سوء الظن، وأثره بين الزوجين

سيدتي
2022-09-23

سوء الظن، وأثره بين الزوجين (سيدتي)

الزواج في حقيقته نوعٌ من الاتصال والاتحاد بين عالمين مختلفين، وحياتين لهما خصائص مختلفة.. والزواج لا يعني إلغاء خصائص الزوجين؛ بل يعني التمتع بالحياة السويّة، والشعور بالاستقرار والطمأنينة في ظلال من الحياة المشتركة. ولذا فإن مثل هكذا حياة ينبغي أن تنهض على أساس من الحب المتبادَل والصفاء والتفاؤل، وإلا فلا يمكن لها الاستمرار بسلام.

وسوء الظن من الأمراض الخطيرة التي هدمت كثيراً من البيوت، وتسببت في كثير من المشاكل الأسرية والعائلية، وأدت إلى التفكك الأسري، وفي النهاية أدّت إلى خراب البيت؛ مما أدّى بعد ذلك إلى حدوث الطلاق.. إنه سوء الظن بين الزوجين.

تقول الدكتورة آمال إبراهيم خبيرة الأسرة لـ«سيدتي»: من المشاكل التي تعترض الحياة المشتركة، هو التشاؤم وسوء الظن الذي يهدد السلام العائلي بالخطر، ذلك أنه ينسف في بدايته عُرى التفاهم، وبالتالي يفجّر الصراع.

من الضروري الإشارة إلى الأسباب والبواعث التي تكمن وراء الشكوك وإساءة الظن، وعلى أساس البحث، من خلال رسائل الشباب وبعض وجهات النظر، يمكن الإشارة إلى ما يلي.

قد يبدو الزوجان من خلال المعاشرة مع الآخرين في حالة من التحلل وعدم الالتزام؛ خاصة لدى حضورهما معاً في المحافل العامة، وخاصة في أحاديثهما أو إطلاق الضحكات التي تجعلهما محلاً للانتقاد، وقد يبدو أنهما متساهلان في ذلك، ولكن التراكمات تتجمع في الأعماق؛ مما يولّد الحقد الذي يظهر في أول فرصة مناسِبة.

وهي أحد عوامل سوء الظن والشك؛ إذ إنها تضخّم الرؤية لدى أحد الطرفين، وتجعله يرى الأشياء على غير ما هي عليه؛ مما تدفعه إلى تعنيف الطرف الآخر بشدة متّهماً إياه بالعمل على تدمير الحياة الزوجية.

يعاني بعض الشباب من استمرار حالة الطفولة، ولذا فإنهم يتصرفون كما لو كانوا أولاداً طائشين؛ فبمجرد ما تُصور لهم أوهامهم شيئاً، تتأجّج في أعماقهم روح المغامرة، ومن ثَم يبدأ النزاع الذي يحاول البعض، ومع الأسف، تصعيده انطلاقاً من لؤمهم وانحطاط نفوسهم.

قد يشعر الرجل أو المرأة بوجود أعمال في الخفاء، الأمر الذي يثير الشكوك لديهما، وعندما تتجذر حالة الشك في النفس، تتحول إلى سوء ظن مزمن يفسّر الأمور على غير حقيقتها، وبالتالي يفجّر حالة الصراع.

المراد من الأمراض هنا الأمراض النفسية بصورها المتعددة؛ فهناك حالة الوسوسة التي قد يعاني منها الرجل أو المرأة؛ فيجرّ حياتهما المشتركة إلى الشقاء، وهناك الضعف العصبي، أو بعض العُقد القديمة التي تعود إلى أيام الطفولة، وكل ما يجعل الروح تعيش في حالة من الضيق بالآخرين والتشكيك بهم.

قد ينشأ سوء الظن كنتيجة لحرمان تَعرّض له أحد الزوجين في فترة سابقة، وتُولّد لديه إحساساً بالمرارة، وهزّ جميع الثوابت في أعماقه؛ فإذا به يشكك في كل شيء، وإذا به يحاسب زوجه حساباً عسيراً من أجل شيء تافه.

يحاول البعض وضع القيود في أيدي أزواجهم؛ بحيث يشلّهم عن الحركة؛ بل وحتى التنفس في جوّ صحي؛ مما يدفع بالطرف المقابل إلى الشعور باستحالة استمرار الحياة الزوجية بهذه الوتيرة، ومن ثَم التمرد ومحاولة التخلص من الوضع المهين والمُذلّ.

ينشأ سوء الظن بسبب تدخُّل بعض العوامل الخارجية، من قَبيل تحريض بعض الأعداء المتلبسين بثوب الصداقة، ومع الأسف فإن مجتمعنا يعجّ ببعض الأفراد الذين لا يمكنهم تحمُّل رؤية سعادة واستقرار الآخرين؛ فيحاولون توجيه ضرباتهم المسمومة للإطاحة بالأسر السعيدة.. ولو كان هناك أقل يقظة من جانب الزوجين، ما أمكن لهؤلاء المنحطّين أن ينجحوا في تآمرهم الدنيء هذا.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي