الآلاف احتجوا وقدموا عريضة دون جدوى.. طلاب جامعة نيويورك يطالبون بإدراج الأعياد الإسلامية في تقويم العطلات

متابعات - الأمة برس
2023-02-23

المسلمون في تايمز سكوير وجبة الافطار كما أدوا صلاة التراويح بالساحة (تواصل اجتماعي)

يطالب طلاب بجامعة نيويورك الأمريكية بإدراج الأعياد الإسلامية في تقويم العطلات الرسمية؛ حيث تساءل الطلاب المسلمون عن سبب تباطؤ جامعتهم في الاعتراف بأعياد المسلمين وإدراجها بأيام العطل في الجامعة التي تصف نفسها بأنها أكبر نظام جامعي حضري في الولايات المتحدة، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.

الطالبة الجامعية الأمريكية نادية خان لم تحصل قط على حق العطلة الرسمية في الأعياد الإسلامية خلال سنوات دراستها الابتدائية في مدينة نيويورك، فقد كانت الأسرة تُبقيها في المنزل أثناء العيدين الإسلاميين، وترسل معها إشعاراً إلى معلميها في اليوم التالي بإذن الغياب. أما في المدرسة الثانوية، فكانت تضطر إلى خصم هذه الأيام من رصيد إجازاتها، أو التضحية بالتجمعات العائلية وصلاة العيد في المسجد لحضور امتحانات لا يمكن تعويضها.

وفي عام 2015، بعد أن تخرجت نادية خان في المدرسة الثانوية بعامٍ واحد، أدرجت المدارس العامة في مدينة نيويورك عيد الفطر وعيد الأضحى ضمن العطلات الرسمية في التقويم المدرسي، وتقول نادية للموقع البريطاني: "كل ما أردناه قضاء أيام العيد مع عائلاتنا، وأن نستيقظ في صباح يوم العيد، فتقدِّم لنا أمي أطباق الخير (بودنغ الأرز)، ونرتدي ملابسنا ونذهب إلى المسجد لصلاة العيد، ثم نقضي اليوم كله مع العائلة، نأكل ونحتفل. فهذه المناسبة لا تأتي إلا يومين فقط في السنة. يجب ألا يحول شيء دون حصول جميع الطلاب على ذلك".

مطالبات للاعتراف بأعياد المسلمين

لكن إذا كان أشقاء نادية وعشرات الآلاف من الطلاب المسلمين في المدارس العامة بمدينة نيويورك قد صار لهم الحق في إجازة العيدين، فإن هذا "الامتياز" لم يصل بعد إلى الجامعات والكليات. ولذلك، ما زال الطلاب المسلمون يكافحون منذ سنوات للحصول على يومي إجازة في تقويم جامعة مدينة نيويورك (كوني). 

في عام 2020، بدأ طالب في جمع التوقيعات على عريضة تدعو جامعة مدينة نيويورك لإلغاء اليوم الدراسي خلال الأعياد في العام التالي. وقالت العريضة المنشورة على الإنترنت: "تفتخر مؤسستنا الجامعية دائماً بتنوعها وشمولها، لكن إجراء الفصول الدراسية خلال عيد الفطر يجبر الطلاب المسلمين على الاختيار الصعب بين الاحتفال بهذه العطلة المقدسة، وحضور المحاضرات والمختبرات والفصول الدراسية خلالها. وإذا قرر الطلاب المسلمون أن يحتفلوا بالعطلة، فإنهم يخاطرون بتفويت أوقات دراسية مهمة على نحو يمكن أن يضر بمسارهم الأكاديمي، حتى لو لم تُفرض عليهم عقوبة أكاديمية فعلية بمقتضى التيسير عليهم".

تلقت العريضة أكثر من 15 ألف توقيع، لكنها لم تنجز شيئاً أبعد من ذلك. ومن ثم، فقد بدأ مصعب ساديا ومجموعة من زملائه في عام 2021 بالضغط على إدارة الجامعة للمطالبة بإقرار عطلة عيد الأضحى إجازة رسمية. ولم يكتفوا بالعرائض هذه المرة، فحشدوا الناس والتقوا إدارة الجامعة، ونظموا احتجاجات خارج الحرم الجامعي. لكن هذه التحركات لم تسفر أيضاً عن شيء، ويخرج ساديا دون أن تتحقق غايته.

في يناير/كانون الثاني، أصدرت منطقة مدارس سان فرانسيسكو الموحدة (التي لا تقع الجامعات ضمن ولايتها القضائية) مجموعة من التوصيات تتضمن إضافة عطلات جديدة إلى التقويم المدرسي العام، ومنها الاعتراف ببعض الأعياد الدينية دون تصنيفها عطلات رسمية أو إغلاق المدرسة خلال تلك الأيام. ومع ذلك، فإن المنطقة التعليمية لم تلبث أن تراجعت بعد أسابيع قليلة عن تأييد قرار كان يدعو لجعل الأعياد الإسلامية أيام إجازة مدرسية.

إذ قال ساديا: "لماذا يُفرض على المسلمين أن يقبلوا عدم الاعتراف بأعيادهم؟ يجب احترام أعياد الجميع وشمولها بالتفهُّم والاستيعاب. لا غرابة في أن يطالب المسلمون بإجازات لهم. لكن يبدو أن جامعة مدينة نيويورك ليست مستعدة للتضحية ولا بذل الجهد".

في المقابل، قال متحدث باسم جامعة مدينة نيويورك لموقع MEE: "تُقر جامعة مدينة نيويورك بأهمية عيد الفطر وعيد الأضحى في حياة طلابنا المسلمين الذين يحتفلون بهذه الأعياد المهمة".

ومع ذلك، يرى ساديا أن الجامعة لم تستجب لهم لأنها لم تشهد ضغوطاً كبيرة، "فهم لا يعتدُّون حقاً باحتياجات المجتمع المسلم. مع أن الأمر يسير جداً ومباشر جداً. قد يكون الأمر مرجعه العنصرية، أو رُهاب الأجانب، أو أشياء من هذا القبيل. ويمكن أن يكون السبب نظرة هذا البلد للمسلمين منذ الحرب على الإرهاب. لكن قد يكون السبب أيضاً أن المسلمين لم يضغطوا بالقدر الكافي".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي