

لندن- وصف رئيس فريق المفتشين الدوليين السابق في العراق هانز بليكس الحجج التي استخدمتها الولايات المتحدة لتبرير غزو العراق عام 2003 بالسخيفة، وعارض الأرضية التي استخدمتها الحكومة البريطانية السابقة لتبرير الغزو.
ونسبت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى بليكس قوله لدى تقديم شهادته الثلاثاء أمام لجنة التحقيق البريطانية في حرب العراق إن اعلان ادارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أنها دعمت سلطة الأمم المتحدة حين عارضت الكثير من القوى الرئيسية الحرب "يتحدى الفطرة السليمة".
وعارض بليكس، الذي ترأس لجنة الرصد والتحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة "أنموفيك" في العراق من 1999 وحتى 2003، الأرضية القانونية التي استخدمتها الحكومة البريطانية السابقة برئاسة طوني بلير لتبرير مشاركة بريطانيا في غزو العراق دون موافقة الأمم المتحدة، مشدداً على "أن الحصول على المزيد من دعم الأمم المتحدة لا غنى عنه".
وقال بليكس في معرض رده على اسئلة لجنة التحقيق في حرب العراق إن لجنته "كانت تبحث عن مدافع من دخان لكنها لم تعثر على شيء واكتشفت مواد محظورة مثل صواريخ أبعد من المدى المسموح به ومحركات صواريخ ووثائق مخبأة لم يُعلن عنها، لكنها كانت مجرد شظايا ولم يكن هناك أي دليل على أسلحة الدمار الشامل".
وأضاف رغم أن العراق لم يمتثل في ظل نظامه السابق لالتزاماته المتعلقة بنزع السلاح "إلا أنه كان من الصعب للغاية بالنسبة له أن يُعلن عن أية أسلحة لم يكن يمتلك أياً منها".
وانتقد الرئيس السابق للجنة "أنموفيك" عملية صنع القرار التي ادت إلى الحرب، قائلاً "إن قرارات الأمم المتحدة حول العراق لا تحتوي على التفويض المطلوب وعلى النقيض من الحجة التي عرضتها حكومة المملكة المتحدة، واتفق مع فرنسا وروسيا بأن هناك حاجة للحصول على تفويض اضافي من الأمم المتحدة للقيام بعمل عسكري".
ووصف بليكس ادعاء الولايات المتحدة أن المجتمع الدولي سيصبح عرضة للخطر ما لم يتم اتخاذ اجراء عسكري ضد النظام السابق في العراق ب"الخاطئ" ، وقال إنها "كانت تدعم بقوة فكرة القيام بعمل عسكري وقائي كحل للأزمات الدولية وأن بامكانها الافلات من العواقب بسبب وجود رغبة للقيام بمثل هذا الاجراء".
واضاف أن العراق "دمّر من جانب واحدة أسلحته للدمار الشامل بعد حرب الخليج عام 1991 وقبل أن يتم اخضاعه للتفتيش الدولي.. وبدأ يشكك بدقة المعلومات الاستخباراتية الأمريكية حول العراق في اعقاب المزاعم في أواخر العام 2002 بأنه اشترى كمية من اليورانيوم الخام من النيجر".
وكان بليكس اتهم بريطانيا والولايات المتحدة بعد انتهاء حرب العراق بـ "المبالغة في تفسير المعلومات الاستخباراتية بشأن أسلحة الدمار الشامل لتبرير قضية الحرب".
واقتربت لجنة التحقيق في حرب العراق برئاسة جون تشيلكوت من اكمال جلسات استماعها العلنية، ومن المتوقع أن تصدر تقريراً حول نتائج التحقيق بنهاية العام الحالي.