محركاتفلسطين المحتلةترجمات

الفلسطينيون والاسرائيليون يبدأون محادثات مباشرة تحيط بها شكوك من كل جانب

خدمة شبكة الأمة يرس الإخبارية
2010-09-01

واشنطن ـ مع الدفعة الدبلوماسية التي يقوم بها الرئيس الاميركي باراك أوباما يبدأ الفلسطينيون والاسرائيليون الخميس محادثات مباشرة تحيط بها شكوك من كل جانب وأعمال عنف متجددة في الضفة الغربية المحتلة.

ويجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بمقر وزارة الخارجية الاميركية ليستأنفا أول محادثات فلسطينية اسرائيلية مباشرة منذ 20 شهراً.

ويحاول الجانبان التوصل في غضون عام الى اتفاق يقيم دولة فلسطينية مستقلة ويوفر الامن لاسرائيل.

وحث أوباما الذي يقامر برأسمال سياسي كبير على محادثات واشنطن قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني الجانبين على الا يضيعا فرصة السلام هذه بعد ان اجتمع مع الجانبين بشكل منفصل في البيت الابيض الاربعاء.

وقال أوباما بعد يوم من الدبلوماسية الشخصية لحل صراع واجه أجيالاً متعاقبة من الرؤساء الاميركيين "هذه اللحظة التي تلوح فيها فرصة قد لا تأتي قريبا مرة ثانية. وليس بمقدورهم ان يضيعوها من بين أيديهم".

كما تعهد أوباما الاربعاء بألا يخرج "المتطرفون والرافضون" المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية عن مسارها وهو يفتتح مفاوضات السلام المباشرة التي خيمت عليها اعمال عنف في الشرق الاوسط.

وندد أوباما في مستهل جولة جديدة من الجهود الدبلوماسية في الشرق الاوسط وسط شكوك عميقة بشأن فرص نجاحه بالهجوم الذي قتل فيه أربعة مستوطنين اسرائيليين الثلاثاء ووصفه بأنه "قتل وحشي".

واصيب إسرائيليان بجروح بالرصاص قرب مستوطنة يهودية في الضفة الغربية الاربعاء في هجوم تبنته حركة حماس هو الثاني خلال 24 ساعة في هذه المنطقة.

كما تبنت حماس هجوماً أدى الثلاثاء الى مقتل اربعة اسرائيليين قرب مستوطنة يهودية في ضواحي الخليل بجنوب الضفة الغربية.

ويتوقع أن تضعف هذه الهجمات موقف المفاوض الفلسطيني خصوصاً وأن الملف الأمني سيكون أهم الملفات المطروحة على مائدة التفاوض.

وقد يجعل الهجوم نتنياهو أقل استعداداً للاستجابة لمطلب الفلسطينيين تمديد تجميد البناء في المستوطنات اليهودية في الاراضي المحتلة بالضفة الغربية.

ورأى مراقبون في الهجمات "مناكفات" من طرف حماس لإثبات الوجود وإفهام واشنطن أن تحقيق السلام غير ممكن بدونها.

ومع قرب موعد انتهاء مهلة لتجميد الاستيطان الاسرائيلي في 26 سبتمبر/ايلول تخيم هذه العقبة على جو المحادثات.

ويمكن أن يمثل انتهاء التجميد الجزئي لبناء مساكن جديدة في المستوطنات اليهودية في 26 سبتمبر/أيلول بعد أن استمر عشرة أشهر عقبة مبكرة في طريق محادثات السلام.

وكان الرئيس الفلسطيني الذي عقد اجتماعاً ثنائياً مع أوباما الاربعاء قبل عشاء جماعي قد هدد بالانسحاب من المحادثات اذا استؤنف البناء في الاراضي التي استولت عليها اسرائيل في حرب 1967.

ويجلس الجانبان الخميس وجهاً لوجه ليبدأ العمل بعد استقبال حافل في البيت الابيض الاربعاء.

وتستضيف وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون المحادثات في وزارة الخارجية ومن المقرر ان تفتحها ببيان.

كما من المقرر ان يقدم جورج ميتشل مبعوث السلام الاميركي للشرق الاوسط افادة صحفية بعد المحادثات ليشرح ما تحقق اذا تحقق شيء بالفعل.

وظل ميتشل طوال أشهر يقوم بمهام مكوكية بين الجانبين ليمهد الطريق امام انطلاق المفاوضات.

والقمة هي أدق مساعي أوباما الدبلوماسية بخصوص الشرق الاوسط لعدة أسباب ليس أقلها رغبته في التوصل الى اتفاق خلال عام.

وتحدث وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الأربعاء بلهجة تصالحية عن امكان اقتسام القدس وهي قضية في قلب الصراع المستمر منذ عقود.

وقال باراك لصحيفة هاارتس "القدس الغربية و12 حياً يهودياً يعيش فيها 200 ألف ساكن (اسرائيلي) ستكون لنا".

وأضاف قائلا "أما الاحياء العربية التي يعيش فيها زهاء ربع مليون فلسطيني فستكون لهم" في اشارة الى القدس الشرقية التي استولت عليها اسرائيل من الاردن اثناء حرب 1967 ثم ضمتها اليها في اجراء غير معترف به دولياً.

وفي كلمة القاها في وقت لاحق بدا ان نتنياهو خفف لهجته أيضاً حيث وصف عباس "بشريكي في السلام" وتعهد بالسعي الى نهاية للصراع "بشكل حاسم ونهائي".

لكن نتنياهو أكد أيضاً على مطالب اسرائيل بأن يتضمن أي اتفاق سلام ترتيبات أمن لضمان ألا تصبح دولة فلسطينية في المستقبل ـ والتي قال انها يجب ان تكون منزوعة السلاح ـ "جيباً للارهاب برعاية ايرانية".

وانعدام الثقة بدرجة كبيرة بين الجانبين هو احد اكبر العقبات التي ما زالت قائمة في طريق مسعى أوباما لتحقيق حل الدولتين الذي فشل في تحقيقه كثير ممن سبقوه.

وقال نتنياهو بينما كان يقف بجوار أوباما ان اسرائيل ستسعى الى اتفاق سلام "محوره الحاجة لوضع ترتيبات أمنية قادرة على منع مثل هذا النوع من الارهاب وغيره من التهديدات لامن اسرائيل".

وبذل معاونو أوباما جهوداً مكثفة من أجل التوصل الى حل وسط.

ولم يقدم نتنياهو الذي يرأس حكومة تهيمن عليها أحزاب مؤيدة للمستوطنين مثل حزبه الليكود أي رد نهائي بخصوص الموضوع.

لكن مكتبه ذكر أنه أبلغ وزيرة الخارجية الاميركية الثلاثاء أن موقف حكومته لم يتغير بخصوص انتهاء أمد وقف البناء.

وقال مسؤول اسرائيلي كبير يسافر مع نتنياهو تعقيبا على تصريحات باراك "القدس على طاولة المحادثات لكن موقف رئيس الوزراء هو أن القدس يجب أن تظل غير مقسمة".


 











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي