سلطات بنغلادش تعتقل اثنين من قادة أكبر حزب معارض عشية تظاهرات احتجاج

جاكرتا: اعتقلت الشرطة اثنين من قادة أكبر حزب معارض في بنغلادش من منزليهما في الساعات الأولى من صباح الجمعة 9ديسمبر2022، عشية تجمع يجري الاستعداد له للمطالبة باستقالة رئيسة الحكومة الشيخ حسينة واجد.

وكانت تظاهرات جرت بسبب انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار الوقود في جميع أنحاء البلاد في الأشهر الأخيرة، مطالبة بتنحي رئيسة الوزراء وإجراء انتخابات جديدة بإدارة حكومة لتصريف الأعمال.

وجاء اعتقال أهم قياديين في الحزب الوطني لبنغلادش الجمعة بعد يومين من إطلاق قوات الأمن في العاصمة دكا الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع على حشد من آلاف من أنصار الحزب الذين كانوا يستعدون لتظاهرة العاشر من كانون الأول/ديسمبر مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة عشرات آخرين بجروح.

وعبرت الحكومات الغربية والأمم المتحدة عن مخاوفها بشأن المناخ السياسي في بنغلادش التي تعد من أسرع الاقتصادات نموا في آسيا.

وكانت البلاد متحالفة منذ فترة طويلة مع الولايات المتحدة. لكن في السنوات الأخيرة، عززت الشيخة حسينة العلاقات مع الصين التي مولت عددا من مشاريع البنية التحتية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.

وقال ظاهر الدين سوابان المتحدث باسم الحزب، لوكالة فرانس برس إن ميرزا فخر الإسلام الامجير الأمين العام للحزب الوطني، حزب المعارضة الرئيسي في البلاد، وميرزا عباس الوزير السابق والعضو في الهيئة التنفيذية للحزب، اوقفا في منزليهما حوالي الساعة الثالثة الجمعة (19,00 ت غ الخميس).

وأضافا أنهما أوقفا من قبل "رجال شرطة في لملابس مدنية"، مؤكدا أن "ألامجير يعرف هوياتهم وقالوا له إنهم سيقومون باقتياده بأوامر من القيادة العليا".

وتابع الناطق أن الحزب لا يعرف إلى أين تم نقل الرجلين.

وذكرت الشرطة أن القياديين محتجزان في "مجمع دي بي" أي فرع التحقيقات في الشرطة. وقال قائد الفرع هارون الرشيد لصحافيين إنه "يجري استجوابهما".

وتصاعد التوتر في العاصمة قبيل تظاهرة السبت التي قال الحزب الوطني إنها ستجذب مئات الآلاف من المؤيدين من جميع أنحاء البلاد.

وأكدت الشرطة أنها لن تسمح بتظاهرة أمام مكتب الحزب الذي وصفته بأنه "مسرح جريمة" بعدما أعلنت أنها عثرت على زجاجات حارقة في الموقع.

- "رسالة مروعة" -

وذكرت وسائل إعلام محلية أن نقاط تفتيش أقيمت على الطرق المؤدية إلى المدينة لمنع ناشطي المعارضة من القدوم من المناطق الريفية للانضمام إلى حركة الاحتجاج.

 لكن ألامجير تحدى المنع مؤكدا في مؤتمر صحافي الخميس أن الحزب يعتزم المضي قدما في تنظيم التظاهرة.

وقال ظاهر الدين سوابان إن الشرطة اعتقلت "نحو ألفين" من ناشطي الحزب وأنصاره في محاولة لتعطيل التجمع السبت.

وكان الحزب الوطني أطيح في آخر دورتي انتخابات يقول مراقبون مستقلون إن نتائجهما شهدت تزويرا كبيرا من  جانب حكومة الشيخة حسينة واجد.

ودعت سفارات 15 بلدا في بنغلادش بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان، ليل الثلاثاء الأربعاء الحكومة إلى احترام حرية التعبير والتجمع السلمي والعمليات الانتخابية الحرة.

وأصدرت الأمم المتحدة بيانا مماثلا في اليوم التالي.

وفي تعليق على أعمال العنف الأربعاء، أكد ياميني ميشرا من منظمة العفو الدولية أن الحادث كشف أن السلطات "لا تولي اهتمامًا كبيرًا لقدسية الحياة البشرية وتوجه رسالة مروعة مفادها أن الذين يجرؤون على ممارسة حقوقهم الإنسانية سيواجهون عواقب وخيمة".