

صنعاء (الجمهورية اليمنية) ـ عمت البهجة الشارع اليمني مع ورود أنباء عن اتفاق الحكومة اليمنية ومتمردي الشمال على تعزيز هدنة هشة وبدء حوار سياسي لانهاء حرب أهلية تندلع بين حين واخر منذ عام 2004.
وقال كثيرون من سكان العاصمة صنعاء انهم يأملون ان يكون الاتفاق فاتحة خير.
وقال طالب يدعى أشرف الحكيم لتلفزيون "نعم احنا "نحن" متفائلين بخير وان شاء الله تخرج "اتفاقية الدوحة" بايجابيات كثيرة. وأنصح كل مواطن عاقل شريف بأن مصلحة البلد أهم حاجة".
وقال بائع متجول يدعى فرج عبد الله "ان شاء الله اذا هم يكونوا الطرفين.. الحزب الحاكم مع المتمردين.. يكونوا صادقين فان الحوار باذن الله ينجح".
ويمثل الاتفاق الذي وقعه مسؤولون يمنيون ومتمردون في قطر بعد أربعة أيام من المحادثات بارقة أمل لتحقيق استقرار أمني واقتصادي في البلاد.
وسيكون النجاح في تطبيق الاتفاق أيضا مبعث راحة للحكومة التي تجاهد للحد من حركة انفصالية جنوبية متصاعدة وتحارب جناحا متمردا تابعا لتنظيم القاعدة استهدف الحكومة على نحو متزايد في الشهور الأخيرة.
ويدعو الاتفاق الذي توسطت قطر في إبرامه يوم الخميس "26 أغسطس" الى "انهاء للحرب بشكل تام والبدء في حوار سياسي".
وتوصل الوفدان اليمنيان الى اتفاق من 22 بندا لارشادهما الى الوفاء بالتزاماتهما المنصوص عليها في اتفاق الهدنة الذي أبرم في فبراير شباط. وتعرضت الهدنة لانتهاكات من الطرفين.
ويرى سياسيون ومراقبون ان فرصة نجاح الحوار كبيرة فيما يبدو لأن الحكومة والمتمردين الحوثيين أنهكتهم الحرب التي دارت في محافظة صعدة وأسفرت عن مقتل وجرح الالاف من الطرفين.
وقال أحمد الصوفي رئيس المعهد اليمني لتنمية الديمقراطية لتلفزيون رويترز "أهم عامل في نجاح هذا الحوار ان الأطراف كلها منهكة ولا أحد يريد ان يعاود الصراع. ولكن لا نغفل هنا أن هناك أطراف متضررة بشكل مباشر من أي اتفاق سلام".
ويقول حسن زيد رئيس حزب الحق المعارض وهو أحد الاحزاب المقربة من الحوثيين ان بنود الاتفاق عبارة عن توضيح للنقاط الست التي وضعت للاتفاق على هدنة 11 فبراير الماضي لوقف اطلاق النار في صعدة.
وتوسطت قطر التي تسعى لتعزيز صورتها كصانع سلام عربي خليجي في المنطقة في اتفاق سلام في شمال اليمن عام 2008 قبل ان تنزلق المنطقة مجددا العام الماضي إلى حرب جرت اليها السعودية.
وقال حسن زيد "نحن نعتبر أي قضية يستطيع الحزب الحاكم ان ينجزها وان يحلها نحن سندعمه ونبارك له فيها ولن نعتبر انه يتفرد بهذه القضايا بل بالعكس. المهم ان تحل أو ان تخفف الاحتقانات وتهيئ الأجواء السياسية لتنافس انتخابي مبني على تكافؤ الفرص".
وشردت الحرب بين الحكومة اليمنية والمتمردين الشيعة الذين يشكون من تمييز ديني واقتصادي زهاء 350 ألف مدني منذ عام 2004. وعلى الرغم من الهدنة قتل العشرات في اشتباكات متفرقة في الشمال بين المتمردين وقبائل موالية للحكومة.
ومن النقاط الرئيسية في الاتفاق مطالبة المتمردين باعادة أسلحة الجيش اليمني المسروقة إلى الوسيط القطري على أن تطلق الحكومة سراح سجناء متمردين وهو مطلب رئيسي للمتمردين قبل بدء المحادثات.
ودعت نقاط أخرى إلى إزالة الألغام الأرضية في أنحاء المنطقة وضمان المرور الآمن من الجانبين مما يسمح للمشردين بالعودة إلى ديارهم والتخلي عن أي مدارس أو مبان حكومية أو منازل استولوا عليها.
ومثل الحكومة اليمنية في لجنة الاتفاق مع المتمردين الحوثيين بقطر مسؤولون أمنيون وعسكريون واستبعدت العناصر السياسية الأمر الذي اعتبره الحوثيون اعترافا بقوتهم وسيطرتهم على معظم مناطق محافظة صعدة.
ويواجه اليمن ضغطا متزايدا من السعودية والقوى الغربية لإنهاء الصراعات الداخلية والتركيز على تنظيم القاعدة الذي يخشى أن يستغل عدم الاستقرار في الدولة الواقعة في شبه الجزيرة العربية لشن هجمات في المنطقة وخارجها.
وأعلن جناح تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مسؤوليته عن محاولة تفجير طائرة ركاب كانت في طريقعا إلى الولايات المتحدة في ديسمبر كانون الاول كما نفذ هجمات على أهداف سعودية وبريطانية ويمنية.