الاصرار على قول الحقيقة كاملة في فضح وحشية واشنطن وحروبها العبثة !!

شخصية أفضل موقع إلكتروني : موقع ويكيليكس Wikileaks.com

خاص - شبكة الأمة برس الإخبارية
2010-10-29

 وحده هذا المنبر الإعلامي الغربي المبهر الذي اقترب من الحقيقة المخبأة عن قصدٍ رسمي واستخباراتي لئيم ومجرم ، وقام بكشفها على الأشهاد وذلك بفضح صفقات الفساد والمفسدين في الغرب الذين يهمنون على إقتصاديات الشعوب والأمم ، وصولا إلى اقتحامه إلى قلعة الحرب الأميركية المجنونة وقيامه بهتك خفاياها المرعبة أمام التاريخ والبشرية جمعا ، في أكبر عملية هجوم إعلامي تاريخي على أسرار ووثائق الجيوش الأميركية في كل من أفغانستان والعراق.
لقد مثل موقع ويكيليكس الإلكتروني الذي أنشأه ويشرف عليه الإعلام الأسترالي جوليان أسانج في العام 2006 ، سابقة إعلامية شجاعة ومهمة في تاريخ الإعلام الغربي بل والعالمي ، بكونه تحول إلى منبر إعلامي دولي لكشف فضائع الحروب التي اقترفتها وتقترفها القوات الأميركية في أفغانستان والعراق ، والجرائم المروعة التي حدثت وتحدث هناك في حق المدنيين الأبرياء بدون ذرة إحساس أو اعتبار لقيمة حياة الآخرين ، ومصائرهم وحقهم في العيش الكريم والحياة الآمنة كباقي عباد الله بعيدا عن طاحون العدوان الغاشم وآلة الإرهاب الرسمي الوحشية لأقوى دولة في العالم ، كانت حتى عهد قريب تتغنى بقيم الحرية وحقوق الإنسان قبل وصول الإرهابي الأشر والسفاح البهيمي الأفعال جورج بوش الصغير إلى البيت الأبيض ، هو وزبانيته من القتلة والمجرمين ومصاصي الدماء ، واحتلاله لثماني سنوات سوداء.
أولئك القتلة المسعورين الذين قام أسانج الشجاع عبر موقعه بفضحهم جميعا أمامنا ، مما جعله عن جدار واستحقاق موقع العام الذي نتشرف باختياره وبالإعلان عنه في شبكة الأمة برس.


18 – شخصية أفضل موقع اليكتروني :

موقع ويكيليكس : والاصرار على قول الحقيقة كاملة في فضح وحشية واشنطن وحروبها العبثة !!

ويكيليكس ((Wikileaks، ومعناها "تسريبات الويكي") هو موقع إنترنت تاسس في العام 2006 على يد جوليان أسانغ
ورغم أن جوليان أسانغ لم يحظ بشهرة سابقة على الصعيد العالمي، ولم يرتقِ إلى مصاف «النجوم» الذين يصنعون الأحداث إعلاميا، فإنه إعلامي تَصدَّر واجهة الأحداث في أمريكا والعالم في هذا العام 2010، بسبب إقدامه على نشر وثائق عسكرية أمريكية غاية في السرية على موقعه «ويكيليكس» على شبكة الأنترنت.
واستطاع هذا الصحافي الأسترالي كذلك أن يفرض نفسه، بقوة، في عالم الأنترنت ومجال النضال من أجل ترسخ ثقافة حقوق الإنسان واحترامها. وتُوِّجت مجهوداته في هذين الميدانين بحصوله على جائزة الإعلام، التي يمنحها فرع منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، قبل وقت وجيز من إعلانه فائزا بجائزة جمعية «سام-أدامس»، وهي جمعية تتكون أساسا من قدماء ضباط وكالة الاستخبارات الأمريكية، والتي قدمت أسانغ في بيان لها على أنه «مهنيُّ معلومات يناضل من أجل أخلاقيات مهنته». وثمة أنباء عن رغبة البرلمان الأوربي في توجيه الدعوة إليه لتنشيط ندوة ستُعقد في بروكسيل حول الرقابة.
نجح أسانغ، مدعوما بسيرته في الدفاع عن حقوق الإنسان، في إقناع عدد غير معلوم، لكنه في تزايد مستمر، من موظفي كبار الإدارات والشركات الأمريكية، بجدوى نشر ما تقع عليه أيديهم من وثائقَ سريةٍ تفضح تجاوزات مدرائهم، دونما خوف من أن تُكشَف هوياتهم أو يتعرضوا لمتابعات قضائية. فالسرية عنصر حاسم في حماية مصادر أسانغ وتوسيع شبكتها، خصوصا وأنه توصل، في ظرف قياسي، بعشرات الآلاف من الوثائق السرية التي تفضح الأخطاء المهنية والتجاوزاتِ الأخلاقيةَ لكثير من المسؤولين في أمريكا وخارجها.

فقد أماط «ويكيليكس» اللثام في ظرف ثلاث سنوات فقط عن وثائق فضحت عشرات الشخصيات المرتشية أو الفاسدة التي لم يكن أحد يستطيع مواجهتها، وفي اللائحة رؤساء أفارقة، بنكيون سويسريون، رؤساء طوائف دينية في الولايات المتحدة الأمريكية، شرطيون بريطانيون ورجال أعمال أوربيون وبيروفيون.
يتلقى «ويكيليكس» كذلك وثائق من العسكريين الأمريكيين الذين «يناهضون» الحرب على مايسمى بـ "الإرهاب" وإنْ شاركوا فيها. وقد نشر الموقع في 5 أبريل الماضي من العام الحالي 2010 شريط فيديو، صور في سنة 2007، يُظهِر جنودا أمريكيين يطلقون النار، من مروحة «أباتشي»، على قرابة عشرة مدنيين عُزَّل. وتسبب نشر هذا الفيديو في اندلاع سجال حاد بين مؤيدي الحرب على العراق ومعارضيها، وأجبر أسانغ على الموافقة، بعد طول تردد وتحفظ ، على منح استجوابات صحافية لعدد من وسائل الإعلام الأمريكية، فاكتشف الرأي العام، لأول مرة، تفاصيلَ مخفية من حياة هذا الصحافي الأسترالي الذي بدأ رحلة تعليم عصامي من بلده الأم وعرَّج على كثير من العواصم العالمية، كأمستردام الهولندية ولندن الإنجليزية ونيروبي الكينية وستوكهولم السويدية، قبل أن يحط الرحال بمدينة سان فرانسيسكو في أمريكا، ولا مؤشرات عن نهاية هذه الرحلة «العابرة للقارات».

قلما نجح مستوِجبوه في إثارة أعصابه أو انتزاع تصريحات تصلح عناوينَ جاذبة للقراء، لأن أسانغ، المناضل الحقوقي، ينتصر في كل الحوار على أسانغ الصحافي، فيورط محاوريه في نقاش طويل عن الأسس التاريخية والفلسفية لحرية التعبير، إلى درجة أن أحد حواراته كان يُنتظر أن يدوم نصف ساعة فقط، فإذا به تستمر 5 ساعات!!
ومع توالي حواراته الصحافية، لاحظت وسائل الإعلام الأمريكية أنه يتعامل معها بشكل خاص، خصوصا وأنه لا يتردد في الاتهام بـ"التساهل مع النخب" والتعبير عن أسفه لعدم إقدام الصحافيين الفرنسيين على إنجاز تحقيقات حول «الصديق الجديد» لسيغولين روايال، المرشحة السابقة لرئاسة الجمهورية الفرنسية.
يجيب أسانغ، بدبلوماسية بارعة، عن الأسئلة المتعلقة بقناعاته السياسية ويرد على سؤال حول ما إذا كان يساريا أو متعاطفا مع اليسار قائلا: «اليسار، مثل اليمين، لا توجد بينهما فروق كبيرة، وقد تعاونت مع منظمات يسارية واشتغلت مع جرائدَ محافظةٍ وتعاملت مع الأثرياء أصحاب الملايير».
لكن ما مهنة أسانغ هذا تحديدا؟ أهو صحافي فقط أم يمارس مِهناً أخرى؟ كعادته، يجيب أسانغ، بكلمات منتقاة بعناية، جوابا طويلا ولكنه دقيق: «أنا مناضل حقوقي، صحافي، مبرمج برامج معلومياتية، خبير في التشفير، متخصص في الأنظمة المعلومياتية المبتكَرة لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان»...
كانت بداياته الأولى من مسقط رأسه في أستراليا، وعاش حياة ملؤها الترحال من بلد إلى آخر. ولأن أمه كانت بوهيمية لا تتوقف أسفارها، فإنه حُرم من التعليم النظامي واضطر إلى تعليم نفسه بنفسه.
ولما استقر في مراهقته في مدينة ملبورن الأسترالية، اكتشف، لأول مرة، وهو العصامي الأنظمة المعلوماتية وأصبح في ظرف وجيز من «القراصنة» البارعين.

شكل بمعية أصدقائه، خلية تخصصت في قرصنة مواقع وقواعد بيانات المواقع الرسمية الأسترالية والأمريكية والأوربية، مكّنت كثرة العمليات التي نفّذها أسانغ وأصدقاؤه وتقاربها في الزمن أجهزة الأمن من تحديد مكان الخلية، ونصبت لها مكينا أوقع أعضاءها في قبضة الشرطة.
 وبعد سنوات من جلسات المحاكمة، صدر في حق أسانغ حكم بالحبس موقوف التنفيذ وغرامة مالية.
كان لهذه التجربة بالغ الأثر في حياة أسانغ، إذ قرر الشروع في دراسة الرياضيات والفيزياء، لكنه سرعان ما عاد إلى هوايته في المعلوميات، ليصبح تقني برمجيات مشهودا له بالإتقان والإبداع.
وفي سنة 1993، أسس شركة سماها «سوبوربيا»، متخصصة في الولوج الجماعي إلى شبكة الأنترنت، والتي حققت نجاحا كبيرا واستطاعت أن تفرض نفسها كأحد أبرز المدافعين عن حرية التعبير في الشبكة العنكبوتية.
ورغم هذا النجاح، حنّ أسانغ لزمن الترحال، فسافر إلى أوربا، ثم توجه نحو القارة الأسيوية، وشكل لدجى لقائه بكثير من مواطني بعض الدول التي تحكمها أنظمة دكتاتورية ونما لديه اقتناع بأهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه المقرصن المناضل. وإذا كانت شبكة الأنترنت تتيح، تقنيا، إمكانية نشر كم هائل من المعلومات بأقل مجهود، فإنها ذلك يعني بالنسبة إلى أسانغ «أن الأنترنت فضاء واسع للمطالبة بإقرار إصلاحات حيوية، بأقل مجهود».

قرر أسانغ أن يحول هذه الفكرة إلى واقع واستثمر كل أمواله، التي جناها بعمله معلوماتيا، في موقع إلكتروني أطلق عليه اسم «ويكيليكس». توارى عن الأنظار وانكب على العمل ليل نهار على تصميم موقع مشفَّر وذي حماية كبيرة كفيل بصيانة بنوك المعطيات وضمان سرية المصادر.
 وبعد ذلك بوقت وجيز، تطوع عشرات المعلوماتيين والصحافيين ورجال القانون، من أوربا وأمريكا، لمساعدته على التنفيذ الأمثل لهذا المشروع.
وبعد شهور عديدة من العمل المضني، صار الموقع، أخيرا، جاهزا للشروع في العمل، لكنه لم يلفت إليه الانتباه على نحو كبير إلا في أبريل الماضي، حينما أعلن أسانغ نفسُه عن عزمه على نشر وثائق عسكرية أمريكية «سرية للغاية» عن الحرب في العراق، تمهيدا لوثائق أخرى عن الحرب في أفغانستان، وهو ما مكّنه من تصدُّر الصفحات الأولى للصحف الأمريكية، قبل أن يعود إلى تصدرها في مايو الماضي، بعد إيقاف جندي وإيداعه السجن في ضواحي واشنطن، لاتهامه بتسريب شريط الفيديو سالف الذكر.

ورغم أن البعض كان يتوقع أن يتأثر الموقع بحادث إيقاف ذلك الجندي، فإن أسانغ أقدم في الـ23 من يوليو الماضي على نشر 77 ألف وثيقة عسكرية سرية ترسم صورة قاتمة عن الجيش الأمريكي المقاتل في أفغانستان ، فشنّت الحكومة الأمريكية حملة دعائية ضد أسانغ، متهمة إياه بتعريض حياة جنودها والمتعاونين معهم من الأفغان للخطر. ووجّه البيت الأبيض والبنتاغون تحذيرات مباشرة لأسانغ واعتبره سياسيون نافذون «مجرما» يجب أن يتم اقتياده بالقوة، إذا اقتضى الحال، إلى الولايات المتحدة، ليحاكَم بتهمة الخيانة العظمى.
وكرد على هذه التهديدات، أعلن أسانغ أنه سيظل متواريا عن الأنظار، قدر الإمكان، خصوصا وأنه ألِف التنقل من مكان إلى آخر، وقلما طاب له المقام في مكان واحد مدة طويلة، ومنذ صار مطلوبا لدى صناع القرار في واشنطن يكتفي بمخاطبة أصدقائه، عبر المواقع الاجتماعية، سيما «تويتر»، ملتمسا تبرعات مالية لضمان استمرارية «ويكيليكس».
واستمر في الضغط على المسؤولين الأمريكيين وبلغ هذا الضغط أوجَه بعد إعلانه في 12 أغسطس الماضي، عزمه على نشر 15 وثيقة جديدة، وصفها بالسرية للغاية، عن الحرب في أفغانستان، لكنه تأخر في نشرها، بدعوى أخذ ما يكفي من الوقت لحذف أسماء الأشخاص الذين يمكن أن تتعرض حياتهم للخطر، إذا تم الكشف عن هوياتهم الحقيقية، لتستمر بذلك لعبة شد الحبل بين هذا الصحافي الأسترالي والمسؤولين الأمريكيين وتنطبق على أسانغ صفة «الأسترالي الذي يُحرِج الولايات المتحدة الأمريكية"
 

ويكيليكس تشق طريقا إلكترونيا جديدا للصحافة


قالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان تحديد حجم الضرر الذي ألحقه تسريب ويكيليكس لوثائق عسكرية عن الحرب في أفغانستان بالامن القومي الامريكي قد يستغرق أسابيع، لكن معرفة تأثير ما حدث على طريقة الحصول على الاخبار لا يستغرق سوى دقائق.
ونشرت ويكيليكس على موقعها الالكتروني حوالي91 ألف وثيقة لكنها أرسلتها أولا الى صحيفتي نيويورك تايمز الامريكية والجارديان البريطانية ومجلة دير شبيغل الالمانية لتضمن أن تحظى بالانتباه والانتشار الكبير.
ويؤكد ما حدث أن شبكة الانترنت والاعلام الاجتماعي يعطيان جماعات لم تكن موجودة قبل عدة سنوات أدوارا رئيسية في الصحافة، وأن المنافذ الاعلامية المعروفة مازالت تلعب دورا في تحليل ونشر الاخبار.
كما يظهر أن الاسماء المعروفة لهذه المنافذ الاعلامية وعلى الرغم من خفوت بريقها في عصر الانترنت، يمكنها أن تضخم الاهمية الملحوظة للحدث وفقا لطريقة تغطيتها له.
والسؤال هو : هل يمكن اعتبار ما قامت به ويكيليكس عملا صحفيا؟

اختبرت مرونة تعريف الصحافة حين نشرت منظمات الاخبار على المدونات وعلى موقع تويتر للتدوين المصغر في وقت يتحدى فيه الانترنت المنافذ الاعلامية التقليدية ويخفف من قبضتها على من ينشر الخبر.
وقال بول شتايجر رئيس تحرير موقع «بروبوبليكا» المتخصص في الصحافة الاستقصائية ومدير التحرير السابق لوول ستريت جورنال « لا أعرف ماذا تسمون ما فعلته ويكيليكس ولا أقصد بذلك أي حط من قدرها.. انها ظاهرة جديدة.» وبينما تتبع الصحف مثل نيويورك تايمز ارشادات صحفية من قديم الزمن « لنشر كل الاخبار الصالحة للنشر» ونقل الاخبار «دون خوف ولا محاباة» فان جوليان أسانج مؤسس ويكيليكس قال لدير شبيغل الألمانية: « أستمتع بمساعدة الضعفاء وأتلذذ بسحق الاوغاد.»
ونشرت ويكيليكس آلاف الوثائق من مصادر تقول انها تكشف الفساد في الشركات والحكومة. وبثت على الانترنت شريط فيديو لهجوم شنته طائرة هليكوبتر أمريكية في العراق عام2007 وأسفر عن مقتل 12 شخصا بينهم صحفيان من رويترز.
وتعلن ويكيليكس رأيها عن الموضوع وتصف الهجوم الذي عرضه الشريط بأنه « جريمة قتل غير مباشر.» وتعرضت ويكيليكس بسبب الفيديو لحجم انتقادات يماثل ما تعرض له الجيش الامريكي بسبب الهجوم. واتهم بعض المنتقدين ويكيليكس بانتقاء المادة التحريرية لدعم وجهة نظرها لكن المنافذ الاعلامية التقليدية تتعرض لانتقادات مماثلة منذ مئات السنين.

وفي واقعة التسريب الاخيرة جذبت ويكيليكس انتباها كبيرا لوثائق الحرب في أفغانستان عن طريق قصر توزيعها الاولي على المنافذ الاخبارية التقليدية المشهورة على مستوى العالم في مجال الصحافة والتي تحظى بثقة دولية.
وضمنت ويكيليكس بقرارها نشر الوثائق أن تحدث تأثيرا عالميا حتى وان كان بعض المراقبين قالوا انها لا تحتوي على كثير من المعلومات. ففي غضون دقائق من نشرها على شبكة الانترنت ظهرت موضوعات ذات صلة على تويتر وبدأت المناقشات على المدونات وتناقلت المواقع الاخبارية التقارير.
وقال أسانج النحيف البالغ من العمر39 عاما في مؤتمر صحفي بلندن : « كلما زادت أهمية الخبر المسرب وحجمه كلما قلت فرص تناقله بالشكل الملائم اذا نشر مرة واحدة للجميع.» وأرسلت ويكيليكس المادة الى الصحف قبل شهر من نشرها لتعطيها وقتا لدراسة الوثائق. ولا يملك أسانج بيتا ويقول انه يقيم عند أصدقائه حول العالم.
وأضاف أن شبكته تضم 800 متطوع يعملون بدوام جزئي وعشرة الاف مؤيد. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن ويكيليكس تعتمد على أجهزة خوادم في العديد من الدول التي توفر قوانينها المزيد من الحماية للتسريبات.
وتشير صفحة ويكيليكس على موقع تويتر الى أن موقعها هو « كل مكان.» وأفاد مقال نشر في يونيو 2010 بصحيفة (ذا نيويوركر) بأن أسانج الاسترالي وزملاءه يستخدمون اتصالات مشفرة وهناك اشتباه في وجود مراقبة.

 وبشكل ما تطيح ويكيليكس بالافكار التقليدية لنقل الخبر الصحفي. واستخدام شبكة من الاشخاص العاديين للحصول على الاخبار هو ما يطلق عليه خبراء الصحافة اسم « صحافة المواطنة» وتعني استخدام العديد من الاشخاص لمعرفة الامور بدلا من الاعتماد على الصحفي الاستقصائي وحده.
واستخدمت ويكيليكس شبكتها لفرز الوثائق لكنها تركت مهمة التأكد من الحقائق لصحفيتي نيويورك تايمز والجارديان ومجلة دير شبيجل على اعتبار أنها أختام موافقة معترف بها لجودة المعلومة.
وهذا النوع من التعاون لم يحدث قبل عصر الانترنت أو حدث نادرا.
وقال ادوارد واسرمان وهو أستاذ في أخلاقيات الاعلام في واشنطن وجامعة لي في لكسينجتون بولاية فرجينيا « لو كانوا (ويكيليكس) نشروا كل المادة التي لديهم ببساطة لاتهموا بالاستهتار الشديد، ولفشلوا في تحقيق هذا القدر من الشهرة والرواج".
 

ويكيليكس» يكشف بشاعة حروب أمريكا

قامت أمريكا ولم تقعد بعد، منذ أن نشر موقع (WIKILEAKS) ويكيليكس الإلكتروني ما يزيد عن 91 ألف وثيقة سرية ورسمية تضمنت أدق تفاصيل الحرب الأمريكية - الأطلسية الجارية منذ سنوات في أفغانستان. فالولايات المتحدة اعترفت رسمياً، بأن نشر هذه الوثائق، يلحق ضرراً كبيراً بالأمن القومي الأمريكي، ومن شأنه أن يغير بشكل جذري مواقف الرأي العام الأمريكي من تلك الحرب.

بتاريخ 27 يونيو/تموز الماضي، وفي أول عملية نشر بهذا الحجم في التاريخ، نشر موقع ويكيليكس(WIKILEAKS) الإلكتروني حوالي 91.000 وثيقة سرية متعلقة بالحرب الدائرة في أفغانستان .
وتعد الوثائق واحدة من أكبر المعلومات المسربة في التاريخ العسكري الأمريكي. وجاء نشر هذه الوثائق وسط قلق متزايد من فشل استراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي تقوم على زيادة عدد القوات، إذ تكشف إحدى الوثائق كيف أن وحدة سوداء سرية تابعة للقوات الخاصة قد طاردت قادة حركة طالبان الأفغانية لقتلهم أو اعتقالهم دون محاكمة. وكيف أن الولايات المتحدة تسترت على أدلة بشأن حصول طالبان على صواريخ أرض- جو، وكيف تعمدت القوات الأمريكية قتل مدنيين أفغان في أكثر من موقع.

كما توضح الوثائق كيف أن قوات التحالف استخدمت بشكل متزايد طائرات "ريبر" المقاتلة لتعقب وقتل أهداف طالبانية بالتحكم عن بعد من قاعدة نيفادا الجوية في الولايات المتحدة، وكيف استطاعت حركة طالبان زيادة أعداد القتلى بتصعيد حملتها بزرع القنابل على الطرق والتي أودت بحياة أكثر من 2000 من المدنيين حتى الآن.

مساعدة الضعفاء

وضمن "ويكيليكس" بقرار نشر الوثائق أن يحدث تأثيراً عالمياً، حتى وإن كان بعض المراقبين قد قالوا أنها لا تحتوي على كثير من المعلومات. ففي غضون دقائق من نشرها على شبكة الإنترنت ظهرت موضوعات ذات صلة على موقع "تويتر" وبدأت المناقشات على المدونات وتناقلت المواقع الإخبارية والإذاعية والتلفزيونية وكذلك الصحف والمجلات العالمية تلك الوثائق في تقارير مطولة جذبت انتباه الرأي العام العالمي.

وكان موقع "ويكيليكس" قد نشر سابقاً العديد من الوثائق التي تكشف الفساد في الشركات والحكومة في أفغانستان. كما بث الموقع على الإنترنت شريط فيديو كما ورد سابقا، لهجوم متعمد شنته طائرة هليكوبتر أمريكية في العراق عام 2007 وأسفر عن مقتل 12 شخصاً بينهم صحفيان من وكالة أنباء "رويترز". ووصف الموقع هذا الهجوم بأنه "جريمة قتل غير مباشر".

وتعرض "ويكيليكس" بسبب ذلك الفيديو لحجم انتقادات هائلة ولازاللت حتى اليوم .
وقد لاحظ مراقبون إعلاميون الإصرار الذي أظهره جوليان أسانغ مؤسس ويكيليكس الذي قال لمجلة "دير شبيغل" تعليقا على نشر تلك الوثائق السرية أنه " تتلذذ بسحق الأوغاد".

وفي مقابلة مع صحيفة "فرانكفورت روند شاو" الألمانية قال مسئول كبير في موقع "ويكيليكس" إن نشر الموقع آلاف الوثائق السرية حول سنوات الحرب الدائرة في أفغانستان، سيسلط المزيد من الأضواء على العنف المفرط والمعاناة اليومية التي خلفتها الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون عند جبال هندوكوش.
وتوقع مسئول الموقع المتخصص بمتابعة حروب أميركا السرية وهو ألماني الجنسية قدمته الصحيفة باسم مستعار هو "دانيال شميت" أن تحدث الوثائق المنشورة تغيرا جذريا في مواقف الرأي العام في المجتمعات الغربية وأصحاب التأثير السياسي والدبلوماسي فيها من الحرب الأميركية بأفغانستان.

واعتبر "شميت" أن حجم المعلومات الضخم الذي كشفت عنه الوثائق سيجعل كل ما قيل ونشر حول حرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان بلا قيمة، ويهيل عليه ركام النسيان.

أدق التفاصيل

وصنف المسئول معلومات الوثائق السرية، التي نشرها موقعه باعتبارها "أدق تفاصيل تكشف حول حرب أو نزاع مسلح عبر التاريخ"، ووصف الوثائق السرية بالتسرب الأكبر من الاستخبارات والجيوش عبر كل العصور.

ورفض الخبير المعلوماتي بموقع "ويكيليكس" تحديد الوقت الذي حصل فيه موقعه على الوثائق، ونفى معرفته بالمصدر الذي تسربت منه، وقال "حدد لنا المصدر كيفية التعامل مع الوثائق بشكل يقلل من تعرض حياة الجنود المشاركين في حرب أفغانستان للخطر إلى أقل ما يمكن، ولهذا لم ننشر بعد 14 ألف وثيقة لحاجتنا لتغيير الأسماء الواردة فيها حماية لمصدرنا وللمخبرين الأفغان الذين تعاونوا مع الأميركيين".

واستبعد شميت إمكانية طمس أو تعديل كل الأسماء من الوثائق السرية، وقال "لفت نظرنا مجموعة من الوثائق فيها عدد ضخم من الأسماء، وقد سعينا لتغييرها قبل النشر غير أننا لم نتمكن من ذلك في النهاية".


لا إجابة قاطعة

ولم يقدم شميت الذي وصف بأنه خبير معلوماتي، إجابة قاطعة عن سؤال بشأن حصول موقع ويكيليكس على مقابل مادي من الوسائل الإعلامية الثلاث نظير حصولها على الوثائق.

واعتبر شميت أن حصول المؤسسات الإعلامية العالمية الثلاث نيويورك تايمز والغارديان ودير شبيغل، على الوثائق يعد أول محاولة من الموقع للتعاون مع وسائل إعلامية كبرى. وأشار إلى رغبة ويكيليكس في دراسة تأثير هذا التعاون ومحاولة تكراره مستقبلا مع مؤسسات إعلامية دولية أخرى على نطاق واسع كما حدث مع قناة الجزيرة مؤخرا.

ولفت شميت إلى تزايد حملات التحريض الموجهة ضد ويكيليكس، على شبكة الإنترنت، كما توقع سعي السلطات الأمريكية لزيادة ضغوطها على الموقع بكل الوسائل بما في ذلك التهديدات.

وربط قيام الولايات المتحدة بتوجيه إجراء مؤذ بحق موقع ويكيليكس بتطور الأوضاع السياسية فيها، واعتبر أن الإدارة الأمريكية ستكون على درجة كبيرة من الغباء إذا سعت لإغلاقه أو مقاضاته.
 

صورة مدمرة

وقد علقت صحيفة الغارديان على الوثائق التي قدمت صورة مدمرة لحرب فاشلة في أفغانستان، وكشفت عن أن الوثائق تكشف عن أن قوات التحالف قد قامت بقتل مئات المدنيين في حوادث لم يكشف عنها، كما كشفت عن تزايد هجمات حركة طالبان الأفغانية على القوات الغربية والأمريكية، بالإضافة إلى مخاوف قادة حلف الناتو من تمويل باكستان وإيران لحركة طالبان.

وقد طالب مؤسس الموقع جوليان أسانغ بضرورة فتح تحقيقات في حقيقة تلك الوثائق. وأكد في مؤتمر صحفي عقده في لندن على أن "آلاف الوثائق العسكرية التي تم تسريبها تحتوي على أدلة قد تصل إلى جرائم الحرب مما يتوجب التحقيق فيها على وجه السرعة".

ومن ناحية أخرى، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن الكشف عن وثائق الحرب في أفغانستان والتي يعود عمرها إلى 6  أعوام، وضعت الرئيس الأمريكى، باراك أوباما في مأزق وزادت من حدة الضغط عليه للدفاع عن إستراتيجيته العسكرية في الوقت الذي يستعد فيه الكونغرس لدراسة تخفيض تمويل الحرب على أفغانستان.

وقالت الصحيفة، أن توقيت هذا الكشف الذي يوجه أصابع الاتهام لإدارة أوباما بسوء التحكم في مجريات الحرب، أثار الكثير من التساؤلات المؤجلة حول الوجود الأمريكي في أفغانستان، خاصة مع تصاعد أعداد القتلى والمصابين، ودفع مسئولي الإدارة إلى التشكك في السياسة الأمريكية المتبعة في الحرب ككل.

واستعجل زعماء مجلس النواب في الكونغرس إجراء تصويت على قانون تمويل الحرب، خوفاً من أن يزكي الكشف عن الوثائق معارضة الديمقراطيين. وأدرك مسئولو الإدارة، أن هذه الوثائق ستزيد من صعوبة الموقف على أوباما في الوقت الذي يسعى فيه للحصول على دعم الكونغرس والرأي العام الأمريكي حتى يتمكن من وضع خطة تحدد إطار الحرب بنهاية العام.

الوجه القبيح

وقال مسئول الموقع، المتخصص بمتابعة حروب أميركا السرية الذي ظهر باسم مستعار  هو "دانييل شميت" أن الوثائق المنشورة ستحدث تغييرا جذريا في مواقف الرأي العام الغربي، وفي أصحاب التأثير السياسي والدبلوماسي، من الحرب الأميركية في أفغانستان.

ويؤكد ما حدث أن شبكة الإنترنت والإعلام الاجتماعي يعطيان جماعات لم تكن موجودة قبل عدة سنوات، أدوارا رئيسية في الصحافة وأن المنافذ الإعلامية المعروفة لازالت تلعب دورا في تحليل ونشر الأخبار.

كما يظهر أن الأسماء المعروفة لهذه المنافذ الإعلامية وعلى الرغم من خفوت بريقها في عصر الإنترنت، يمكنها أن تضخم الأهمية الملحوظة للحدث وفقا لطريقة تغطيتها له.

والسؤال هو: هل يمكن اعتبار ما قام به "ويكيليكس" عملاً صحافياً، في الوقت الذي أصبحت فيه مرونة لتعريف الصحافة، حيث نشرت منظمات الأخبار على المدونات وعلى موقع "تويتر" للتدوين المصغر في وقت يتحدى فيه الإنترنت المنافذ الإعلامية التقليدية، ويخفف من قبضتها على من ينشر الخبر.

"لا أعرف ماذا تسمون ما فعله ويكيليكس ولا أقصد بذلك أي حط من قدره، لكنها ظاهرة جديدة". والقول هنا لـ (بول شتايغر) رئيس تحرير موقع "بروبوبليكا"

أرض المعركة

وفي تعليقه على الوثائق العسكرية المسربة صرح وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس بأن تلك التسريبات كشفت للعدو تكتيكات خاصة بشأن الحرب في أفغانستان قد تعرض للخطر حياة بعض الأشخاص الذين تعاونوا مع الولايات المتحدة وقدموا لها معلومات استخباراتية. ووصف غيتس عملية التسريب بأنها "خرق كبير للأمن"، مضيفاً أن "التداعيات في أرض المعركة ستكون قاسية وخطيرة".

ويرى ديفيد كلاود الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي، أنه في الوقت الذي لا تزال فيه البنتاغون تبذل جهوداً كبيرة لمراجعة الوثائق المنشورة، لا سيما بعدما أشار مسئولون إلى أنهم عثروا فعلا على أوراق ضمن التسريبات تكشف أسماء بعض الأفغان الذين مدوا الجيش الأمريكي بمعلومات مفيدة، وهو ما قد يعرض حياتهم للخطر.

وكان جوليان أسانغ مؤسس الموقع قد صرح بأنه حرص على حجب مزيد من الأسماء بامتناعه عن نشر أكثر من 15 ألف وثيقة سرية فضل الاحتفاظ بها لما تحتويه من معلومات حساسة تطال أفراداً قد تُنتهك سريتهم.

نتائج عكسية

غير أن البنتاغون في ردها على هذه المزاعم قالت إن مثل تلك التسريبات ستأتي بنتائج عكسية، لأن كشف أسرار عسكرية سيسقط المزيد من المدنيين، في محاولة على ما يبدو من المسئولين الأميركيين لإحراج الموقع وتفنيد تبريراته، وهو ما عبر عنه وزير الدفاع الأمريكي بنبرة استياء واضحة  عندما قال "إنها تسريبات تكشف العديد من المعطيات الخام، دون التحلي بأدنى حس للمسئولية، أو محاسبة النفس".

وقال كلاود أنه مع أن الإدارة الأمريكية لا زالت بصدد معرفة مدى خطورة المعلومات التي وردت في التسريبات وتأثيراتها السياسية، إلا أن وزير الدفاع روبرت غيتس ورئيس هيئة الأركان المشتركة، مايكل مولين، حرصا معاً على التأكيد بأن الوثائق بصفة عامة لا تقوض في أي جزء منها السياسة المعلنة لإدارة الرئيس أوباما في أفغانستان، بل إنها لا تناقض الأهداف الأساسية للحرب الأفغانية.

ولكن ذلك لم يمنع وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان المشتركة من إعطاء تقييم سلبي للنتائج المتوقعة على أرض المعركة، واحتمال استفادة الخصوم من المعلومات الواردة في الوثائق المسربة، وقد ألقوا باللوم على الموقع نفسه المختص في نشر المعلومات السرية، وأيضاً على مصدر المعلومات الذي لا بد أنه جاء من داخل الجيش الأمريكي.

الجندي مانينغ

وتشير تعليقات المسئولين العسكريين الأمريكيين إلى أن تحقيقاً شاملا ومعمقاً سيجرى داخل صفوف الجيش لكشف ملابسات التسريب والمسئول عنه. ومن خلال عدم الاكتفاء بمتابعة الموقع والنبش في المصدر الذي مده بالوثائق، يسعى المسئولون إلى إحراج "ويكيليكس" بالوصول إلى مصدره الموثوق ومعاقبته.

ومع أن الموقع رفض الكشف عن المصدر الذي أتاح له نشر المعلومات السرية ، تشير أصابع الاتهام إلى الجندي من الدرجة الأولى ( برادلي مانينغ ) الذي يعمل أيضاً محللا للمعلومات الاستخبارية، حيث اتهم في شهر مايو/أيار الماضي بنشر شريط الفيديو الذي أظهر هجوماً أمريكياً على مجموعة من الأشخاص في العراق تبين لاحقاً أنهم مجرد صحفيين.

ومع أن "مانينغ" كان يعمل ضمن الجيش الأمريكي في العراق، إلا أنه كان بمقدوره الوصول إلى وثائق متعلقة بالحرب في أفغانستان، وهي الوثائق التي يُعتقد أن موقع "ويكيليكس" نشرها، ما دفع الجيش إلى اعتقاله ريثما يستكمل التحقيق.

واكتفت الوثائق بالإشارة إلى بعض العمليات التي يقوم بها الجيش الأمريكي مثل عمليات الاستطلاع وهجمات الطائرات بدون طيار التي غالباً ما تخلف قتلى في صفوف المدنيين، بالإضافة إلى الطريقة التي يرد بها الجيش على هجمات "طالبان"، وهي وثائق قد توفر في حال الانكباب على دراستها واستخلاص الدروس منها معلومات خطيرة للمتمردين قد يستخدمونها ضد جنود التحالف في أفغانستان.

وقد رد مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانغ على انتقادات وزير الدفاع الأمريكي وسط أنباء عن اعتقال العسكري الأمريكي برادلي مانين الذي يُعتقد أنه يقف وراء عملية التسريب.  وهاجم أسانغ في بيانه تجاهل الوزير غيتس والإدارة الأميركية المعلومات التي تحدثت عن سقوط المدنيين في أفغانستان وعدم قيامه بإجراء تحقيق أو تشكيل لجان تستمع إلى الجنود الأميركيين المستائين مما يجري في أفغانستان.

بدلا من الاعتذار

واعتبر أسانغ أنه كان أحرى بالوزير غيتس أن يعتذر للشعب الأفغاني بدلا من معالجة تداعيات الحرب والدول المتضررة منها بازدراء، مؤكدا أن موقع ويكيليكس سيواصل فضح أي انتهاك لحقوق الإنسان.

وقال مسئولون أمريكيون أنه تم نقل الجندي مانينغ من مكان توقيفه في معسكر للقوات الأمريكية في الكويت إلى قاعدة كوانتيكو البحرية في فيرجينيا تمهيدا لتقديمه للمحاكمة بتهمة قيامه عام 2007 بتسريب شريط الفيديو السري الذي بثه موقع ويكيليكس والذي تظهر فيه طائرة هيلوكوبتر أمريكية تقتل عددا من المدنيين في العراق، بينهم صحفيان يعملان لوكالة رويترز للأنباء.

وقد أبدت وزارة الخارجية الأمريكية بشكل خاص مخاوف حول مجموعة من البرقيات حيث قال المتحدث باسم الخارجية فيليب كراولي "كان هناك مجموعة من البرقيات" بين الوثائق يمكن أن تهدد حياة أشخاص، أو تفقدها مصادر للمعلومات". معربا عن أمله في أن يمتنع ويكيليكس في حال كان يملك وثائق أخرى تابعة للوزارة عن نشرها. وكشف كراولي أن الحكومة الأمريكية حاولت الاتصال بويكيليكس لكنها لم تنجح.

واتهم أسانغ  وزارة الدفاع الأمريكية بمحاولة تحويل انتباه الرأي العام عن فحوى الوثائق المسربة، قائلا أن دوره ليس حماية مصادر معلومات الجيش الأمريكي. وأشار أسانغ إلى أنه دعا الحكومة الأمريكية إلى مراجعة الوثائق قبل تسريبها من أجل إنقاذ أرواح المخبرين الذين قد يفضح أمرهم، لكن الحكومة نفت ذلك.

وتساءل أسانغ عن "سبب تركيز البنتاغون على هؤلاء الضحايا الافتراضيين بدل القتلى الـ 20 ألفا الذين قضوا في أفغانستان كما تظهر تلك الوثائق" ناهيك عن عشرات الالوف الذين سقطوا في العراق منذ غزوه واحتلاله وحتى اليوم.

طهران وطالبان

ومن الأسرار البارزة التي كشفتها الوثائق ما تردد عن أن إيران تشارك في السر في الحملة ضد قوات الاحتلال في أفغانستان عبر تزويد حركة طالبان بالمال والسلاح والتدريب. وتحوي الوثائق ملاحظات دبلوماسية سرية صادرة عن سفارة الولايات المتحدة في كابول حول المخاوف من النفوذ الإيراني المتزايد في أفغانستان، بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وأفادت مذكرة سرية كتبها ضابط أمريكي بارز أن "إيران اتخذت سلسلة إجراءات لتوسيع نفوذها وتعزيزه في أفغانستان". وأشارت المذكرة إلى معلومات صادرة عن الخارجية الأفغانية بتقديم إيران رشاوى بملايين الدولارات إلى نواب أفغان والعمل من أجل إخراج وزراء إصلاحيين من الحكومة. ولإيران علاقات وثيقة بجارتها أفغانستان، وسبق أن رفضت تكرار اتهامها بدعم حركة طالبان التي تواجه قوات الاحتلال والحكومة الأفغانية.

وأشارت وثيقة أخرى تعود إلى يناير 2005 إلى أن الاستخبارات الإيرانية قدمت ما يوازي 212 ألف دولار أمريكي إلى الحزب الإسلامي التابع لرئيس الوزراء الأسبق قلب الدين حكمتيار وهو حركة المقاومة الثانية بعد حركة طالبان في أفغانستان.

كما أشار تقرير للاستخبارات صادر في يونيو  2006  إلى قيام مسئولين إيرانيين بتدريب مقاتلين من طالبان والحزب الإسلامي في مدينة بيرجند شرق إيران، قريبا من الحدود الأفغانية.

مكان بن لادن

وكشفت التسريبات عن لقاءات لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن منذ العام 2006، على رغم تأكيد السلطات الأميركية عدم تلقيها منذ سنوات معلومات موثوقة عن مكان وجوده.

كما أفادت إحدى الوثائق بأن تقريراً أعدته الاستخبارات الأمريكية في آب (اغسطس) 2006 تحدث عن مشاركة بن لادن في اجتماع عقده متشددون بحضور زعيم طالبان الأفغانية الملا محمد عمر في مدينة كويتا جنوب غربي باكستان، من أجل وضع خطط لهجمات انتحارية في أفغانستان.

وهناك أيضا 200 وثيقة مسربة تكشف أن مهمة الوحدة الخاصة الأمريكية 373 انحصرت في قتل قادة طالبان والقاعدة أو اعتقالهم.

واللافت أن كشف الوثائق السرية لم يمنع تحرك الكونغرس الأمريكي لمحاولة إقرار مشروع منح الحرب في أفغانستان تمويلاً إضافياً قدره 59 مليار دولار، وذلك قبل حلول العطلة الصيفية للكونغرس في الأول من أغسطس/ آب الماضي.

الى ذلك ذكرت تقارير صحفية انه جرى تسريب اكثر من 90 الف تسجيل ووثيقة عسكرية امريكية تكشف عن خفايا الحرب في افغانستان وتفاصيلها السرية، بالاضافة الى تسريب أكثر من 400000 الف وثيقة جديدة هدد اسانج بنشره على موقع الويكيليكس ، مع العلم انه كان قد قام بتسريب عشرات الالاف منها الى قناة الجزيرة وخصوصا فيما يتعلق بالحرب الدائرة في العراق وقامت ببثها في برنامج خاص ليلة الجمعة 22-10-2010 تحت عنوان (كشف المستور في العراق ) ، حيث كشفت تلك الوثائق حجم الجحيم الذي عاشه ويعشه المواطن العراقي .
وكشفت تلك الوثائق عن مشاركة قادة عراقيين كبار في عمليات تعذيب واختطاف وإغتيالات مدروسة ومنظمة وعلى رأسهم نوري المالكي رئيس الوزراء التابع لقوات الاحتلال والمنتهية ولايته.
ومن جهة ثانية وفي مايتعلق بالشأن الافغاني ، يقال ان الوثائق التي بحوزة ويكيليكس تتضمن تفاصيل عمليات قتل لمدنيين افغان لم يعلن عنها وعمليات سرية لقوات خاصة امريكية ضد قادة طالبان.
وتقول صحيفة الغارديان البريطانية ونيويورك تايمز الامريكية ان موقع ويكيليكس اطلعهما على الوثائق، وكذلك اطلع مجلة دير شبيغل الالمانية.
وقد ادانت الولايات المتحدة تسريب تلك المعلومات.

وفي بيان له قال مستشار الامن القومي الامريكي الجنرال جيمس جونز ان تلك المعلومات السرية "يمكن ان تعرض حياة الامريكيين وشركائنا للخطر، وتهدد امننا القومي".
وقال جونز ان الوثائق تغطي الفترة من 2004 الى 2009 قبل مجيء الرئيس اوباما و"اعلانه استراتيجية جديدة تتضمن زيادة الموارد في افغانستان".
ووصفت الغارديان تلك الوثائق السرية بانها واحدة من اكبر تسريبات المعلومات في التاريخ العسكري الامريكي.
وتكشف الوثائق كذلك عن قلق حلف شمال الاطلسي (ناتو) من ان باكستان وايران تساعدان طالبان في افغانستان.
وفي تعليق على التقارير الصحفية قال مسؤول امريكي ان موقع ويكيليكس ليس مصدرا اخباريا موضوعيا ووصفه بانه منظمة تعارض السياسة الامريكية في افغانستان.
وجاء الكشف عن تلك الوثائق في وقت يقول فيه ناتو انه يحقق في انباء عن مقتل 45 مدنيا في غارة جوية في اقليم هلمند.
ورغم ان تحقيقا اوليا لناتو لم يتوصل الى ادلة الا ان صحفيا من بي بي سي زار قرية ريغي وتحدث مع عدد من الاشخاص قالوا انهم شاهدوا الحادث.
وقال هؤلاء ان الهجوم وقع في وضح النهار فيما كان العشرات من الناس يحتمون من القتال في منطقة جوشاني المجاورة.

اسانج: حذرت من ان جهات كالبنتاجون قد تتهمني بفضائح جنسية لتدمير ويكيليكس

وفي مايتعلق بردة الفعل الامريكية تجاهه ، قال جوليان اسانج في مقابلة معه نشرت سابقا بأنه لا يستبعد بان تكون "وزارة الدفاع الامريكية وراء الاتهامات بالاغتصاب التي وجهت له والتي اسقطتها السلطات السويدية لاحقا".
ونقلت صحيفة "افتونبلادت" عن اسانج قوله انه "سبق وحذره البعض ان جهات كالبنتاجون يمكن ان تستخدم حيلا قذرة لتدمير موقعه" مضيفا انه حذر بشكل خاص "من امكانية اتهامه بفضائح جنسية".
في المقابل، دافع الادعاء العام السويدي عن قرار القضاء اصدار مذكرة اعتقال بحق اسانج ثم سحبها "لدى تلقي معلومات اضافية تدعو لسحبها .
وقالت المدعي العام: "لا اعتقد بوجود اي سبب يدعونا للاعتقاد بأنه ارتكب جريمة الاغتصاب."
حيل قذرة
وقد جاء في رسالة نشرت في الحساب الخاص بويكيليكس على خدمة تويتر ما يلي: "لقد حُذِرنا من الحيل القذرة، وها هي اولى هذه الحيل."
ونشر اسانج في وقت لاحق رسالة في حسابه على تويتر قال فيها: "إن التهم الموجهة اليه لا اساس لها من الصحة، وان اثارتها في هذا الوقت بالذات مثير للريبة الى حد بعيد."
وجاء في رسالة اخرى: "لم تتصل الشرطة السويدية بأي احد هنا. لا داعي للذكر بأن هذا الامر سيجبرنا على صرف انتباهنا عن عملنا."
يذكر ان اسانج كان قد زار السويد في وقت سابق حيث تقدم بطلب لاستحصال وثيقة تخول موقع ويكيليكس الاستفادة من القوانين السويدية التي تحمي المواقع التي تنشر الاسرار الحكومية، كما القى كلمة في ندوة نظمها الجناح المسيحي في الحزب الديمقراطي الاشتراكي المعارض.

البنتاغون: استمرار ويكيليكس في نشر الوثائق "منتهى اللا مسؤولية"

وكانت وزارة الدفاع الامريكية قد ابلغت موقع ويكيليكس بأنه سيتصرف "بقمة اللا مسؤولية" اذا قرر نشر وثائق سرية جديدة تتعلق بالحرب في افغانستان.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع جيف موريل معلقا على التقارير القائلة إن ويكيليكس يعكف على نشر 15 الف وثيقة سرية جديدة لم ينشرها في الشهر الماضي إن على الموقع والقائمين عليه رفع كل الوثائق السرية المنشورة واعادة كل ما لديهم منها الى الحكومة الامريكية.
وقال موريل: "من الصعب تصديق اي شيء يقوله القائمون على ويكيليكس، ولكن موقفنا تجاه هذه القضية معروف للجميع."

وتصر وزارة الدفاع على ان تسريب هذا الكم الهائل من الوثائق - وهي اكبر عملية تسريب في تاريخ الجيش الامريكي - يعرض للخطر حياة الجنود الامريكيين والمخبرين الافغان الذين يساعدونهم.
وقال موريل: "اذا قاموا بنشر المزيد من الوثائق بعد ان احيطوا علما بقلقنا حول المخاطر التي قد يتسبب بها هذا النشر لقواتنا وحلفائنا والمواطنين الافغان الابرياء، فإن ذلك سيكون قمة اللا مسؤولية. سيكرر خطأ تسبب بالفعل في تهديد حياة الكثير من الناس."
وكان وزير الدفاع غيتس قد قال في وقت سابق ردا على سؤال وجهه اليه احد بحارة السفينة الحربية "هيغنز" الراسية في قاعدة سان دييغو البحرية بولاية كاليفورنيا حول الآثار المحتملة لهذه التسريبات: "هناك العديد من العواقب الوخيمة على المستوى العملياتي، فهذه الوثائق تحتوي اسماء العديد من الافغان الذين عملوا معنا وساعدونا."
ويكيليكس ينشر مذكرة سرية تحذر من اعتبار أمريكا "دولة إرهابية"
وكان موقع ويكيليكس قد نشر مذكرة سرية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية تحذر من عواقب النظر إلى الولايات المتحدة على أنها دولة تصدر الإرهاب، وذلك استناداً إلى اهتمام تنظيم القاعدة بتجنيد مواطنين أمريكيين.
وكانت الوثيقة التي أعدتها ما تسمى الخلية الحمراء في وكالة المخابرات المركزية أحدث مذكرة سرية آنذاك ينشرها موقع ويكيليكس، الذي يهدف إلى مكافحة الفساد عن طريق نشر معلومات سرية مسربة، والذي نشر في الشهر الماضي وحده أكثر من سبعين ألف وثيقة عسكرية أمريكية سرية عن الحرب في أفغانستان.

وتبحث الوثيقة، المؤلفة من ثلاث صفحات ويرجع تاريخها إلى شباط (فبراير) الماضي، مدى إمكانية تأثير "الإرهابيين" المجندين في الولايات المتحدة على رغبة الحكومات الأخرى بشأن التعاون في "الحرب على الإرهاب".

وتقول الوثيقة "كنا في الأساس قلقين خشية أن تقوم القاعدة بتسريب عملاء لها إلى داخل الولايات المتحدة لشن هجمات إرهابية، لكن القاعدة قد تبحث على نحو متزايد عن أمريكيين للقيام بعمليات في الخارج".

وكان الموقع قد هدد بنشر نحو 15 ألف وثيقة أخرى، على الرغم من انتقادات وزارة الدفاع الأمريكية بأن تسريب هذه الوثائق قد يعرض مصادر المعلومات للخطر، ويكشف لمقاتلين أعداء أساليب جمع المعلومات الاستخباراتية.

وثائق ويكيليكس الجديدة تكشف عن "حمام الدم" في العراق

الى ذلك صرح جوليان اسانج مؤسس ويكيليكس لشبكة "سي ان ان" الاميركية يوم الجمعة 22-10-2010 ان الملفات الامريكية السرية التي كشفها موقعه تتحدث بالتفصيل عن "حمام الدم" الذي تمثله الحرب على العراق.

وردا على سؤال للشبكة الامريكية حول كشف هذه الوثائق، اكد اسانج ان الملفات صورة للوضع في العراق اكمل من الوثائق التي كشفت من قبل حول النزاع في افغانستان.

وقال ان "هذه الوثائق تكشف ست سنوات من النزاع بتفاصيل قادمة من الميدان ومن القوات المنتشرة وتقاريرها وما كانت تراه وتقوله وتفعله".

وتشير الملفات التي نشرت الى مقتل حوالى 109 آلاف شخص خلال سنوات ، مقابل عشرين الفا في افغانستان كما كشفت الوثائق التي نشرها الموقع من قبل.

واضاف اسانج ان "عدد القتلى اكبر بخمس مرات في العراق ويمثل حمام دم حقيقي بالمقارنة مع افغانستان".

وتابع ان الوثائق "لا تقدم مجرد فرضيات مثل قتل كثيرون في الفلوجة بل تتحدث عن كل وفاة مع احداثيات جغرافية محددة والظروف التي قتل فيها الاشخاص".

واكد اسانج ان "الامر الجديد بالنسبة لنا هو ان هؤلاء الموتى الذين كانوا مجهولين لم يعودوا كذلك".

واضاف "اعتقد ان رسالة هذه الملفات اقوى وفهمها ربما اسهل من الوضع المعقد في افغانستان".

وجاءت تصريحات اسانج بعد ساعات من نشر موقع ويكيليكس حوالى 400 الف وثيقة سرية للجيش الامريكي حول حرب العراق.

ويعد كشف هذه الكمية من الوثائق "اكبر عملية تسريب لوثائق عسكرية سرية في التاريخ".

وقال مؤسس ويكليكس في آب/ اغسطس "نريد تحقيق ثلاثة امور: تحرير الصحافة وكشف التجاوزات وانقاذ الوثائق التي تصنع التاريخ".

وبنشره 77 الف وثيقة عسكرية سرية حول افغانستان في 23 تموز/ يوليو 2010 اثار زوبعة اعلامية وسيلا من الانتقادات خصوصا من وزارة الدفاع الامريكية "البنتاغون" التي تتهمه باللامسؤولية وبتعريض حياة مدنيين وعسكريين للخطر.

وفي نهاية ايلول/ سبتمبر الماضي، دفع عن نفسه قائلا ان "هدفنا ليس التجريح بابرياء بل العكس تماما".

واصبح اسانج الرجل الذي يخيف وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي ايه" الامريكية، صائد التجاوزات ورسول الشفافية.

وقال "نواجه منظمات لا تخضع لاي قوانين. نحن امام وكالات استخبارات".

وبعد ايام من هذه المقابلة اتهم جوليان اسانج في قضية اغتصاب في السويد. لكنه نفى تورطه نفيا قاطعا وتحدث عن "قضية مفتعلة".


من هو مؤسس موقع ويكيليكس؟

 
الاسترالي جوليان اسانج (39 عاما) الذي يسلط الاضواء على خفايا الفضائح في العالم مع موقعه الالكتروني ويكيليكس، شخصية غامضة وبارعة في احاطة نفسها بظلال من السرية.

فهذا المؤسس والوجه الرمزي للموقع المتخصص في تسريب الوثائق السرية، ي







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي