الانفجار البركاني في لاس بالماس يجذب السياح إلى الجزيرة الإسبانية

ا ف ب - الأمة برس
2022-09-16

صورة جوية تظهر مجموعة من السياح يسيرون وسط الرماد الذي خلفه البركان في جزيرة لا بالما في 11 أيلول/سبتمبر 2022 (ا ف ب)

أصبحت لاس بالماس التي شهدت قبل عام انفجاراً بركانياً، وجهةً للسياح الذين يتوافدون إليها للاطلاع على ما خلّفه البركان، بعدما كانت هذه الجزيرة إحدى أقل الوجهات استقطاباً للزوار في أرخبيل كناري الإسباني.

يسير تيودورو غونزاليز في غابة أرضها مغطاة برماد خلّفه البركان. ويقول أثناء جولة في المكان بعد عام على الانفجار البركاني الذي دمّر لاس بالماس "إنّ المشي هنا بمثابة السير على كوكب جديد".

وعندما انفجر في 19 أيلول/سبتمبر 2021 البركان الذي أصبحت تسميته "تايوغايته" بعدما كانت "كومبره فييخا"، كان غونزاليز، وهو ممرض يبلغ 54 عاماً قد هرع إلى الجزيرة الصغيرة في جزر كناري لمشاهدة تدفقات الحمم البركانية الساخنة.

وبعد عام على الواقعة، عاد إلى المكان للاطلاع على مخلفات البركان. ويقول الرجل الخمسيني الذي أتى من جزيرة تنريفي المجاورة إنّ "مشاهدة بركان انفجر منذ فترة ليست ببعيدة هو فرصة يحظى بها الشخص مرة واحدة في حياته". 

ومنذ بداية الثوران البركاني الذي انتهى بعد 85 يوماً من وقوعه وتحديداً في 25 كانون الاول/ديسمبر، يتوافد السياح للاطلاع على ما حصل، إذ ازداد اهتمامهم بالجزيرة التي تُعد أقل الوجهات استقطاباً للزوار في الأرخبيل.

وتشير مجموعة فنادق "أس هوتيل" إلى أنّ متوسط معدل الإشغال في فنادق الجزيرة بلغ 90,9% في آب/أغسطس، وهو رقم تخطى التوقعات بشكل كبير.

ويقول نائب رئيس "أس هوتيل" كارلوس غارسيا سيسيليا لوكالة فرانس برس "قبل الانفجار البركاني، كنّا نعاني لجعل الجزيرة معروفة، وصحيح أنّ البركان شكّل كارثة كبيرة وضربة لاقتصادها، لكنني أعتقد أنّ نصف الكوكب أصبح حالياً يعرف لاس بالماس".

- "الاقتراب قدر المستطاع" -

وتتميز لاس بالماس المعروفة بتسمية "لا إيسلا بونيتا" (الجزيرة الجميلة) بطبيعتها المحمية بما فيها غابات خضراء وقمم صخرية ومناظر صحراوية، كما أنّ اليونسكو صنفتها محمية للمحيط الحيوي.

وارتفع منذ انفجار البركان عدد السفن السياحية التي تتخذ من لاس بالماس محطة توقفٍ خلال الأشهر الأخيرة، وكذلك عدد الرحلات المباشرة من إسبانيا وأوروبا. وفي آذار/مارس، افتتحت شركة الطيران للرحلات منخفضة التكلفة "راين إير" قاعدة لها في الجزيرة.

أما مجموعة "إسكورسيونس خيسوس" التي توفر رحلات بحرية ليوم كامل من جزيرة تنريفي، وهي الجزيرة التي تشهد العدد الأكبر من الزوار بين جزر الأرخبيل، فأصبحت تقدّم حالياً ثلاث رحلات أسبوعية، بينما كانت توفر رحلة واحدة قبل البركان.

ويشير مؤسس الشركة خيسوس مولينو لوكالة فرانس برس إلى أنّ "الأشخاص يرغبون في الاقتراب قدر المستطاع من مكان الانفجار البركاني".

ومن بين السياح الذين يزورون الجزيرة، أولئك الذين يرتادونها باستمرار مثل ريتا لاي، وهي ألمانية متقاعدة تبلغ 59 عاماً كانت تزور المكان لترى كيف يبدو بعد عام على البركان. وتقول إنّ "الوضع مؤلم لأنّ البركان دمّر كل شيء" إذ اجتاحت تدفقات الحمم البركانية أكثر من ألف منزل، لكنّ رؤية الأرض صامدةً أمر مثير للاهتمام".

تدفق الحمم البركانية أثناء انفجار البركان في جزيرة لا بالما في 19 أيلول/سبتمبر 2021 (ا ف ب)

- قسائم خاصة بالسفر -

أما الحكومة التي قدّمت للإسبانيين عشرين ألف قسيمة خاصة بالسفر تبلغ قيمة الواحدة منها 250 يورو ويمكن الاستفادة منها في الفنادق والمطاعم، فتعتبر أنّ السياحة تمثل وسيلة لإنعاش اقتصاد الجزيرة.

ولجذب مزيد من السياح، افتُتح خط عملاق للانزلاق الحر في شمال لاس بالماس، بالإضافة إلى مركز للزوار في المرصد الفلكي روكي دي لوس موتشاتشوس.

وتساعد السلطات أيضاً في إعادة تأهيل البنية التحتية السياحية بعدما تضرر ثلاثة آلاف من أصل ثمانية آلاف مكان إقامة في لاس بالماس، فإمّا دمّرتها الحمم البركانية أو تقع في مناطق يُمنع الوصول إليها بسبب استمرار تدفق الغازات البركانية الخطرة.

لكن هل ستفضي جهود السلطات إلى جعل السياح يرتادون الجزيرة بصورة دائمة؟ فخلال السنوات الاخيرة، شهدت هاواي وايسلندا ارتفاعاً في أعداد سياحها بعد انفجارات بركانية سُجلت فيها كذلك، لكنّ اهتمام السياح بهما لم يستمر طويلاً. 

ويتوقع العاملون في القطاع السياحي نتيجة مماثلة في لاس بالماس. ويقول مؤسس "إيسلا بونيتا تورز" خوناس بيريز إن "الناس لن يتذكروا كثيراً الثوران البركاني" العام المقبل ولن تستمر شعبية الجزيرة كما هي عليه اليوم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي