فزغلياد: طائرة فرنسية الصنع أودت بحياة وزير داخلية أوكرانيا

2023-01-22

بعد حادث تحطم المروحية، أشارت العديد من التقارير إلى السمعة السيئة التي اكتسبتها

نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية تقريرا، كشفت خلاله بعض الحقائق المتعلقة بطائرة الهيلوكبتر من طراز "يوروكوبتر إي سي 225 سوبر بوما" التي تحطمت الأربعاء الماضي بالقرب من كييف، وأودت بحياة وزير الداخلية الأوكراني وآخرين.

وقالت الصحيفة، في تقريرها، إن بلدان الإتحاد الأوروبي لا تستخدم هذا النوع من الطائرات؛ بسبب عيوب على مستوى التصميم، على عكس كييف، التي اشترت سنة 2018 مجموعة من هذه الطائرات فرنسية الصنع.

وتضيف الصحيفة أن مروحية "يوروكوبتر إي سي 225 سوبر بوما" التابعة لدائرة الطوارئ في الحكومة الأوكرانية، والتي تحطمت الأربعاء الماضي في بروفاري بالقرب من كييف وكان على متنها وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي، تنتمي إلى مجموعة المروحيات التي اشتُريت من فرنسا سنة 2018.

وبعد حادث تحطم المروحية، أشارت العديد من التقارير إلى السمعة السيئة التي اكتسبتها "يوروكوبتر إيه أس 332 سوبر بوما"، لا سيما بعد ورود حالات عن انفصال دوار المروحية في أثناء التواجد في الجو، فضلا عن أوجه القصور على مستوى التصميم.

وقد نُشرت استنتاجات مماثلة توصل إليها الخبراء عام 2016 بعد تحطم مروحية في البحر قبالة سواحل إسكتلندا أودت بحياة 14 شخصا، وعلى خلفية تكرر هذا النوع من الحوادث، أكدت الشركة المصنعة للمروحيات "إيرباص هيليكوبترز" وجود مشاكل في علبة السرعة، معلنة عن اتخاذ إجراءات مؤقتة لاستبدال الأجزاء. وقبل خمس سنوات، رفعت العديد من البلدان حظر طيران كان مفروضًا على سوبر بوما بعد تأكيد المصنع قيامه بالإصلاحات الضرورية.

ونقلت الصحيفة عن أناتولي شاري، الصحفي والمدون الأوكراني المعارض، ما قاله على قناته على التلغرام من أن أوكرانيا اشترت هذه المروحيات غير الصالحة للاستخدام في إطار "اتفاقية إنشاء نظام موحد لأمن وحماية الطيران" وُقِّعت في أيار/ مايو من سنة 2018 في باريس بين حكومتي أوكرانيا وفرنسا. وبحسب أناتولي شاري، نص العقد على توريد 55 طائرة هليكوبتر بقيمة 555 مليون يورو، أي أن تكلفة كل طائرة جديدة تتراوح بين 21 مليونا و28 مليون يورو.

وأشارت الصحيفة إلى أن الشركة الكندية "سي آتش سي هيلوكوبتر" تخلت عن خدمات "إي سي 225 سوبر بوما" مباشرة عقب الحادثة التي وقعت في بحر الشمال سنة 2016، والتي عصفت بروح 13 شخصًا وإفادة شهود عيان بأنه قبل التحطم مباشرة، انفصل دوار المروحية عن جسمها.

وفي أثناء التحقيق، حددت وكالة سلامة الطيران الأوروبية مشكلة في دوار المروحية، وأصدرت توجيهاً بخصوصه. وبناء عليه، وفي تموز/ يوليو سنة 2016؛ توقف حوالي 80 بالمئة من أسطول "إي سي 225 سوبر بوما" المنتشر في العالم عن العمل. وبينما استأنف عدد من البلدان الرحلات الجوية على هذه المروحيات، رفع بعض المشغلين دعاوى قضائية ضد الشركة المصنعة، زاعمين أن المروحيات بيعت لهم في حالة سيئة، ولا تراعي معايير الجودة المطلوبة، وهي الخطوة التي قلصت في القيمة المحولة لهذه المروحيات لتناهز أربعة ملايين دولار فقط سنة 2017.

وأفادت الصحيفة بأنه بحسب أناتولي شاري من أجل شراء طائرات هليكوبتر الفرنسية سيئة السمعة، قدم الجانب الفرنسي لكييف قرضًا بقيمة 475 مليون يورو، بنسبة فائدة تساوي واحد بالمئة، حيث أثارت الصفقة المبرمة موجة من الانتقادات في صفوف الرأي العام والخبراء في أوكرانيا بالنظر إلى إصدار مصنع "موتور سيش" الأوكراني مروحية مدنية جديدة تحمل اسم "نادايا" قبل شهر من توقيع الاتفاقية الأوكرانية الفرنسية.

وتنقل الصحيفة عن خبير الأسلحة الروسي "سيرجي دينيسينتسيف": "في الحوادث السابقة، تعلقت المشكل بعلبة السرعة، وربما يعود أحد أسباب توريد هذه المروحيات لأوكرانيا إلى مشكلات فنية، وتخلي عدد من الدول عن استخدام هذه المروحيات".

وفيما يتعلق بمخطط بيع طائرات الهليكوبتر إلى كييف، يرى دينيسينتسيف أن إسناد قرض لشراء الطائرات أو تأجيرها ممارسة دولية مألوفة لا تشير إلى وجود فساد.

من جانبه، يشير مؤرخ الطيران فاديم ميخيف إلى أنه منذ 10 سنوات ظهرت شكوك حول مدى موثوقية "إي سي 225 سوبر بوما"، قائلا: "تحتوي هذه المروحيات على علبة سرعة تنفك بسبب الحمولة الزائدة. وقد تم تحديث المروحية، ليصبح وزنها 11 طنا بعد ما كان  6.5 أطنان".

وبحسب ميخيف، فبعد سقوط هذا النوع من المروحية سنة 2016 فرضت قيود تلزم بتفكيك المروحية بعد كل 100 ساعة من الطيران. وبسبب التكاليف الباهظة لذلك، تخلت جميع الشركات الأجنبية عن استخدام هذا النوع من المروحيات.

وفي نهاية التقرير، نوهت الصحيفة إلى أنه على عكس البلدان الأفريقية وأوكرانيا لا تستطيع فرنسا بيع هذا النوع من المروحيات إلى بلجيكا باعتبارها عضوُا في حلف الناتو من أجل حفظ ماء وجهها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي