
الجلد هو أكبر جزء في جسم الإنسان، ويلعب دوراً رئيسياً في كيفية تفاعلنا مع العالم من حولنا. ومع تقدمنا في العمر، يمكن أن يؤثر تراخي الجلد والتجاعيد والتغيرات في بنية الوجه على صحتنا وعافيتنا. هنا، تجيب الدكتورة ترايسي سمز، الطبيب المسؤول عن عيادة الجلدية بمستشفى الكورنيش التجميلية، عن كيفية الحصول على بشرة مشرقة وصافية وجميلة بقليل من المعرفة والعناية.
عندما نفكر في الجلد، فإن الكلمة الجذابة في الوقت الراهن هي "الكولاجين"، الذي يعرف على أنه بروتين متوفر بكثرة في الجسم، إذ يشكل 75% من البنية الداعمة للبشرة، ما يمنح البشرة النعومة والمرونة.
في سن المراهقة، لدينا أكبر كمية من "الكولاجين" الطبيعي في بشرتنا، وفي فترة العشرينيات من العمر ينتج الجسم كمية أقل وأقل، وعندما نصل إلى الأربعينيات من العمر، نفقد نحو 24% من الكولاجين في الجسم، والنتيجة هي جلد أرق وأكثر جفافاً وأقل مرونة، بشكل ملحوظ.
عندما نفكر في قدرة الجلد على التمدد والارتداد للخلف، مثل الشريط المطاطي، يجب أن نذكر أيضاً بروتين الإيلاستين، وهو بروتين قابل للتمدد، يعمل جنباً إلى جنب مع الكولاجين لمنح البشرة ملمسها وشكلها، إذ يتحلل الإيلاستين كذلك مع التقدم في العمر، ما يتسبب في ترهل الجلد، وظهوره بشكل فضفاض.
علينا الاهتمام المستمر بالإجراءات البسيطة، حيث يمكننا منع فقدان الكولاجين بنسبة تصل إلى 90٪، وذلك باستخدام واقٍ من أشعة الشمس SPF50 +، ذي أساس معدني، فهو يحجب الأشعة فوق البنفسجية الطويلة (أ) و(ب)، ويستعمل الواقي يومياً لتغطية البشرة، وبمعدل كل ساعتين، إذا كنا في الشمس، ومباشرة بعد الوجود في الماء، ويستخدم الواقي الشمسي جنباً إلى جنب مع التظليل المادي، مثل وضع قبعة واسعة الحواف، فعند ذلك نصنع فرقاً كبيراً، بالإضافة إلى أهمية الحفاظ على الوجود في أماكن باردة، لأن الحرارة تتلف الكولاجين والإيلاستين في الجلد.
ونحن بحاجة إلى نظام غذائي غني بمصادر البروتين الطازجة والفيتامينات والمعادن، التي توفر اللبنات الأساسية لنا لصنع الكولاجين، بينما الأطعمة، مثل: الدهون والسكر والأطعمة المصنعة، يمكن أن تسبب الإجهاد التأكسدي والالتهابات، ما يؤدي إلى انهيار الكولاجين.
كما تلعب بيئتنا المنزلية، أيضاً، دوراً في تلوث الهواء، وإنتاج الجذور الحرة التي تكسر الكولاجين، وتسبب الالتهابات، وتضر الحمض النووي، وتقلل وظيفة الدهون في الجلد. أيضاً يؤدي التدخين، بما في ذلك التدخين السلبي (passive smoking)، إلى إتلاف الكولاجين والإيلاستين وتجويع الجلد للأكسجين، لذا إن الحياة النظيفة مع تجنب التلوث والتدخين من الأمور المهمة.
إن نتائج الدراسات، التي أجريت على البشر قليلة حالياً، لكن قد أثبتت بعض التجارب السريرية أن مكملات الكولاجين تحسن مرونة الجلد، وقد تكون لها آثار جانبية خفيفة، مثل: الانتفاخ وحرقة المعدة، ورغم ذلك فهي جيدة نسبياً، ولا تسبب أي ضرر.
تمنحنا التكنولوجيا الحديثة فرصاً لزيادة نسبة الكولاجين إلى المستوى التالي، ما يجعل البشرة رائعة حقاً، وأيضاً يمكن أن تكون معززات الجلد القابلة للحقن مفيدة، لكن نجوم هوليوود يفضلون بشكل متزايد العلاجات القائمة على الطاقة ونتائجها القوية والطبيعية والطويلة المدى.