
كل امرأة أصابها سرطان الثدي أصبحت أمام خيارين لا ثالث لهما: إما المواجهة والانتصار، وإما الاستسلام. الانتصار ليس مستحيلاً، والمواجهة غير صعبة، والتحدي جميل.. فماذا لو اقترب السرطان أكثر منا، وجلس بيننا، وصار واحداً منا؟ هل نظل نعيش في خوف أم نتآلف معه ونتحداه وننتصر عليه؟ ماذا عن اللاتي جربن المرض؟ ماذا عن اللاتي لم يجربن لكنهنّ معرضات له؟ وماذا عن معلوماتكِ عن سرطان الثدي؟ اختبار قد يساعد في فهم طبيعة كل امرأة تحاول أن تراوغ، أن تلعب، مع السرطان لكن مشاعرها، عاجلاً أم آجلاً، ستنكشف. أنتِ وسرطان الثدي. تقييمٌ ذاتي، سيساعدكِ، حتماً، على فهم نفسكِ ومن حولك أكثر، قبل فوات الأوان:
أثق بأحد، ولا أرغب أبداً في الإفصاح عن قلقي وضعفي إلى أيٍّ كان.نعم، بالتأكيد، فكلما شعرتُ بأن منسوب قلقي زاد؛ أسرعتُ إلى أصدقاء العمر، أو إلى زوجي، ونظرتُ في عيون أطفالي.
لا، حسمتُ أمري منذ البداية بعدم إخبارهم، وأعترف بأنني أنكرتُ إصابتي، حتى لنفسي، لفترة طويلة. نعم، صحيح ذلك، فأنا لم أردْ أن أرى القلق في عيونهم.
، فرغم وجعي الداخلي؛ مازلتُ أحاول إرضاء الجميع. نعم، أقول: «لا» حينما أشاء، للأشياء التي لا أملك الطاقة الجسدية أو النفسية من أجل إنجازها.
نومي أصبح متقطعاً، وبالكاد أنام ساعتين متواصلتين كل ساعة. راجعتُ طبيبي النفسي حول الموضوع، وقلت له بوضوح: «أريد أن أواجه إصابتي، وأريد أن أنام».
لا، لن أخضع لأي اختبار؛ خوفاً من أن تصحّ شكوكي، ويظهر ورم خبيث لديّ. نعم، سأخضع لصورة شعاعية، وأنا مدركة تماماً أن ليس كل ورم في الثدي سرطانياً؛ فالثدي قد يتحجر وقد يتليف، وقد تظهر به لحميات وأكياس حليب ومياه ودهون.. وهذا طبيعي.
أغلق هاتفي وباب غرفتي، وأحاول أن أخلد إلى نوم عميق. أفتح باب خزانة ملابسي، وأختار رداء بلون ربيعي، وأخرج من منزلي إلى الطبيعة.أ- يلحّ على بالي، دائماً، أن لا أحد يبالي بي، والكل مشغول بشؤونه الخاصة، وعليّ مواجهة التحديات بمفردي. أشعر بأن الدنيا تبقى جميلة في كل الأحوال، والطيبون كثيرون، ولن أكون - في أي مرحلة من المراحل - وحيدة.