موتى طاعنون في السن

2022-10-30

علاء ناظم

يبدأ الكون بتأليف نفسه، حتى يكون

أغنية تشبه السفر الوحيد بدون رجوع

في معنى إدراك الصمت يؤرخ الذكريات الخابية في الجحيم

الموتى الذين مرّ عليهم العمر..

مثل الرصاصة الخائفة في زجاج المعنى

أتذكرهم، وهم يرممون جثثهم بالمعاول الصغيرة

يحفرون نصف القبر،

النصف الآخر بالمقلوب…

حتى يقفوا فيه مثل الموعد المؤجل هناك.

ذاكرة الأشياء: ليس لها أشياء

تأتي، لكنها لم تأتِ

ظلام الليلة الأولى في قبرهم الغريب،

رائحة السيجارة في فم السجين

آخر سطرٍ من حائط الأمنيات

وحدهم يقضمون أصابع الأمس

لكنهم يدركون واقع المسافة

من هنا حتى ثوب القيامة الضيق

الأرقام لا تشبه نفسها

عندما يحصون طابور الموتى

لا يتذكرون أي رقمٍ هم

حتى وإن تذكروا لا يعرفون من هم

كم كان حزينا هذا الموت الرتيب

بدون خمر أو موعد أو أنثى قابلة للسرير

أي موت هذا الذي لا يعذب المنتظرين شراع الرحيل

تسدل ستائر المسرح المظلم

ممثلون يشاهدون أنفسهم في عيون المقاعد وصمت الأشياء

الفرق الوحيد في وقت الاشتهاء

هو إنك لا تكون في اللحظة ذاتها عندما تموت

هكذا يقول مخرج المسرح الحزين

موتى طاعنون في السن

لكنهم غرباء اكثر

وحدهم، وهذا الكون وحده أيضا

من منهم يستطيع الوصول إلى الضفة الأخرى من حزنه الطويل.

شاعر من العراق








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي