"مي تو" من وسم إلى حركة فزلزال مجتمعيّ مستمر منذ 5 سنوات

أ ف ب - الأمة برس
2022-09-30

خمس سنوات على حركة "مي تو" (أ ف ب)باريس - نشرت مئات الآلاف من النساء من مختلف أنحاء العالم وسم #MeToo ("أنا أيضاً") قبل خمس سنوات، تنديداً بالعنف الجنسي وذلك القائم على النوع الاجتماعي، وأحدثت هذه الحركة زلزالاً تتواصل ارتداداته، لكنّ طريق القضاء على هذه السلوكيات لا يزال طويلاً.
ففي 15 تشرين الأول/أكتوبر 2017، أوردت الممثلة الأميركية أليسا ميلانو منشوراً دعت فيه النساء ضحايا التحرش الجنسي للإدلاء بشهاداتهن عبر "تويتر" باستخدام وسم (هاشتاغ) #MeToo. وأخرجت بذلك من النسيان هذا الوسم (الذي استُحدث عام 2006)، بعد أيام على نشر الصحافة الأميركية تحقيقين مدويين عن الاعتداءات الجنسية والاغتصابات التي ارتكبها المنتج السينمائي هارفي واينستين، وإفلاته كلياً من العقاب طوال سنوات.

وكانت النتيجة تحوّل هذا الوسم إلى ما يشبه تسونامي في مختلف أنحاء العالم، إذ اجتاحت الشهادات الشبكة الاجتماعية في غضون أيام قليلة. ونُظمت تظاهرات في دول عدة.

ورأت الباحثة في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي والمتخصصة في تاريخ الحركات النسوية فلورانس روشفور أن "حجم الحركة غير عادي"، وقالت لوكالة فرانس برس إن هذه اللحظة "تاريخية"، ملاحظة أنها أتاحت "إعطاء صورة عن حجم العنف الجنسي ومداه".

لكنّها لاحظت أن التوصل إلى "حلول" لتصحيح الوضع "لا يزال بعيد المنال". فالأزمات الاقتصادية والمناخية، تجعل "الوقت غير مثالي لحل المشاكل الاجتماعية".

كذلك لا تزال هذه الحركة نثير منذ ظهورها جدلاً وانتقادات حادة، وخصوصاً من الرجال الذين يعتبرون أحياناً أن ثمة مبالغة فيها.

وشرحت عالمة الاجتماع المتخصصة في هذا الموضوع ساندرين ريتشي من جامعة كيبيك في مونتريال لوكالة فرانس برس أن #MeToo أظهرت الطبيعة اليومية لهذا العنف الجنسي والجنساني"، بمختلف أشكاله، ومنه مثلاً التعليقات غير اللائقة في العمل، أو الاعتداءات الجنسية في وسائل النقل أو في السهرات.

وأضافت أن "الحركة مكّنت الناس، وخصوصاً الضحايا الفعليين أو المحتملين، من فهم ماهية الأمر بشكل أفضل".

لكنها أقرّت بأن "الأحكام المسبقة لا تزال قائمة" ولا يزال المجتمع يميل إلى "نفي مسؤولية المعتدين، وخصوصاً عندما يكونون في موقع سلطة".

- "ثقة أكبر" -
وهذا ما لمسته أيضاً الناطقة باسم الجمعية الفرنسية Osez le féminisme فابيان الخوري إذ رأت أن "ثمة الكثير من التعاطف مع المعتدين الذكور والبعض لا يصدق الضحايا عندما يناسبه ذلك".

فخلال النزاع القضائي الأخير بين جوني ديب وزوجته السابقة الممثلة أمبير هيرد، تلقى الممثل الأميركي دعماً قوياً من الجمهور، بينما تعرضت هيرد لحملات وانتقادات.

وأعطت حركة #MeToo المتوافرة في بلدان مختلفة "دفعة" لمحاربة العنف القائم على النوع الاجتماعي والعنف الجنسي، لكن هذا العنف لا يزال مستمراً، بحسب فابيان الخوري، وحاضراً في الحياة اليومية لعدد كبير من النساء.

وباتت أديل بوترا (29 عاماً) تشعر "بثقة أكبر" في الاعتراض على "التقليل من شأن العنف" منذ قيام الحركة التي تعتبرها "رمزاً لاستعادة النساء القدرة على التحدث" عن الموضوع. ولاحظت هذه المصورة الفرنسية التي تعيش في بروكسل أنها "مشكلة جماعية ينبغي اتخاذ الموقف الملائم منها بحزم".

وأوضحت الأستاذة المتخصصة في النوع الاجتماعي والإعلام في جامعة ستوكهولم هيليفي غانيتز لوكالة فرانس برس أن "الحديث عن التحرش الجنسي بات أسهل" منذ #MeToo، واصبح "يُعتبر مشكلة هيكلية أكثر من كونه مشكلة فردية".

- الشركات مضطرة للرد -
وأشارت إلى أن الحركة دفعت الشركات ي السويد كما في أي مكان آخر، إلى التحرّك لمواجهة تبعاتها. وبات عدد متزايد منها ينظم دورات تدريبية عن التحرش الجنسي ويضع قواعد في شأنه.

وافادت أستاذة القانون في جامعة أوهايو كاميّ هيبرت في تصريح لوكالة فرانس برس بأن "أرباب العمل (في الولايات المتحدة).

أما على الجانب الحكومي، فأقرت بعض القوانين الجديدة في عدد من الدول. فعلى سبيل المثال، شددت السويد في 2018 وإسبانيا في الصيف قوانينهما المتعلقة بالاغتصاب.

ولا تزيل تعامل الحكومات مع هذه المسألة دون المستوى المنشود، وهو ما يثير استنكار الجمعيات والنشطاء النسويين الذين يطالبون بتعزيز الترسانة القانونية.

وتستمر في هذا السياق حركات الاحتجاج والتنديد على الشبكات الاجتماعية، مثل #MeTooIncest في فرنسا عن سفاح القربى.

ومنذ عام 2017، أثير من خلال #MeToo عدد كبير من قضايا العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي في أوساط اجتماعية مختلفة، وهو زخم لا يبدو أنه ميّال إلى التراجع.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي