، وهو ما تأسف له الجمعيات المعنية. 

وتقول لوسي أوييه التي تعاني إعاقة بصرية، في حديث إلى وكالة فرانس برس "استعنتُ بكلب لمساعدتي في التنقل. ومنذ أن دخل حياتي، بتُّ أجرؤ على الخروج أكثر". وغالباً ما واجهت المرأة البالغة 34 عاماً والمتحدرة من ستراسبورغ (شرق) تعليقات وتصرفات مسيئة خلال السنوات الأخيرة، كتعليق عدائي وجّهه لها حراس أمام مدخل أحد المتاجر أو رفض موظف السماح لها بالدخول إلى مسبح برفقة كلبها.

وتقول "أعتقد أن المسألة فردية لكنّها مزعجة. لقد ناضلنا لإقرار قوانين تتيح لنا إحضار كلابنا معنا".

وينص القانون منذ العام 1987، على السماح بدخول الكلاب التي تُرشد أصحابها وتساعدها إلى مختلف الأماكن العامة.

وأحصت الرابطة الوطنية لأصحاب الكلاب المُرشدة 93 حالة رفض لدخول أشخاص برفقة حيواناتهم في قطاع الخدمات بينها المحلات التجارية والمطاعم ووسائل النقل.

ويقول مدير الرابطة التي تقوم بوساطات مع مؤسسات يُبلغ عنها ذوو الإعاقات، إنّ سبب المشكلة يعود إلى "عدم دراية كافية بالقانون".

ومن المرجح أن يكون العدد الذي أحصته الرابطة أقل مما هو في الواقع بسبب عدم الإبلاغ عن كل الحوادث.

- جهل -

ويقول رئيس اتحاد المكفوفين في فرنسا برونو جاندرون "أصبحنا اليوم قادرين على تناول مواضيع مماثلة خصوصاً عبر مواقع التواصل، فالمجمتع يوليها اهتماماً أفضل".

وفي آذار/مارس، جرى التطرق لحالتي رفض في مواقع التواصل وعبر وسائل الإعلام، مما أثار سخطاً واسعاً. وندد أنتوني مارتان-ميس، وهو رجل أعمال ولاعب جودو مشارك في الألعاب الأولمبية للمعوقين، برفض سائق تابع لشركة "أوبر" نقل راكب برفقة كلبه المُرشد.

من جانبه، استنكر العدّاء تيموثيه أدولف المشارك في الألعاب الأولمبية للمعوقين، رفض شركة "إيزي جيت" أن تحجز مقعداً له برفقة كلبة المُرشد على متن رحلة متوجهة من باريس إلى تولوز. أما شركة الطيران، فأوضحت لوكالة فرانس برس أنّ خدمة العملاء قد ارتكبت "خطأ في التقدير". وتعتزم إجراء "جلسات معينة" لتوعية موظفيها على هذه المسألة.

ولا يعود السبب الكامن وراء تسجيل حوادث مماثلة إلى عدم معرفة بالقانون فحسب، بل إلى جهل بدور الكلاب أيضاً، على ما تؤكد الجهات الفاعلة في القطاع.

وتقول ياسمين دوبارج، وهي المندوبة العامة لاتحاد "كانيديا" الذي يضم جمعيات معنية بالكلاب المُرشدة "إنّ الأشخاص لا يدركون دور الكلاب، فهم لا يلاحظون سوى المشاكل التي يُحتمل أن تحدث أو سلوك الحيوان أو الجانب المرتبط بالنظافة".

بالإضافة إلى الكلاب التي تُرشد المكفوفين، ثمة أخرى تنبّه أصحابها عندما تسمع أصواتاً معينة أو تتوقع أي نوبة صرع ستصيب الشخص. وتوضح دوبارج أنّ هذه الحيوانات "تتلقى تدريباً في مدارس متخصصة للتكيف مع إعاقة" مالكها المستقبلي.

- قبيل دورة الألعاب الأولمبية -

وتضم فرنسا راهناً نحو 2500 كلب مرشد ومُساعد يعمل لصالح أشخاص.

ومن أجل مكافحة رفض دخول هذه الكلاب إلى الأماكن العامة، ينبغي زيادة التوعية في هذا الشأن. ويعدّ اتحاد "كانيديا" حالياً مشروعاً يشمل مقاطع فيديو تعليمية عن هذه الكلاب المُرشدة، موجّهة للموظفين في قطاع الخدمات.

ويقول نائب رئيس اتحاد الشركات الصغيرة والمتوسطة دومينيك دو باتي إنّ "الشركات تركز على كيفية تكييف الوظائف مع الأشخاص ذوي الإعاقة والمساعدات التقنية والبشرية"، وتغفل الدور الذي قد يتمتع به الحيوان.

وتعتبر الوزيرة المنتدبة لشؤون المعوقين جنفياف داريوسيك أنّ "رفض دخول الأشخاص برفقة كلابهم المُرشدة أو المُساعدة إلى الأماكن العامة مسألة غير طبيعية".

وطلبت داريوسيك من "أوبر" "العمل على تحديد مواصفات" السائقين، عقب التجربة السيئة لأنتوني مارتان -ميس، مؤكدةً ضرورة "التحرك على مستوى الفروع المهنية للنظام السياحي برمّته"، وخصوصاً قبيل دورة الألعاب الأولمبية المقررة في باريس العام 2024 وتوقّع حضور آلاف المتفرجين المعوقين.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي