مدنٌ ليليّة تذوب عند الفجر

2023-03-30

فادي أبو ديب

كخَدَرٍ لطيفٍ تزورينني عند الفجر

من بين ندف الثلج والكثبان البيضاء تطرقين النافذة

أشياء تقولينها

أبتسم لها ولا أفهمها

ناعمٌ حيناً مرورك كنسيمٍ يلاطف الوجه في ممرّ برّيّ بين العلّيق

كنفحة رطبة من طين الربيع قرب عيون الماء المتروكة

كاسرٌ أحياناً انعطافك نحوي كعناق مفاجئ في حديقة خلفية

كافتراقٍ حتميّ بعد لقاءٍ بالمصادفة

كنهار طويل وُلِد يتيماً - في زيارة غير محسوبة لقرية أصدقائنا المشتَرَكين

أعرف أنّ في صوتك الخصب أصداءَ مهرجانات تمّوزية

وأن شهوتك للفيضان... كصواعق الوديان الوحشيّة تحت جبال القدموس

وأنّ في كلّ مقلة لا تستقرّ مئة قبلة

يا الله كيف يصير التماع الماء حين تقفين على ضفاف الجداول

وكيف يتأرّج المكان حين تُشيحين بناظريك -

تنشغلين عن عينيّ وتقولين أشياء عن مواسم هذه السنة!

أتُراه الإنسان يتآمر سراً على ما يحبّ - كي لا يتمّ؟

ألستِ أنتِ التي تحبين زهر اللوز أكثر من ثماره؟

أتُراه قيل إنّ الإنسان ترابٌ وإلى التراب يعود

من أجل أن يسمع سرَّ الجسد في خفّته

ويصنع من صلصاله مدنَاً ليليّة معلَّقة

تذوب عند الفجر

ولا تُذكَر على شفاه النهار؟

شاعرٌ وكاتب ومترجم سوري مقيم في السويد







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي