تقرير: مقترحات لإنهاء الحرب في أوكرانيا.. وتوقعات احتمال قبولها في حالة جمود الوضع

د ب أ- الأمة برس
2022-11-04

أوضح كاتز أن موسكو لن تقبل طواعية أن تسلم للمحاكمة أفرادا من قواتها المسلحة أو الشركات العسكرية الخاصة الذين ارتكبوا فظائع أو انتهاكات لحقوق الانسان في أوكرانيا (ا ف ب)

واشنطن: يرى الكاتب الأمريكي الدكتور مارك ن. كاتز أنه في ظل الأداء السيء للقوات الروسية في أوكرانيا، ليس من الغريب أن يتحدث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مؤخرا عن كيف أن موسكو" على استعداد" للتفاوض بشأن وضع نهاية للحرب. وأوضح لافروف أنه مع ذلك هناك شرطان لروسيا بالنسبة للتوصل لاتفاق.

ويقول كاتز أستاذ علم الحكم والسياسة بجامعة جورج ماسون الأمريكية في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية إنه كما ذكرت مجلة نيوزويك، فإن أحد شروط لافروف للتفاوض مع الغرب هو أن "يراعي تماما مصالح الاتحاد الروسي وأمنه". والشرط الثاني هو أنه يتعين على الغرب" أن يقدم بعض المسارات الجادة التي تساعد على نزع فتيل التوترات".

وأوضح كاتز أن الشرط الأول من هذين الشرطين يعد مطلبا روسيا بأن يقبل الغرب( وخاصة الولايات المتحدة) على الأقل بعض مطالب موسكو بالنسبة للأراضي في أوكرانيا وكذلك عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي( ناتو). أما الشرط الثاني فإنه يبدو أنه مطلب بأن تطرح الولايات المتحدة وغيرها من الحكومات الغربية آلية للضغط على أوكرانيا لقبول أي اتفاق بين روسيا والغرب ينهي الحرب.

وليس من الغريب أنه ليس لدى الولايات المتحدة أو الحكومة الأوكرانية استعداد لقبول عرض لافروف. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد حدد في وقت سابق شروطه للتفاوض للتوصل لتسوية، وتشمل معاقبة روسيا من خلال فرض المزيد من العقوبات، وإنهاء دورها كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، وتوفير ضمانات أمنية دولية لأوكرانيا. ومن المؤكد عدم احتمال قبول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي من هذه الشروط.

وقال كاتز، الزميل البارز غير المقيم بالمجلس الأطلسي، إنه من الواضح أنه ما زالت الهوة بين روسيا وأوكرانيا شاسعة فيما يتعلق بالشروط التي يمكن أن يقبلها الطرفان لإنهاء حربهما. بالإضافة إلى ذلك، أوضحت إدارة بايدن أنه يتعين أن تكون أي تسوية مقبولة من جانب الحكومة الأوكرانية؛ ولن تساعد الولايات المتحدة موسكو بالإصرار على قبول كييف لشروط لا تروق لها.

إذن، ما هي الشروط الواقعية التي يمكن التوصل إليها لإنهاء الحرب؟ يقول كاتز إنه رغم أن الأمر قد يكون بغيضا للأطراف المعنية، إذا لم يستطع أي منهما هزيمة الآخر، فإنه لن يمكن التوصل لتسوية عن طريق التفاوض إلا إذا قدم الطرفان بعض التنازلات.

ويرى كاتز أنه لتحقيق ذلك، يمكن للغرب، في مقابل انسحاب روسيا من كل الأراضي الأوكرانية التي احتلتها منذ 24 شباط/فيراير الماضي، ووقف عملياتها العسكرية ضد أوكرانيا، إلغاء كل العقوبات الاقتصادية التي فرضها على روسيا منذ لك الوقت. ومن المؤكد أن أوكرانيا سوف تستفيد من هذا ويمكن أن تستأنف روسيا صادراتها النفطية للدول الغربية المستعدة لشراء احتياجاتها من الطاقة.

وأضاف كاتز أنه في مقابل انسحاب روسيا من جميع الأراضي الأوكرانية التي احتلتها في الفترة ما بين عام 2014 وشباط/فبراير 2022( شبه جزيرة القرم ومنطقتي دونيتسك ولوهانسك)، يقوم الغرب بإلغاء كل العقوبات الاقتصادية التي فرضها على روسيا بسبب عمليات الاحتلال السابقة.( وحتى في حالة قبول بوتين العودة إلى وضع ما قبل غزو 2022 وهو أمر غير مرجح، فإنه ليس من المحتمل أن يوافق على وضع ما قبل 2014. ولكن قد توافق على ذلك حكومة روسية في المستقبل).

ويضيف كاتز إنه لكي توافق أوكرانيا على عدم السعي للانضمام إلى عضوية الناتو كما تصر روسيا، سوف يتعين على روسيا تقديم بعض التنازلات الباعثة على الطمأنينة لاقناع كييف بعدم الإقدام على ذلك. وقد تشمل هذه التنازلات:1- انسحاب القوات الروسية مسافة 250 كيلومترا بعيدا عن الحدود الروسية الأوكرانية، 2- انسحاب كل القوات الروسية من بيلاروس)؛3- انسحاب كل القوات الروسية من ترانسنيستريا ( المنطقة الانفصالية من مولدوفا والتي تدعمها روسيا وتقع غرب أوكرانيا)؛ و4- إنهاء الحصار البحري الروسي للموانىء الأوكرانية.

وأشار كاتز إلى أنه يتعين الاتفاق على عدم سعي أوكرانيا للانضمام لعضوية الناتو طالما لم تفعل روسيا نفسها ذلك. ورغم أنه ليس من المحتمل أن تسعى روسيا لعضوية الناتو طالما ظل بوتين في السلطة، قد تسعى إلى ذلك أي حكومة بعد بوتين تشعر بالخوف من الصين الأكثر قوة دائما.

وأوضح كاتز أن موسكو لن تقبل طواعية أن تسلم للمحاكمة أفرادا من قواتها المسلحة أو الشركات العسكرية الخاصة الذين ارتكبوا فظائع أو انتهاكات لحقوق الانسان في أوكرانيا. ومع ذلك ، يمكن لأوكرانيا وغيرها من الحكومات الغربية إجراء محاكمات غيابية لمرتكبي هذه الجرائم، الذين يمكن أن تحدد هوياتهم الصور التي تم التقاطها بكاميرات الهواتف المحمولة. وعلى أية حال، من الممكن أن تجعل هذه المحاكمات من المستحيل علىهم السفر خارج روسيا خشية القاء القبض عليهم.

واختتم كاتز تقريره بالقول إن كثيرين في الغرب- وخاصة في أوكرانيا- سوف يعترضون على هذه المقترحات لأنها لا تشتمل على عقوبة كافية لروسيا على غزوها. وبالمثل، لن يقبل بوتين وأعوانه التخلي عن مكاسبهم الإقليمية التي حصلوا عليها مقابل ثمن باهظ من جانب القوات الروسية.

وأضاف، في الوقت الراهن، قد يفضل الطرفان مواصلة القتال على تقديم تنازلات للآخر. ولكن إذا لم يؤد ذلك سوى إلى حالة جمود، قد يرى الطرفان في وقت ما أن التوصل لتسوية توفيقية مثل التي تم سردها عاليه أمرا مفيدا وعاجلا، حتى لو كان بغيضا. وعندما يحدث ذلك، يتعين على الدبلوماسيين الأمريكيين والغربيين مساعدتهم في تحقيق ذلك.










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي