باحثون يرون في قطعة نقود إثباتاً على أن الضابط الروماني سبونسيانوس كان امبراطوراً

ا ف ب - الأمة برس
2022-11-25

صورة وفرتها جامعة غلاسكو في 24 تشرين الثاني/نوفمبر للقطعة النقدية الذهبية التي تحمل رسم سبونسيانوس (ا ف ب)

كان يُعتقد طويلاً أن عملات معدنية تحمل رسم "إمبراطور" غامض من القرن الثالث مزوّرة، لكن دراسة بريطانية أكدت صحتها ووجود الامبراطور المعروف باسم سبونسيانوس والذي يرجّح أنه كان قائدأً للجيش في المقاطعة الرومانية المطابقة لرومانيا الحالية.

وتولى باحثون من جامعة "يونيفيرسيتي كوليدج" اللندنية نشروا دراستهم أخيراً في المجلة العلمية على الإنترنت "بلوس وان" تحليل  قطعة من كنز عُثر عليه عام 1713 في ترانسيلفانيا، محفوظة في جامعة غلاسكو.

وكان الباحثون السابقون يعتقدون أن هذه النقود لا تعدو كونها تقليداً "بربرياً" للعملات المعدنية الرومانية التي كانت تُسكّ باستمرار خارج حدود الإمبراطورية. وبالتالي كان يُعتقد أن سبونسيانوس  كان مجرّد قائد محلي حاول اغتصاب السلطة لمرحلة قصيرة، ربما سعى إلى الوصول إلى السلطة خلال الحروب الأهلية بين 248 و 249.

لكنّ خبير العملات الفرنسي هنري كوهين قلّل عام 1868 من أهمية هذه العملات المعدنية معتبراً أنها "صُنعت بشكل سيئ جداً (...) مثير للسخرية". 

غير إن دراسة الباحثين البريطانيين الجديدة نقضت هذه النظرية، إذ اعتبرت أن هذه القطع النقدية "ليست بربرية ولا مزيفة".

- "أُخرِج من الظلمة"- 

من خلال فحص القطعة الذهبية التي بحوزتهم ومقارنتها مع غيرها من النقود المؤكدة صحتُها، خلص الباحثون إلى أن آثار تدهور حال القطعة يبيّن أنها كانت متداولة بكثافة. أما آثار المعادن عليها فتُظهر أنها كانت ربما مدفونة في الأرض لمدة طويلة قبل أن تتعرض للهواء.

وكتب باحثو جامعة "يونيفيرسيتي كوليدج" أن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في "ضرورة إعادة الاعتبار إلى سبونسيانوس كشخصية تاريخية". واضافوا "لا يمكننا معرفة أي شيء عنه على وجه اليقين، لكنّ القطع نفسها" ، بالإضافة إلى كونها عائدة إلى القرن الثامن عشر، "توفر مؤشرات إلى موقعها المحتمل في التاريخ".

وشرح الباحثون أن سبونسيانوس "لم يسيطر يوماً بمشغل لسكّ النقود الرسمية" و"بالتأكيد لم يحكم في روما إطلاقاً"، لكنهم يعتقدون أن عملاته المعدنية كانت تستخدم لدفع رواتب عسكريين ذوي رتب عالية ومسؤولين، وكان كل منهم يحصل على الذهب والفضة بوزن معين، وكان تم إبدالها بسعر مرتفع بالعملات الإمبراطورية التقليدية التي كانت متداولة اصلاً في المقاطعة قبل فترة الأزمة.

 وقال المعدّ الرئيسي للدراسة البروفيسور بول ن. بيرسون إن "التحليل العلمي لهذه القطع النادرة جداً يُخرج الإمبراطور سبونسيانوس من الظلمة". وأوضح أن "الدراسة تشير إلى أنه حكم منطقة داسيا في الإمبراطورية الرومانية، وهي نقطة أمامية معزولة لمناجم الذهب، في وقت كانت الحرب الأهلية تعصف بالإمبراطورية وكانت الحدود عرضة لأعمال النهب والغزوات". 

وعُزلَت داسيا المطابقة لرومانيا الحالية عن بقية أرجاء الإمبراطورية قرابة عام 260. ويُرجّح تالياً أن سبونسيانوس  الذي كان ضابطاً في الجيش اضطر إلى تولي القيادة العليا خلال مرحلة الاضطرابات هذه.

وتوجد إحدى قطع سبونسيانوس الأربع في متحف بروكينثال في سيبيو برومانيا. ورأى مديره الموقت الكسندرو كونستانتين شيتوتا أن من شأن اعتماد الأوساط العلمية نتائج هذه الدراسة أن يضيف "شخصية تاريخية مهمة إلى التاريخ".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي