غواناخواتو.. ولاية مكسيكية حيث عنف العصابات أقوى من الازدهار

أ ف ب-الامة برس
2022-11-21

امرأةفي مجموعة "حتى إيجادك" تبحث في مقبرة جماعية سرية في ولاية غواناخواتو - وسط شمال المكسيك - في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، على أمل العثور على رفات قريب مفقود (ا ف ب) 

على وقع تصفيق الحضور في مهرجان دولي للفنون، تنهمك بيبيانا ميندوزا في نبش رفات بشرية من مقبرة سرية في هذه المنطقة المكسيكية التي يلتقي فيها الازدهار والثقافة بأعمال العنف التي تمارسها العصابات وكارتيلات المخدرات.

تروي بابيانا ميندوزا مؤسِّسة مجموعة "حتى إيجادك" (Hasta encontarte)، المؤلّفة من نساء يبحثن عن أقربائهن المفقودين، أنه "بينما كان الناس يصفّقون لسيرفانتينو (ملتقى سنوي للفنون المسرحية في العاصمة غواناخواتو)، كنّا نُخرج الجثث".

تمّ العثور أخيراً على 300  ضحية لحروب تهريب المخدرات في ولاية غواناخواتو، وهي منطقة صناعية تستضيف عمالقة عالميين في صناعة السيارات (مازدا وتويوتا وهوندا وجنرال موتورز).

في هذه المنطقة الواقعة في وسط شمال البلاد، تبحث الشابة البالغة 32 عاماً عن شقيقها الذي لم تسمع عنه شيئاً منذ العام 2018.

وجّهت بيبيانا بحثها اليائس إلى منطقة إرابواتو، عندما أفاد سكّان بأنّهم شاهدوا كلباً يتجوّل حاملاً عضواً بشرياً - يداً أو ساقاً، حسب الروايات - بين أنيابه.

وأدى اتّباع مسار الكلب إلى العثور على مقبرة جماعية في نهاية تشرين الأول/أكتوبر، حيث عثرت السلطات على رفات بشري في 53 حقيبة بلاستيكية مغلقة.

باتت غواناخواتو (6,1 ملايين نسمة) في مقدم الولايات الأكثر عنفاً في المكسيك في العام 2022، اذ شهدت 2424 جريمة قتل بين كانون الثاني/يناير وأيلول/سبتمبر.

في تصنيف آخر، وُصفت سان ميغيل دي ألاندي وهي مدينة أخرى في المنطقة، في العام 2021، بأنّها أجمل مدينة في العالم من قبل المجلّة الأميركية "ترافل + ليجور" (Travel + Leisure)، وذلك بسبب "التزاوج بين العمارة القوطية الجديدة والإسبانية الاستعمارية".

- عنف متواصل -

مع ذلك، تسعى الحكومة المحلية إلى الترويج لـ"السياحة الرومنسية" (لشهر العسل) في هذه المنطقة، حيث قُتل تسعة أشخاص في حانة بالقرب من إيرابواتو في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر.

وشهدت غواناخواتو خمس مجازر مماثلة في الأشهر الخمسة الماضية، أودت بخمسين شخصاً.

كما لو كان في دولة أخرى، يقوم مصنع مازدا في سالامانكا - الأكبر في العالم خارج اليابان - بإنتاج 815 سيارة يومياً، يتم تصدير بعضها.

يفخر جايمي كونتريراس المدير في مصنع مازدا بالقول "لدينا مجمّعات صناعية... والقوة العاملة، ومنشآت النقل والاتصالات التي توفّرها الحكومات المحلية".

من جهته، يقول هيكتور رودريغيز المسؤول المحلّي لنقابة أصحاب العمل "كوبارمكس" في هذه الولاية التي تمثّل 4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي "لم نسمع بإلغاء الاستثمارات أو اقتطاعها بسبب انعدام الأمن".

- سلطات عفا عليها الزمن -

في هذه المنطقة المتناقِضة، تعدّ الجريمة نتيجة للحرب بين كارتيلات خاليسكو نويفا جينيراثيون (الأقوى في المكسيك) وسانتا روزا دي ليما، التي بدأت أنشطتها بسرقة الوقود.

تقع ولاية غواناخواتو على طريق استراتيجي "لنقل المخدرات، وللاتصال بالحدود (مع الولايات المتحدة) وموانئ المحيط الهادئ"، وفق المتخصّص الأمني ديفيد سوسيدو.

ويقول إنّ "المنطقة جزء من طرق الفنتانيل (الأفيون الاصطناعي) والكوكايين".

تموّل الكارتيلات نفسها جزئياً من بيع المخدرات محلياً، وهو ما يفسّر جزئياً الهجمات على الحانات: كلّ عصابة تراقب مساحاتها التجارية وحصّتها في السوق في مواجهة أيّ محاولة اقتحام من قبل عصابة منافسة.

وتؤكد صوفيا هويت المسؤولة الأمنية في غواناخواتو أنّ تسع جرائم قتل من أصل 10 "مرتبطة بالاتجار بالمخدرات".

وتضيف أنّ الحكومة المحلية تفيد عن بعض الاعتقالات، لكنّها غير كافية إذا لم تهاجم السلطات الفدرالية البنى الإجرامية.

تشعر بيبيانا، المنهكة بسبب بحثها غير المثمر، بالغضب. وتقول "أكره أن أسمع الحاكم يقول إنّه سيجعل غواناخواتو مكاناً أكثر أماناً. أكره أن أسمع الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور يقول إنّه ليس مسؤولاً عمّا يحدث، وإنه يفعل الأشياء الصحيحة".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي