محركاتفلسطين المحتلةترجمات

الاحتجاجات تتواصل في فرنسا ضد إصلاحات ساركوزي

خدمة شبكة الأمة يرس الإخبارية
2010-10-16
اختبار جديد للقوة بين الحكومة الفرنسية والنقابات بعد صدامات بين الشرطة وطلبة واضرابات في مصافي النفط

باريس ـ وكالات ـ شارك مليون شخص أو أكثر في مسيرات احتجاجية في انحاء المدن الفرنسية السبت في احدث احتجاج في حملة ضخمة ضد خطة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لاصلاح نظام التقاعد فيما أدى اضراب في مصافي تكرير النفط إلى خفض الوقود في المطارات.

وقالت الحكومة ان الاقبال على المشاركة في المسيرات الاحتجاجية كان منخفضا بشكل ملحوظ بالمقارنة بمسيرة اقيمت في مطلع الاسبوع قبل الماضي ضد الخطط الرامية لرفع سن التقاعد لكن النقابات قالت ان الاعداد مستقرة وتعهدت بمواصلة الضغط لاسقاط الخطط قبل تصويت في مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء.

وجرى الابلاغ عن وقوع اشتباكات بسيطة خلال مسيرات السبت والتي جاءت بعد خمسة ايام من اضراب في السكك الحديدية ومصافي تكرير النفط والذي زاد الضغط على حكومة يمين الوسط.

واستؤنفت امدادات وقود الطائرات في خط انابيب رئيسي السبت مما خفف الضغط في مطارات باريس لكن الاضراب المستمر منذ اسبوع في جميع مصافي تكرير النفط بفرنسا قد يؤثر بشدة على الامدادات خلال الايام القادمة.

وقال متحدث باسم نقابة سائقي الشاحنات ان السائقين سيبدأون في اعاقة الطرق اعتبارا من مساء الأحد.

لكن وزير العمل اريك وورث الذي يقود اقرار التغييرات في البرلمان قال انه يعتقد ان رسالة الحكومة بدأت تصل.

وقال في تصريحات لقناة آي تيلي التلفزيونية "الاقبال كان منخفضا بشكل واضح ولكن ما زال هناك الكثير من الاشخاص في الشارع."

وأضاف "اعتقد ان الشعب الفرنسي يفهم ان اصلاح "نظام" التقاعد أساسي وضروري".

وساركوزي مصمم على التمسك بخططه لرفع سن التقاعد ووقف عجز متضخم في صناديق التقاعد لكن النقابات نظمت اسابيع من المظاهرات في انحاء البلاد في محاولة لارغامه على التراجع عن موقفه.

وقالت نقابتا العمال "سي.جي.تي" و "سي.اف.دي.تي" ان ما بين 2.5 مليون وثلاثة ملايين شخص شاركوا في مظاهرات الشوارع من تولوز إلى روان بانخفاض عن مسيرة مطلع الاسبوع قبل الماضي في الثاني من أكتوبر تشرين الأول وايضا عن احتجاجات يوم الثلاثاء التي قالت النقابات ان عدد المشاركين فيها وصل الى نحو 3.5 مليون شخص.

وأشارت تقديرات الحكومة إلى ان عدد المشاركين في المظاهرات 850 ألف شخص بانخفاض عن 899 الف شاركوا في مظاهرات الثاني من أكتوبر تشرين الأول. وكانت الحشود الأكبر في باريس لكن الحالة المزاجية اتسمت بالتفاؤل مع موسيقى الديسكو الصاخبة ونفير ابواق السيارات وهتافات. وجرى اعتقال بضع العشرات من الاشخاص في اعقاب اضطرابات طفيفة.

وقال متحدث باسم هيئة الطيران المدني في فرنسا انه تم استئناف تدفق الوقود عبر خط انابيب رئيسي إلى باريس من شمال فرنسا مما يعني ان مطار شارل ديجول الدولي اصبح لديه الان كمية كافية من الوقود حتى نهاية الاسبوع.

وكان المطار ليس لديه من الوقود المخزون سوى ما يكفي لمدة يومين فقط بعد ان ادى اضراب في مصفاة لتكرير النفط في شمال فرنسا الى وقف تدفق الوقود الاسبوع الماضي. لكن مطار اورلي الدولي في فرنسا لديه احتياطي وقود يكفي لعدة ايام.

وقررت النقابات اجراء احتجاجها الكبير القادم واضراب على نطاق البلاد يوم الثلاثاء قبل يوم من تصويت مجلس الشيوخ على مشروع قانون التقاعد الذي تم بالفعل إقرار فقرات اساسية منه في البرلمان.

وتهدد اضرابات مفتوحة الاجل في مصافي تكرير النفط بفرنسا والبالغ عددها 12 مصفاة منذ يوم الثلاثاء الماضي بمشكلة كبيرة للحكومة اذا نفد الوقود في المطارات الرئيسية بفرنسا. واضطر مطار اورلي بالفعل إلى وقف بعض الرحلات هذا الاسبوع بسبب اضراب عمال مدرجات الهبوط والاقلاع.

وقال شارل فولارد منسق نقابة "سي.جي.تي" لشركة النفط توتال ان العمال في مصافي التكرير التابعة لشركة توتال لن يعودوا للعمل مالم تتراجع الحكومة عن مشروع قانون التقاعد.

وأضر الاضراب في مصافي تكرير النفط إلى جانب اضراب منفصل في موانيء النفط على البحر المتوسط وحصار مؤقت لمستودعات الوقود بالامدادات في اثنين بالمئة من محطات التزود بالوقود في فرنسا.

وحثت وزيرة الاقتصاد كريستين لاجارد الناس على عدم الذعر بشأن الوقود. وتقول الحكومة ان البلاد لديها مخزونات كافية من الوقود تستطيع تلبية احتياجات البلاد لمدة شهر على الاقل.

وقالت لاجارد لاذاعة آر.تي.إل الفرنسية "لدينا احتياطيات" مضيفة ان مشكلات الامدادات اثرت على 230 محطة للتزود بالوقود مما اجماليه 13 الف محطة في البلاد. وتابعت "ينبغي للناس الا يفزعوا."

وتعهد ساركوزي بالمضي قدما في خططه لاصلاح نظام التقاعد قائلا انه السبيل الوحيد لمنع قائلا انه السبيل الوحيد للحيلولة دون ارتفاع عجز سنوي في المعاشات من 32 مليار يورو الى 50 مليارا بحلول 2020.

وقالت لاجارد لاذاعة آر.تي.إل ان الرفع التدريجي للحد الادنى لسن التقاعد من 60 إلى 62 ورفع سن الحصول على مميزات التقاعد بالكامل من 65 إلى 67 سيكون اقل ايلاما من رفع مساهمات التقاعد او خفض مميزات التقاعد بالنسبة للاشخاص الذين يتلقونها حاليا في فرنسا وعددهم 15 مليون شخص.

وتقول النقابات انها تريد ان يكون لها رأي في تحديد اصلاح نظام التقاعد.

وقال فرانسوا شيرك زعيم الاتحاد الفرنسي للعمال "سي.اف.دي.تي" خلال الاحتجاج الرئيسي في باريس "لدينا عدة ملايين من الاشخاص في الشارع الذين يدعموننا ويؤمنون بنا..الشيء الوحيد الذين يعيق البلاد هو الحكومة."

والسلطات الفرنسية في حالة تأهب تحسبا لوقوع اعمال عنف. وأمرت الشرطة في باريس رجالها بعدم استخدام الاعيرة المطاطية بعد اصابة متظاهر شاب بعيار مطاطي الاسبوع الماضي.

وتعتزم النقابات عقد اجتماع يوم الخميس بعد يوم من تصويت مجلس الشيوخ على مشروع قانون التقاعد لمناقشة الاجراءات التي ستتخذها.

وحث زعيم الحزب الاشتراكي الفرنسي مارتن أوبري الحكومة على وقف إقرار مشروع القانون وفتح القضية امام نقاش اوسع نطاقا.
 











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي