
ترى صحيفة "التايمز" البريطانية أن الرئيس البرازيلي السابق، جايير بولسونارو، قد يعيد التفكير بشأن عودته من أميركا على خلفية قيام الآلاف من أنصاره بتخريب المحكمة العليا والكونغرس والقصر الرئاسي مطلع الأسبوع الماضي.
وكانت المحكمة العليا في البرازيل قد وافقت، يوم الجمعة، على فتح تحقيق مع بولسونارو (67 عاما) بشأن ما تردد عن دوره في تشجيع الاحتجاجات المناهضة للديمقراطية والتي انتهت باقتحام أنصاره المباني الحكومية في العاصمة برازيليا.
وقال القاضي ألكسندر دي مورايس، الذي وافق على طلب ممثلي الإدعاء ببدء التحقيق إن "الشخصيات العامة التي تواصل التآمر الخسيس ضد ديمقراطية تحاول ترسيخ حالة استثنائية سيتم محاسبتها".
وقال مكتب المدعي العام الأعلى في بيان إن بولسونارو، سيخضع للتحقيق من قبل المدعين بسبب ما تردد عن "التحريض والتأليف الفكري للأعمال المناهضة للديمقراطية التي أدت إلى التخريب والعنف في برازيليا يوم الأحد الماضي".
وكانت المحكمة العليا قد أمرت بالفعل باعتقال وزير العدل السابق أندرسون توريس بسبب السماح بوقوع الاحتجاجات في العاصمة البرازيلية بعد أن تولى مسؤولية الأمن العام في برازيليا.
وبعد أن خسر الانتخابات البرازيلية في أكتوبر أمام الرئيس الحالي، لولا دا سيلفا، غادر بولسونارو البرازيل متوجها إلى الولايات المتحدة عشية نهاية فترة ولايته لتجنب تسليم الوشاح الرئاسي لمنافسه اليساري عند تنصيبه.
وقال توريس، الموجود مثل بولسونارو في فلوريدا، إنه يعتزم العودة إلى البرازيل لتسليم نفسه، في حين أعلن بولسونارو على وسائل التواصل الاجتماعي أنه سيمضي قدما في عودته إلى بلاده.
وفي سياق متصل، أعلن مسؤول بالحزب الليبرالي اليميني الذي ينتمي إليه بولسونارو لرويترز أن الحزب قرر تعزيز فريقه من المحامين استعدادا للدفاع عن الرئيس السابق.
من جانب آخر، أوضح السيناتور ماركوس دو فال، وهو مؤيد سابق لبولسونارو وخبير في الأمن العام أن المقتحمين قد حصلوا على مساعدة من قبل عناصر في أجهزة الأمن المختصة للدخول إلى المباني العامة.
وقال دوفال الذي سبق وأن عمل مدربا لقوات التدخل السريع في الشرطة إن المجموعات التي اقتحمت الكونغرس كان لديها معرفة تفصيلية بالمخطط الداخلي للمبنى، إذ أنها سارعت إلى تحديد موقع طفايات الحريق واستخدامها للتخفيف من تأثير الغاز المسيل للدموع.
وأضاف في تصريحات لصحيفة "التايمز": "أعتقد أن المعلومات وطرق التعامل مع الغاز المسيل للدموع قد جرى الحصول عليها من أشخاص كان يخدمون في قوات الشرطة أو الجيش".
وكان اللافت في المقتحمين أن معظمهم قد تجاوز الأربعين، ومن بينهم دونا فاطمة، 67 عامًا، التي ظهرت في مقطع مصور، وهي تتفاخر بأنها "كسرت كل شيء" داخل المباني الحكومية
وكانت الشرطة البرازيلية قد بدأت يوم الثلاثاء استجواب نحو ألف من المحتجين المحتجزين في صالة ألعاب رياضية مكتظة في العاصمة حيث ناموا على الأرض، وشكا البعض من أنهم محتجزون إلى أجل غير مسمى دون وجود ما يكفيهم من الطعام.
وأظهر مقطع مصور نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي المحتجزين وهم يغنون ويلتقطون صورا لأنفسهم بهواتفهم.
وقال دو فال، الذي استنكر أعمال الشغب في برازيليا باعتبارها خطأ فادحا لليمين السياسي، للصحفيين أمام صالة الألعاب الرياضية إن العديد من المحتجزين "يدفعون ثمن وجودهم في المكان الخطأ في الوقت الخطأ".
ويوجد نحو 200 متظاهر آخرين رهن الاعتقال وينتظرون توجيه اتهامات لهم لدورهم في أحداث الثامن من يناير، والتي أدت إلى تخريب بعض من أكثر المباني شهرة في العاصمة في أسوأ هجوم على الديمقراطية البرازيلية منذ عقود.
تجدر الإشارة إلى أن بولسونارو، وهو ضابط سابق في الجيش، كان قد قال في العام الماضي إن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة لمستقبله القريب، وهي "الاعتقال أو القتل أو الفوز (في الانتخابات الرئاسية)".
وفي ذلك الوقت، خلص الرئيس السابق إلى أن "الاعتقال" هو أقل الاحتمالات الممكنة، بيد أنه، وبحسب صحيفة التايمز، قد يعيد التفكير في ذلك بينما لا يزال متواجدا في ولاية فلوريدا.