وسائل إعلام لبنانية: هذه تفاصيل اتفاق ترسيم الحدود البحرية

2022-10-02

ويتنازع لبنان مع دولة الاحتلال على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعا (ا ف ب)

سلطت وسائل الإعلام اللبنانية الضوء على تسلّم الرئيس ميشال عون، السبت، رسالة خطية من الوسيط الأمريكي آموس هوكستين، حول المقترحات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وأفاد بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية بأن عون تسلم من شيا "رسالة خطية من الوسيط الأمريكي آموس هوكستين، حول الاقتراحات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية".

ويتنازع لبنان مع دولة الاحتلال على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعا؛ وتتوسط الولايات المتحدة في مفاوضات غير مباشرة بينهما لتسوية النزاع وترسيم الحدود.

وتشرين الأول/ أكتوبر 2020، انطلقت مفاوضات غير مباشرة بين بيروت وتل أبيب برعاية الأمم المتحدة بهدف ترسيم الحدود، وعُقدت 5 جولات كان آخرها في أيار/ مايو 2021، ثم توقفت نتيجة خلافات جوهرية.

ولم يذكر البيان الصادر عن الرئاسة تفاصيل أكثر عن محتوى الرسالة، إلا أن رئيس حكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، سبق وأعلن في 22 أيلول/ سبتمبر المنصرم، تحقيق "تقدم ملموس" في مفاوضات ترسيم الحدود، فيما كشفت وسائل إعلام لبنانية عن التفاصيل التي تضمنتها رسالة الوسيط الأمريكي.

ترسيم الحدود البحرية

وفي تعليق، قالت صحيفة "النهار" إن الإعلان عن مؤشرات التوصل إلى نهاية إيجابية جاء تباعا على ألسنة كل السفيرة الأمريكية دوروثي شيا، والرئيس بري ومن ثم على لسان الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله نفسه وذلك استباقاً لموقف رئيس الجمهورية، علماً أنّ ثمة اتجاهاً لعقد اجتماع للرؤساء الثلاثة في بعبدا الأسبوع القادم لإعلان الموقف الرسمي الجامع من مسودة الاتفاق.

وبحسب مصادر "النهار"، فإن مقترح هوكشتاين، الذي يقع في عشر صفحات، يتضمن أرقاماً وإحداثيات تقنية تحتاج إلى فريق تقني ومهندسين لشرح مضمونها قبل تقديم الرد الرسمي اللبناني عليها".

وأشارت الصحيفة إلى أنه أحيلت نسخة من المقترح إلى قيادة الجيش لدراسته، وأن المقترح يتضمن فصلا تاما بين الترسيم البحري والبري وإقرارا بعدم انسحاب أي نقطة بحرية يُتّفق عليها على أي نقطة برية قد تؤثر على ترسيم الحدود البرية لاحقا.

بدورها، أفاد تلفزيون "المنار" التابع لـ"حزب الله" بأن "المقترح الأمريكي يراعي التعديلات التي طلبها لبنان، إضافة إلى تلبية مطلب لبنان بخط 23 وحقل قانا كاملا، والتزام فرنسي من شركة توتال ببدء التنقيب والاستخراج في الحقول اللبنانية فور توقيع اتفاق الترسيم".

وأضافت أن "تصوّر هوكشتاين مخصص للترسيم البحري حصرا لا البري"، بانتظار الجواب من الجانبين اللبناني والإسرائيلي، على أن يتمّ توقيع الاتفاق في الناقورة، برعاية أمريكية وأممية، فـ"لبنان لا يعترف بإسرائيل ولن يكون أمام اتفاق مباشر".

كما قال تلفزيون "الميادين" المقرب من "حزب الله" أن "لبنان حصل في الاقتراح الخطي الذي استلمه من الأمريكيين على كل مطالبه"، نقلا عن مصدر معني بالمفاوضات.

تفاصيل الرسالة

وكشفت صحيفة "لوريون دي جور" الناطقة باللغة الفرنسية تفاصيل عن المقترح الذي قدمه الوسيط الأمريكي، حيث نقلت عن مصدر مقرب من رئيس البرلمان نبيه بري قوله إن النص المقدم للسلطات ينص على أن المنطقة الممنوحة للبنان محددة بخط 23، لكن بيروت تحصل أيضا على حقل قانا للغاز بأكمله، والذي يتجاوز جنوبا المنطقة المحاذية للخط 23.

كما يؤكد النص على أن كتل المنطقة الاقتصادية الخالصة اللبنانية ستبقى على حالها، مع عدم منح أي جزء منها لإسرائيل.

وبحسب المصدر ذاته، سيتم إعلان المنطقة الواقعة بين "خط الطفافات" والخط 23 منطقة آمنة، ولكن تحت السيادة اللبنانية، لأنها تابعة للمنطقة الاقتصادية الخالصة اللبنانية.

وكانت بيروت قد أعلنت بالفعل أنها لا تعترض على أن تكون هذه المنطقة تحت إشراف قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، لذلك فإن الاقتراح يستجيب إلى حد كبير لمطالب لبنان، بحسب الصحيفة.

ومع ذلك، سيتعين على بيروت أن تحسم موقفها، في ردها على اقتراح عاموس هوشستين، بشأن إشراف الأمم المتحدة على المنطقة الآمنة.

وبحسب النص المقترح، سيبدأ المسار البحري من النقطة الإسرائيلية 31، وهي أبعد شمالًا من النقطة B1، التي يطالب بها اللبنانيون.

تشير النقطة 31 أيضا إلى بداية "خط العوامات"، وبالتالي فإن مسار الحدود البحرية سيتبع هذا الخط بطول ستة كيلومترات، قبل الانضمام إلى السطر 23.

ومع ذلك، يُذكر صراحة في النص أن المسار البحري سيكون في لا يمكن ربطها بأي حال من الأحوال بالترسيم المستقبلي للحدود البرية، بحسب الصحيفة.

وعن الحدود البرية، قالت "لوبينيون دي جور" إنه لا يبدو أن السلطات اللبنانية مستعدة للتخلي عن النقطة B1، باعتبارها تتبع المسافة بين خط العوامات، التي تبدأ عند النقطة 31 قبل الانضمام إلى الخط 23، والخط 23 نفسه، والتي تبدأ من النقطة B1، والتي يجب بالتالي وضعها تحت سيطرة الأمم المتحدة، بينما تظل تحت السيادة اللبنانية، بحسب الصحيفة.

مصير الرسالة

أما صحيفة "الأنباء" فأكدت أنه يوجد آراء متعددة لدى المسؤولين اللبنانيين حيال الرسالة، فثمة رأي يقول أنه يجب اعتماد طريقة المثل اللبناني "خذ وطالب"، ورأي آخر يدعو الى رفض الاتفاق رفضاً كلياً حتى ولو اقتضى الأمر التلويح بالانسحاب من المفاوضات لأنها تحرم لبنان الكثير من ثروته في النفط والغاز.

وبحسب المصدر ذاته، يعتبر أصحاب هذا الرأي أن الخط الأحمر الموجود على الخارطة لا يلحظ بتاتاً الخط 23 وهو الحد الفاصل في موضوع الترسيم المائي بين لبنان واسرائيل.

فيما هناك رأي ثالث يقول إن توقيت كلام الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله عن الترسيم بهذه الطريقة الهادئة وتخليه عن لغة التهديد والوعيد يعني أن هذا الملف مرتبط برفع الحظر عن بيع النفط الإيراني.

في المقابل، توقعت مصادر "الأنباء" أن يوقّع الرؤساء الثلاثة على المقترح الأمريكي من دون تسجيل اعتراضات، بالنظر لخطورة الوضع الاقتصادي تفرض عليهم المضي بموضوع الترسيم لاعتقادهم أنه قد يساعد بحل الأزمة.

اجتماعات منتظرة

إلى ذلك، دعا رئيس الجمهورية ميشال عون رئيسي حكومة تصريف الأعمال ومجلس النواب نجيب ميقاتي ونبيه بري إلى اجتماع في قصر بعبدا، الإثنين، لمتابعة مستجدات ملف ترسيم الحدود.

كما يرأس عون اجتماعاً تقنياً في قصر بعبدا في السياق نفسه، يضم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، مستشار برّي علي حمدان، ضابط من مصلحة الهيدروغرافيا في الجيش وممثل عن هيئة قطاع النفط وخبراء.

بدورها، أشارت أوساط رئاسة الحكومة لـ"النهار" أن "اتضح للرئيس ميقاتي أخذ مسودة الترسيم بالمسلمات التي طلبها لبنان؛ مع الإشارة إلى أن فريق عمله وضع ملاحظات حول مسائل تفصيلية لا تؤثر على اتفاق الترسيم".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي