

كمبالا - قال اسلاميون صوماليون يوم الاثنين إنهم نفذوا تفجيرين بالعاصمة الاوغندية كمبالا مما أسفر عن مقتل 74 شخصا اثناء مشاهدتهم نهائي كأس العالم في التلفزيون.
ووقع الانفجاران في اللحظات الاخيرة من مباراة نهائي كأس العالم لكرة القدم يوم الاحد في مكانين مكتظين بالمشجعين في العاصمة كمبالا في مطعم وناد رياضي.
وكانت حركة الشباب الصومالية المتمردة هددت بمهاجمة اوغندا لارسالها قوات لحفظ السلام الى الصومال لدعم الحكومة التي يؤيدها الغرب.
وفي مقديشو أكدت حركة الشباب أنها مسؤولة عن الهجومين وهددت بشن مزيد من الهجمات اذا أبقت اوغندا قواتها ضمن بعثة حفظ السلام في الصومال.
وقال شيخ علي محمد راجي المتحدث باسم الجماعة للصحفيين في العاصمة الصومالية مقديشو ان حركة الشباب وراء الانفجارين في أوغندا.
وقال انه يشكر المجاهدين الذين نفذوا الهجوم وانه يبعث برسالة الى اوغندا وبوروندي بأنهما اذا لم يسحبا قواتهما من بعثة حفظ السلام في الصومال فان الانفجارات ستستمر وستقع في بوجمبورا أيضا.
وكانت الشرطة قد قالت ان الشبهات حامت حول حركة الشباب المتمردة التي تزعم أن لها صلات بتنظيم القاعدة والتي تقاتل ضد الحكومة الضعيفة في الصومال.
وقال فليكس كولايجي المتحدث باسم الجيش يوم الاثنين "في أحد المكانين حدد المحققون هوية رأس مقطوع لصومالي نشتبه في أنه ربما كان مهاجما انتحاريا.
"نشتبه في أنها حركة الشباب (الصومالية) اذ أنها تتوعد بذلك منذ فترة."
واشاد قائد بحركة الشباب في مقديشو بالهجمات.
وقال الشيخ يوسف عيسى القائد بحركة الشباب في مقديشو "أوغندا دولة كافرة تدعم ما تسمى بحكومة الصومال... نعلم أن أوغندا ضد الاسلام ومن ثم نحن سعداء للغاية بما حدث في كمبالا. هذه أفضل أخبار سمعناها على الاطلاق."
وقال متحدث باسم الجيش في العاصمة بوجمبورا ان بوروندي التي تساهم أيضا بقوات في مهمة حفظ السلام في الصومال صعدت اجراءات الامن.
وبين القتلى في تفجيري كمبالا أمريكي وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما الذي ندد بما وصفه بهجمات خسيسة تبعث على الاسى ان واشنطن مستعدة لمساعدة أوغندا في ملاحقة المسؤولين عن التفجيرين. كما نددت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بالهجمات على "مشاهدين أبرياء".
واستهدف احد الهجومين مطعم القرية الاثيوبية في منطقة كابالاجالا في العاصمة كمبالا وهي منطقة جذب شعبي لمحبي السهر وكانت مزدحمة بمشجعي كرة القدم كما انها منطقة يرتادها الزوار الاجانب بكثرة. واستهدف الهجوم الثاني ناديا للرجبي كان يعرض المباراة.
وشن هجومين متزامنين يحمل بصمات تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن والجماعات المرتبطة به.
وقال المتحدث باسم الحكومة فريد اوبولوت "في الوقت الحالي الرقم الرسمي هو 74 قتيلا."
ومنبين القتلى 28 اوغنديا على الاقل وامرأة ايرلندية و11 اثيوبيا واريتريا بينما لم يتم تحديد هوية 33 من القتلى حتى الان.
وأكدت وزارة الخارجية الامريكية أن مواطنا أمريكيا قتل وأصيب خمسة اخرون. وقالت جماعة (انفيزيبل تشيلدرين) الخيرية الامريكية ان أحد أعضائها ويدعى نات هين من ولمنجتون بولاية ديلاوير قتل في الانفجار الذي وقع في نادي الرجبي.
وقام الرئيس الاوغندي يوويري موسيفيني بزيارة نادي الرجبي وقال "هذا يظهر لكم الاجرام والارهاب اللذين أتحدث عنهما... اذا كنتم تريدون القتال اذهبوا وابحثوا عن جنود. لا تفجروا من يشاهدون كرة القدم."
أما بيريكيت سايمون المسؤول الاعلامي بالحكومة الاثيوبية فقد صرح لرويترز بقوله "هذا عمل خسيس من جانب ارهابيي حركة الشباب."
وغزت القوات الاثيوبية الصومال عام 2006 للاطاحة بحركة اسلامية عن الحكم في مقديشو. وتسبب ذلك في بدء تمرد اسلامي ما زال مستمرا.
وفي ذروة الفرح في اللحظات الحاسمة في المباراة النهائية بين منتخبي اسبانيا وهولندا لكرة القدم أحدث التفجيران صدمة مروعة بين الناجين الذين وقفوا مذهولين بين الجثث والمقاعد المتناثرة.
وقال جوما سايكو احد الشهود خارج نادي الرجبي "كنا نشاهد كرة القدم هنا وعندما لم يتبق على انتهاء المباراة سوى ثلاث دقائق وقع انفجار... وكان مدويا جدا.
وطقت الشرطة المدججة بالسلاح موقعي الانفجار وفتشت المنطقة بالكلاب المدربة على اكتشاف المتفجرات بينما ساعد الناجون الذين تملكهم الذهول في نقل المصابين بعيدا عن الحطام والانقاض.
وتجتذب أوغندا ثالث أكبر اقتصاد في شرق افريقيا مليارات الدولارات من الاستثمارات الاجنبية وخاصة في قطاع النفط وأسواق السندات الحكومية بعد عقدين من الاستقرار النسبي.
ولكن المستثمرين في أوغندا وكينيا المجاورة اللتين لهما حدود يسهل اختراقها مع الصومال يشيرون غالبا الى تهديد الاسلاميين باعتباره مبعث قلق خطير.
وقال الكس فاينز رئيس برامج افريقيا بمؤسسة تشاثام هاوس البحثية بلندن "أعتقد أن من المؤكد أن الانفجارين سيجعلان تقييم المخاطر أعلى في أوغندا. اذا اتضح أنها حركة الشباب فمن المؤكد أن يزيد هذا مخاوف المستثمرين الغربيين وأيضا المستثمرين الصينيين في اوغندا."
وانخفض الشلن الاوغندي انخفاضا طفيفا مقابل الدولار يوم الاثنين بعد التفجيرين.
وقالت سلطات السياحة في أوغندا انه لا داعي لقلق الزائرين بشأن "حادث فردي يحدث على فترات متباعدة."
وفي كمبالا عبر السكان الصوماليون عن مخاوفهم من رد فعل عنيف.
وقال بيشارو عبدي وهو لاجئ صومالي لرويترز "نحن خائفون ومحبوسون في منازلنا اليوم خشية انتقام محتمل من الاوغنديين. بعض الاوغنديين يقولون ( اقتلوا الصوماليين)."
وفي واشنطن قال مايك هامر المتحدث باسم مجلس الامن القومي الامريكي ان أوباما "شعر بحزن عميق ازاء الخسائر في الارواح الناجمة عن تلك الهجمات المؤسفة والجبانة.
"الولايات المتحدة مستعدة لتقديم اي مساعدة تطلبها الحكومة الاوغندية."
وقال الرئيس الصومالي شيخ شريف احمد لرويترز يوم السبت انه يشعر بقلق من تزايد عدد الجهاديين الاجانب الذين ينضمون للمتمردين الاسلاميين وقال انهم يشكلون خطرا متزايدا على الامن الاقليمي