

عمان - أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الإثنين 26-7-2010 في العاصمة عمان أنه على استعداد لمفاوضات مباشرة مع إسرائيل بعد الاتفاق على مرجعية واضحة ومحددة للتفاوض، في وقت اتهمت فيه إسرائيل الفلسطينيين بالتهرب من المفاوضات المباشرة.
وقال عباس للصحافيين عقب لقائه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمان، نحن مستعدون للمفاوضات وسبق أن فاوضنا الحكومات الإسرائيلية بشكل مباشر أكثر من مرة، لماذا لا نريد المفاوضات؟. نحن لا نتهرب منها.
وحض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين الفلسطينيين على الدخول من دون تأخير في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، متحدثا أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكنيست.
واتهم نتنياهو السلطة الفلسطينية برئاسة عباس بأنها تريد التهرب من المفاوضات المباشرة.
وأضاف عباس في عمان: قلنا انه لا بد من المفاوضات المباشرة بمرجعية واضحة ومحددة هي حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. وتحدثنا عن هذه المرجعية بكلمتين، حدود عام 1967 ووقف الاستيطان، وعندها تكون المفاوضات المباشرة ممكنة وممكنة جدا.
وأكد عباس أن اجتماع الاثنين مع الملك عبد الله الثاني يأتي في اطار التنسيق المشترك قبل اجتماع للجنة المتابعة العربية بخصوص تقييم المفاوضات مع إسرائيل.
ووفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي الأردني، أكد عباس والملك عبد الله الثاني خلال اللقاء ضرورة التحرك بشكل فاعل لإيجاد ظروف تسمح بالانتقال لمفاوضات مباشرة وفق مرجعيات تضمن انتهاء تلك المفاوضات بقيام دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وحض الجانبان إسرائيل على وقف جميع الإجراءات الأحادية التي تستهدف تغيير الحقائق على الأرض خصوصا بناء المستوطنات وهدم البيوت ومحاولات تفريغ القدس من سكانها العرب المسلمين والمسيحيين.
وتجتمع لجنة المتابعة العربية الخميس المقبل في القاهرة بحضور عباس الذي سيطلع أعضاء اللجنة على ما وصلت اليه المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل والتي بدأت في ايار/ مايو برعاية أمريكية.
وتطالب السلطة الفلسطينية بضمانات لوقف الاستيطان في القدس الشرقية المحتلة وفي مسالتي الحدود والامن قبل أن تباشر مفاوضات مباشرة.
وأعلن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى تأييده لموقف السلطة الفلسطينية بعد اجتماعه في القاهرة في 18 تموز/ يوليو مع الموفد الأمريكي جورج ميتشل مشترطا الحصول على ضمانات مكتوبة قبل هذه المفاوضات.
وتوقفت المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في نهاية 2008.
ومن المقرر أن يلتقي عباس وزير الخارجية الإسباني ميغيل انخيل موراتينوس الثلاثاء في عمان قبل توجهه إلى القاهرة.
ومن جهة أخرى ذكرت تقارير إسرائيلية مؤخرا أن إسرائيل والإدارة الأمريكية تنتظر اجتماع وزراء خارجية الدول العربية الأسبوع المقبل وما إذا كان هذا الاجتماع سيؤيد انتقال المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين إلى مفاوضات مباشرة.
وفي هذا السيا، استبعد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن يتم خلال اجتماع لجنة متابعة المبادرة العربية الخميس المقبل في القاهرة الخروج بمواقف تدعو إلى مفاوضات مباشرة مع الإسرائيليين بالرغم من الضغوط الأمريكية المكثفة على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأشار إلى انه سيتم تقييم المحادثات غير المباشرة في سبتمبر/ أيلول المقبل.
وقال عريقات في تصريح نشرته صحيفة (الوطن) الاثنين إن المطلوب من اللجنة ليس تقييم المحادثات غير المباشرة وإنما إعطاء فرصة حتى انتهاء فترة الأشهر الأربعة التي حددت لهذه المحادثات في الثامن من سبتمبر المقبل حتى تأتي الإدارة الأمريكية بمرجعية واضحة تكون نقطة ارتكازها مبدأ الدولتين على حدود 1967 مع تبادل أراض متفق عليها، والوقف الكامل للاستيطان بما في ذلك القدس.
وأشار إلى أن عباس سيضع اللجنة في التفاصيل الكاملة للمحادثات التقريبية التي جرت حتى الآن وما دار فيها من خلال المبعوث الأمريكي السيناتور جورج ميتشل وما تم تقديمه فلسطينيا إلى المبعوث الأمريكي وما تم طلبه منه.
وقال عريقات إن للمحادثات التقريبية سقفا زمنيا حتى الثامن من سبتمبر/ أيلول المقبل وهو موعد انتهاء فترة الأربعة أشهر التي تم تحديدها للمحادثات التقريبية ويجب ألا يتم التقييم الآن وإنما أن نعطي فرصة لأن تأتي الإدارة الأمريكية بمرجعية للعملية ووقف كامل للاستيطان بما في ذلك في القدس، كما طلبنا من الإدارة الأمريكية، حتى الثامن من سبتمبر القادم ومن ثم أن يصار إلى عقد جلسة للجنة المتابعة العربية في سبتمبر القادم بمقتضاها يتم اتخاذ القرار بشأن الخطوات القادمة بما فيها التوجه إلى مجلس الأمن في حال لم تنجح المفاوضات التقريبية.