طهران منقسمة في شأن الحجاب بعد وفاة مهسا أميني

ا ف ب - الأمة برس
2022-09-24

إيرانيون يلوحون بالعلم الإيراني خلال مسيرة مؤيدة لوضع الحجاب في طهران في 23 أيلول/سبتمبر 2022 (ا ف ب)

منذ وفاة الشابة مهسا أميني قبل أسبوع بعدما اعتقلتها شرطة الاخلاق، بدا أن طهران انقسمت شطرين: شطر يتظاهر دفاعا عن الحجاب ورفضا ل"اللباس غير المحتشم"، وشطر آخر يطالب بالحق في حرية اللباس.

أوقفت شرطة الأخلاق مهسا أميني (22 عاما) في 13 أيلول/سبتمبر، وتوفيت في مستشفى بعد ثلاثة أيام. وقال ناشطون إنها تلقت ضربة على رأسها، لكن السلطات الإيرانية نفت ذلك، وأكدت أنها فتحت تحقيقا في الحادثة.

واثارت وفاتها تظاهرات في مدن ايرانية رئيسية بينها العاصمة طهران. وتحدث الاعلام الايراني الرسمي عن مقتل 17 شخصا خلال هذه الاحتجاجات.

واظهرت مقاطع فيديو تم تداولها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي نساء خلال الاحتجاجات يخلعن حجابهن ويلقين به في نار مشتعلة في الطريق. وهتف المتظاهرون أيضا "لا للحجاب، لا للعمامة، نعم للحرية والمساواة".

وأمام جامعة طهران الجمعة، على بعد حوالى مئة متر من شارع الحجاب حيث واظب معارضون لشرطة الاخلاق على التظاهر كل مساء، أسمع انصار وضع الحجاب أصواتهم عبر رفع العلم الايراني ولافتات تأييد وشكر لقوات الامن.

- "أمة واحدة" -

وقال امام مسجد انضم الى المتظاهرين "بالنسبة الى كثير من مناهضي شرطة الاخلاق، ليست قضية الحجاب سوى ذريعة لإحداث اضطراب في أمن بلادنا".

وأضاف رجل الدين البالغ 40 عاما معتمرا عمامته السوداء أن "وضع الحجاب هو جزء من الهوية الدينية والوطنية للايرانيين. بالتأكيد ان عمل شرطة الاخلاق يحتاج الى إعادة نظر، لكن ذلك لا يعالج بأعمال شغب".

وأكد أن "الايرانيين الحقيقيين هم من يتظاهرون اليوم" دفاعا عن الحجاب. وسرعان ما أثار كلامه جدلا وقاطعه الشاب حسين زارين اقبال قائلا "نحن شعب واحد وأمة واحدة".

تظاهر حسين (24 عاما) الطالب الجامعي تلبية لدعوة المجلس الاسلامي لتنسيق التنمية الذي نظم التظاهرة. وقال "أحزنني موت مهسا أميني. اتيت دعما للجمهورية الاسلامية وليس لشرطة الاخلاق لأنني اعتقد بوجوب إصلاحها".

- "لا اشعر بالأمان" -

آثار الاطارات المحترقة كانت واضحة الجمعة على الرصيف، فيما اختفت كل حاويات النفايات قرب الجامعة. هنا، كان ايرانيون يتظاهرون الخميس ضد شرطة الإخلاق.

يتفهم زارين اقبال غضب السكان رغم أنه يرفض العنف. أضاف "نواجه مشكلة في هذا البلد. ليس لدينا آلية للتظاهر في ايران".

وتابع بحماسة "منذ 43 عاما (تاريخ قيام الثورة الاسلامية في 1979)، لم تسمح الحكومة مرة واحدة للناس بتنظيم تجمع سلمي لانتقاد الخطوط السياسية الكبرى للنظام".

قرب جسر باركواي، في أحد أحياء طهران الراقية، أكدت فاطمة (37 عاما) أنها شاركت في التظاهرات التي اشعلت وفاة مهسا اميني شرارتها.

وقالت المرأة التي تملك متجر ثياب "بوصفي ايرانية، لا اشعر بالأمان في الشارع. أخشى الشرطة حين أراها، وطفلتي ابنة الاعوام العشرة تشعر بالقلق حيال ما نرتديه لدى مشاهدتها شرطيا".

وأضافت وهي تصلح وشاحها الاسود الذي سقط مرارا "ينبغي أن يكون الحجاب اختياريا. يجب أن تتمتع جميع النساء بحرية وضعه أو لا. على الجمهورية الاسلامية ومرشدنا ورئيسنا أن يصغوا الى صوت الشعب".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي