

المنامة – من اندرو هاموند
قال محللون الثلاثاء 7-9-2010 ان المخاوف من تحقيق الاغلبية الشيعية مكاسب في الانتخابات المقبلة دفعت البحرين لالقاء القبض على شخصيات معارضة تتهمها الحكومة السنية بالتخطيط لانقلاب.
واتهمت البحرين السبت ما يزيد عن 20 من زعماء المعارضة الشيعية القي القبض عليهم في حملة واسعة بالتامر للاطاحة بالنظام الملكي السني من خلال دعم احتجاجات تتسم بالعنف واعمال تخريب في تصعيد للصراع القائم بين الحكومة والمعارضة منذ ما يزيد عن عشر سنوات.
ومن بين من اعتقلوا رجال دين شيعة بارزون ونشطاء حقوق انسان.
واستغل الملك حمد بن عيسى ال خليفة الأحد كلمته التي القاها بمناسبة العشر الاواخر في رمضان وبثها التلفزيون لتبرير قرارات الاعتقال وقال انها تهدف لوقف الاضطرابات المدنية التي شهدتها البلاد في السنوات الاخيرة.
وقال العاهل البحريني في كلمته في خروج نادر عن المألوف والتحدث بشكل مباشر عن الاعتقالات "يضعون انفسهم في موضع من يحمل لواء الاختلاف والفتنة ويسعى في الارض فسادا وارتكاب أعمال العنف والشغب والارهاب وان احكام الشريعة الاسلامية جاءت واضحة في تحريم ذلك".
وتابع "كذلك جاء القانون الذي هو فوق الجميع لحماية كيان المجتمع والدولة وحفظ الامن ونشر الطمأنينة والسلام".
وقال ان الحكومة ستشدد الرقابة على الخطب الدينية في تحرك لتعزيز الاعتدال ولكن لم يتضح ما اذا كان يتحدث عن الشيعة او السنة او الاثنين.
وتقع اشتباكات ليلية بين قوات الامن ومحتجين من الشبان الشيعة الذين يحرقون اطارات سيارات ويلقون قنابل بنزين من الاشياء التي تحدث باستمرار في البحرين منذ منتصف التسعينات.
والبحرين مركز للمعاملات المصرفية الخارجية ويوجد بها الاسطول الاميركي الخامس.
ويقول دبلوماسيون ومحللون ان الاعتقالات هي للضغط على المعارضة لتخفيف الاحتجاجات قبل الانتخابات البرلمانية في اكتوبر تشرين الاول.
ودعت منظمة هيومان رايتس ووتش الاسبوع الماضي للتحقيق في مزاعم تعذيب.
ونشرت وسائل الاعلام ان حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم والرئيس اليمني علي عبد الله صالح ابلغا الشيخ عيسى هاتفيا الاثنين دعمهما لتحركه لتعزيز الامن والاستقرار.
وكان ستة من كبار علماء البحرين دعوا إلى وقف كلّ أشكال ما أسموه بـ "الاستنفار الإعلامي والصحافي والخطابي" والذي قالوا بأنه "مارس تأجيجاً مضراً بأوضاع هذا البلد، مهما كانت النوايا والدوافع والمبرّرات"، وأكدوا أنه "ليس بهذا اللون من الإيقاع تُحفظ الأوطان، ويُزرع الأمان، وتُعالج الأزمات، ويُنتج الولاء، ويتحرّك مشوار التغيير والبناء والإصلاح".
وأعرب جواد الوداعي وعبد الله الغريفي والشيخ محمد صالح الربعي والشيخ حسين النجاتي والشيخ عيسى قاسم والشيخ عبد الحسين الستري، في بيان مشترك، عن قلق شديد حيال الأوضاع المأزومة في البحرين، وأكدوا على ضرورة التمسك بمجموعة من الثوابت هي "الحفاظ على أمن البلد واستقراره، تكريس الوحدة والائتلاف بين أبناء هذا الشعب ومكوّناته، احترام كرامة المواطن وعدم المساس بحريته وبشيء من حقوقه، رفض كلّ أشكال العنف والشحن والتحريض، وإنقاذ البلد من كلّ الأزمات الأمنيّة والسياسيّة من خلال المعالجة الجادّة لكلّ الملفات المعطّلة".
وقال الكاتب السعودي تركي الرشيد الذي تابع الانتخابات في البحرين والكويت "تتحرك الحكومة بصفة اساسية بقوة بالغة بسبب الانتخابات. تريد ان تسحب البساط من تحت المعارضة. تريد ان تقول ان البلاد في حالة فوضى (لارهاب الناخبين) ولكنه غير صحيح".
وأضاف ان التصعيد ضد المعارضة جاء نتيجة فوز حجة الصقور في الجدل الاخير داخل النخبة الحاكمة بشأن كيفية التعامل مع الانتخابات المقبلة.
وقال الرشيد "انها قضية محلية. يوجد فقراء تعوزهم الاموال يريدون وظائف. لذا يحرقون بعض الاشياء. يمكن السيطرة على جميع هذه الامور".
ويوجد في الكويت والبحرين البرلمانان المنتخبان الوحيدان في منطقة الخليج ولكن مشروعات القوانين ينبغي ان يقرها مجلس أعلى يعينه ملك البحرين وامير الكويت.
وحذر الموقعون على البيان من خطورة الاعتماد على الخيار الأمني، ودعوا إلى إعادة النظر في الخيار الأمني بكلّ ضروراته وقسوته، وقالوا بأنه "خيار لن ينتج إلاّ مزيدًا من التأزّم، والتوتّر، والسخط، والكراهية. إنّ المراهنة على هذا الخيار مراهنة غير صائبة".
وأضاف البيان "إنّنا ندعو إلى حوار جادّ وهادف، وكلّ ما نخشاه ـ في ضوء الإصرار على غياب الحوار ـ أن تبقى الأوضاع محكومةً إلى خيارات العنف، والتأزيم، والتشدّد، والانفعال، الأمر الذي يقود إلى نتائج سيّئة وضارّة جدًا، وهذا ما لا نرضاه لهذا الوطن".
وقال تيودور كاراسيك من مؤسسة الشرق الادنى والخليج للتحليل العسكري "انه موسم الانتخابات من جديد في البحرين. يشددون قبضتهم قليلا في مثل هذا الوقت".
وتابع "تخشى الحكومة مما سوف يحدث. ثمة مخاوف من ان تحقق الاغلبية الشيعية مكاسب."
ودعا بيان العلماء الستة إلى ما أسماه بـ "مبادرات إنقاذ صادقة" تتجاوز كلّ المعّوقات والأخطاء والسلبيات والتي لازالت تُعقّد الحلول والمعالجات"، وطالبوا بالإفراج عن السجناء والمعتقلين من أجل خلق أجواء صالحة لنجاح المبادرات هذه المبادرات.
وطالب الموقعون على البيان بمراجعة جادة لكلّ القناعات السّياسية، من أجل إنتاج واقع جديد، يحمي الوطن من كلّ المآزق الصعبة، والأزمات المرهقة، ويؤسّس إلى مشروع إصلاحٍ متوازن، ويدفع في كل اتّجاه شراكةٍ حقيقية، ويلاحم بين مكونّات هذا الشعب، على حد تعبير البيان.
ويشكو الشيعة من حرمانهم من الوظائف الكبرى والمنازل رغم انهم يمثلون الاغلبية بينما تمنح الدولة بعض السنة من خارج البلاد الجنسية لتعديل الميزان السكاني. وتنفي الحكومة ذلك.
وتزيد ايران من مخاوف تنامي قوة الشيعة. وتخشى الاسر السنية الحاكمة في الخليج ان تستغل الحكومة الشيعية في طهران الشيعة لضرب اهداف غربية في حالة هجوم اسرائيلي او امريكي على ايران بسبب برنامجها النووي.
وتصدر من ان لاخر تعليقات من مسؤولين ايرانيين تلمح لمزاعم سيادة على البحرين وبعض مواطنيها من اصل ايراني.
وقال مصطفى العاني المحلل في مركز الخليج للابحاث ومقره دبي ان حكام البحرين يشعرون ان المعارضة الشيعية تستغل تجربة الديمقراطية للمطالبة بحقوق أكبر.
وتابع "الاسماء التي ظهرت (في عريضة الادعاء) هي لمن رفضوا منذ البداية المصالحة" في اشارة لحركة (حق) وهي حركة معارضة.
وتتهمهم البحرين بتنظيم اعمال عنف في الشوارع وهو اتهام نفاه اثنان من الشخصيات المعارضة في لندن هما حسن المشيمع وسعيد الشهابي.
وقال العاني ان البحرين لم تحقق تقدما يذكر في اقناع بريطانيا بكبح انشطة تشمل الدعوة لنظام برلماني يكون فيه دور الملك رمزيا. وقال محللون ان هذه المطالب تصل الى حد السعي للاطاحة بنظام الاسرة الحاكمة.
وقال العاني "مثار القلق الرئيسي للحكومة البحرينية وغيرها ان تمثل هذه الانشطة تحديا خطيرا للبحرين والمنطقة ما لم يتم السيطرة عليها".