
أسفرت الفيضانات وانزلاقات التربة عن مقتل 31 شخصا في جنوب الفيليبين حيث تهطل أمطار غزيرة قبيل وصول عاصفة، وفق ما أفاد مسؤول الدفاع المدني المحلي الجمعة.
وتسببت العاصفة بفيضانات جرفت معها الأشجار والصخور والوحول خلال الليل في العديد من البلدات والمدن الريفية بمعظمهما في محيط كوتاباتو التي تعد 300 ألف نسمة وتقع على جزيرة مينداناو.
وفاجأ ارتفاع منسوب مياه الفيضانات العديد من السكان، وفق ما ذكر مسؤول الدفاع المدني في المنطقة نجيب سيناريمبو.
وقال لفرانس برس إن "المياه بدأت دخول المنازل قبل الفجر"، مؤكدا ارتفاع حصيلة القتلى في المناطق التي ضربتها الفيضانات إلى 31 شخصا بعد تسجيل سقوط 13 قتيلا في وقت سابق.
وعثر عناصر الإنقاذ على 16 جثة في داتو أودين سينسوات، وعلى 10 جثث في داتو بلاه سينوسات وخمس جثث في بلدة أوبي، حسبما صرح لصحافيين.
وأشار إلى أن عناصر فرق الإغاثة الذين عملوا على متن قوارب مطاطية أنقذوا بعض الأشخاص من على أسطح عدد من الأبنية.
وقال المخرج ريمار بابلو لفرانس برس إنه كان يصوّر مسابقة لملكات الجمال في بلدة أوبي عندما اجتاحت الفيضانات فجأة المنطقة بعد منتصف الليل ودفعت الحاضرين إلى الفرار.
وأظهرت مقاطع فيديو التقطها السيارات غارقة إلى النصف تقريبا في شارع خارج موقع التصوير.
وأفاد بابلو "علقنا في الداخل"، مؤكدا بأنه اضطر لشق طريقه في المياه للعودة إلى منزله.
وحمل عناصر الإنقاذ رضيعا داخل حوض بلاستيكي بينما اضطروا للخوض في مياه وصلت إلى مستوى الصدر، بحسب ما أظهرت صورة نشرتها شرطة المنطقة.
- "صدمة" -
وبينما انحسرت الفيضانات في عدد من المناطق إلا أن المياه ما زالت تغمر مدينة كوتاباتو بالكامل تقريبا.
وتوقع سيناريمبو وقوع مزيد من الفيضانات الجمعة جراء الأمطار الغزيرة.
وقال "نركّز حاليا على عمليات الإنقاذ وإقامة مراكز لتقديم الوجبات للناجين".
ونشر الجيش شاحناته لجلب السكان العالقين في كوتاباتو وثماني بلدات قريبة أخرى، وفق ما أفاد رئيس الدفاع المدني الإقليمي نصرالله إمام.
وأفاد إمام "شكّلت رؤية البلديات التي لم يسبق أن شهدت فيضانات تتعرّض إليها هذه المرة صدمة"، مضيفا بأن المياه جرفت معها بعض العائلات عندما اجتاحت منازلها.
وبدأ هطول الأمطار الغزيرة في وقت متأخر الخميس في المنطقة الفقيرة الخاضعة لحكم ذاتي بعد تمرّد انفصالي مسلّح دام عقودا.
وأفادت هيئة الأرصاد الجوية في مانيلا بأن الفيضانات نجمت جزئيا عن عاصفة نالغي الاستوائية التي يتوقع بأن تزداد شدّتها لدى وصولها إلى اليابسة.
وتتحرّك نالغي حاليا باتّجاه مناطق شمال ووسط الفيليبين بينما ذكرت هيئة الأرصاد الرسمية بأنها لا تستبعد وصولها إلى اليابسة في جزيرة سامار في وقت لاحق الجمعة، أي قبل الوقت المتوقع بكثير.
وتم إجلاء حوالى 5000 شخص من القرى والبلدات المعرّضة للفيضانات وانزلاقات التربة في هذه المناطق، بحسب مكتب الدفاع المدني.
كما علّق خفر السواحل خدمات العبارات في معظم أنحاء الدولة الأرخبيل حيث يستخدم عشرات آلاف الأشخاص القوارب يوميا.
ويضرب 20 إعصارا وعاصفة بالمعدل الفيليبين كل عام، ما يؤدي إلى مقتل أشخاص وماشية وتدمير مزارع ومنازل وطرقات جسور، علما بأن جنوب البلاد نادرا ما يكون عرضة لهذا النوع من الكوارث.
ويحذّر العلماء من أن العواصف باتت أكثر شدة في وقت ترتفع درجات حرارة العالم نتيجة التغيّر المناخي.