شي جينبينغ في زيارة دولة لروسيا من أجل "السلام"

ا ف ب - الأمة برس
2023-03-20

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يسار) ونظيره الصيني شي جينبينغ خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند بتاريخ 16 أيلول/سبتمبر 2022 (ا ف ب)

بكين - أشاد شي جينبينغ وفلاديمير بوتين الإثنين بمتانة شراكتهما قبل ساعات من وصول الرئيس الصيني إلى موسكو لعقد قمة مع نظيره الروسي المعزول على الساحة الدولية.

والزيارة التي تستمر ثلاثة أيام هي أول زيارة دولة يقوم بها شي لروسيا التي ترتبط بعلاقات دبلوماسية واقتصادية مهمة مع الصين، منذ حوالى أربع سنوات.

وفي مقال نشرته صحيفة روسيسكايا غازيتا الروسية، وصف الرئيس الصيني  الزيارة بأنها "رحلة صداقة وتعاون وسلام" فيما ينظر الغربيون بحذر إلى العلاقة بين البلدين.

وكتب شي "اتطلع إلى العمل مع الرئيس بوتين لنعتمد معا رؤية جديدة" للعلاقات الثنائية.

وتتحصن الصين بدورها في تسهيل استئناف العلاقات الدبلوماسية مؤخرا بين السعودية وإيران، لتطرح نفسها في موقع الوسيط  في النزاع في أوكرانيا داعية إلى مفاوضات سلام بين موسكو وكييف.

 وفي مقال نشرته صحيفة صينية الإثنين أثنى بوتين على "عزم الصين على لعب دور بناء في تسوية" النزاع معتبرا أن "العلاقات الروسية الصينية بلغت ذروتها التاريخية".

ويقوم شي جينبينغ بزيارته بعد أيام على إصدار المحكمة الجنائية الدولية  مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي لاتهامه بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا  على خلفية "الترحيل غير القانوني لأطفال من المناطق المحتلّة في أوكرانيا إلى روسيا الاتّحاديّة" منذ بدء الغزو الروسي لهذا البلد.

- "إملاء النظام الدولي" -

وتعطي زيارة الرئيس الصيني دفعا لبوتين الذي يواجه عزلة دبلوماسية وتحدى الغرب في نهاية الأسبوع بزيارة ماريوبول، المدينة الأوكرانية التي دمرها القصف الروسي.

وكانت هذه أول زيارة يقوم بها إلى منطقة محتلة في أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي لهذا البلد في أواخر شباط/فبراير 2022.

وغالبا ما يشير شي جينبينغ الذي باشر ولاية رئاسية ثالثة غير مسبوقة في الصين، إلى بوتين على أنّه "صديقه قديم".

وحصل تقارب في السنوات الأخيرة بين بكين وموسكو اللتين أعلنتا العام الماضي شراكة "غير محدودة" قبل ثلاثة أسابيع من بدء الهجوم على أوكرانيا، ويشكل البلدان جبهة مشتركة بوجه الغرب.

وامتنعت الصين عن إدانة الغزو الروسي علنا، وهي تنتقد الولايات المتحدة لإرسالها إمدادات عسكرية إلى أوكرانيا، والحلف الأطلسي لعدم أخذه بهواجس روسيا الأمنية.

غير أن بكين تدعو إلى الحوار وإلى احترام وحدة وسلامة أراضي جميع الدول بما فيها أوكرانيا.

وكتب شي جينبينغ في المقال "لا يجدر بأي بلد أن يملي النظام الدولي".

وتابع "لطالما دافعت الصين عن موقف موضوعي ومحايد مبني على أساس جوهر المشكلة وشجعت بشكل نشط على عقد مفاوضات سلام".

- عشاء الإثنين -

غير أن هذا الموقف يبدو فاترا بنظر عدد من الدول الغربية التي تعتبر أن الصين تقدم بذلك دعما ضمنيا للغزو الروسي.

كما يرى الغربيون أن دعوات بكين إلى السلام لا يمكن أن تترجم في الوقت الحاضر إلى خطوات عملية.

وأعلنت الولايات المتحدة أنها لن تؤيد دعوة صينية جديدة إلى وقف إطلاق النار خلال الزيارة، معتبرة أن ذلك سيعني ترسيخ السيطرة الروسية على الأراضي التي احتلتها في أوكرانيا.

كما يشكك عدد من المحللين في قدرة شي جينبينغ على التشجيع فعليا على تقارب روسي أوكراني على ضوء العلاقات القائمة بين موسكو وبكين وعدم امتلاكها الكثير من النفوذ على الكرملين.

ويعقد الرئيسان خلوة "غير رسمية" الإثنين تليها مأدبة عشاء، قبل أن يجريا محادثات الثلاثاء، على ما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف.

وسيوقع الرئيسان بصورة خاصة بحسب أوشاكوف "إعلانا مشتركا ... حول ترسيخ علاقات الشراكة الشاملة والعلاقة الإستراتيجية مع الدخول في عصر جديد"، كما سيوقعان وثيقة تتعلق بالتعاون الاقتصادي الثنائي حتى 2030.

وأوردت صحيفة وول ستريت جورنال أن شي جينبينغ قد يجري كذلك محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد عودته إلى الصين، تحت شعار حياد بلاده المعلن.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي