مدير عمليات استاد لوسيل يتحدث عن إشرافه على بناء ملعب نهائي كأس العالم 2022

د ب أ – الأمة برس
2022-08-25

ملعب لوسيل الذي يتسّع لـ80 ألف متفرّج، وسيحتضن المباراة النهائية في مونديال قطر 2022 (ا ف ب)

الدوحة - أعرب تميم العابد، مدير عمليات استاد لوسيل، في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، عن فخره بالمشاركة مع فريق العمل في إنجاز أكبر ملاعب بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر هذا العام، الذي يتسع لأكثر من 80 ألف مشجع، وسيشهد نهائي المونديال في كانون الأول/ديسمبر المقبل.

وقال العابد، في تصريحات للموقع الألكتروني الرسمي للجنة العليا للمشاريع والإرث، الأربعاء "لا أجد كلمات أصف بها شعوري، فقد نشأت في قطر وعاصرت مسيرة التطوير الهائلة التي شهدتها البلاد على مدى العقود الماضية، وتغمرني سعادة بالغة لمشاركتي في هذا المشروع الضخم، فقد أتاح لي عملي في هذا الموقع فرصة لتقديم القليل لهذا البلد الذي أعتبره وطناً لي، ومن الرائع مشاركتي في قلب الحدث ضمن العاملين في إنجاز هذا الاستاد المونديالي الفريد."

 ومع اقتراب موعد فعالية كأس سوبر لوسيل، في التاسع من الشهر المقبل، والتي ستشهد مباراة مرتقبة بين بطلي الدوري في السعودية ومصر، ويعقبها حفل غنائي لنجم الغناء العربي عمرو دياب، تحدث العابد عن رحلته في الإشراف على تنفيذ هذا الصرح الرياضي.

وأشار العابد، الذي انضم للجنة العليا عام 2013، إلى أن تحويل رؤية الاستاد إلى واقع كان مسؤولية كبيرة وشكل مصدر فخر بالنسبة له، قائلا "أن أكون من بين العناصر الأساسية في إنجاز مشروع بهذا الحجم وهذه الأهمية، هو شرف كبير بالنسبة لي، وتتويج لمسيرتي المهنية."

وأضاف: "بدأت عملي في اللجنة العليا منذ أكثر من 9 سنوات، وكانت فرصة رائعة، إلا أنها كانت في الوقت نفسه نقلة نوعية من عملي كمهندس ميكانيكي إلى عالم جديد كلياً. فقد تركزت خبرتي السابقة في مجال النفط والغاز، حيث شاركت في الإشراف على إنشاء مصانع للبتروكيماويات في قطر، وهي مشاريع تستقبل أعداداً محدودة من الناس، وانتقلت في هذه الخطوة من العمل في مشاريع فنية لإدارة مشروع على هذا المستوى من الأهمية، ومخصص لاستخدام الجمهور، وهو منهج عملي مختف تماماً."

وتابع: "لا شك أن تشييد استاد مونديالي يختلف عن أي مشروع آخر عملت به من قبل، فالعمل في مشروع بهذه الأهمية، ومصمم لاستقبال الآلاف من الجماهير كان بمثابة تحد كبير بالنسبة لي، تمثل في تنفيذ مشروع بهذا الحجم، وبهذه الطبيعة المختلفة، وتجهيزه ليصبح وجهة للمشجعين من جميع أنحاء العالم، مع ضمان المحافظة على سلامتهم وراحتهم ومتعتهم، وهو ما يتطلب إمكانات فنية خاصة".

وحول التحديات التي واجهت الفريق في رحلة تشييد ملعب يتسع إلى 80 ألف مشجع، قال العابد: "واجهتنا الكثير من التحديات على مدى السنوات الماضية، منها حجم الاستاد والمواد المستخدمة في تنفيذه، وأبسط مثال على ذلك كان توفير 30 ألف طن من الفولاذ وأكثر من 300 ألف متر مكعب من الخرسانة المسلحة، فضلاً عن التحديات اللوجستية الناجمة عن عدد العاملين في المشروع".

وشدد مدير عمليات استاد لوسيل "وضعنا لأنفسنا معايير صارمة لتحقيق أهدافنا على صعيد السلامة والجودة والجوانب الفنية للمشروع، وقد شكل الالتزام بهذه المعايير على مدى كل تلك السنوات تحدياً كبيراً."

وحول تصميم الاستاد المستوحى من الأواني التقليدية المستخدمة في المنطقة العربية، وواجهته الذهبية، قال العابد "بناء الواجهة الخارجية انطوى على عملية تركيب معقدة، بوجود إطار فولاذي خلف الواجهة يعمل على دعم سقف الاستاد، وتعزيز نظام التركيب، لتثبيت المثلثات الهندسية".

وأشار "هذه الواجهة الجميلة تقوم على تقنيات حديثة وحسابات دقيقة للغاية. وفي ضوء اتصال الهيكل بسقف الاستاد، اضطرنا إلى نقل القطع على مراحل وباتجاهات مختلفة خلال عملية تركيب سقف الاستاد، وقد اعتمد المصمم على دراسات هندسية معقدة في سبيل توقع الموضع النهائي لكل مثلث من مثلثات واجهته الذهبية."

وتحدث العابد عن اختيار موقع الاستاد، مشيراً إلى ترشيح 4 مواقع في البداية، وقد جرى اختيار هذا الموقع بناء على عوامل عدة، من بينها المسافة بينه وبين الملاعب الأخرى، وتوفر المواصلات العامة، وقربه من الفنادق المجاورة وملاعب التدريب، إضافة إلى معالم الجذب السياحي اللازمة للترفيه عن المشجعين، فضلاً عن الحاجة إلى مساحات كبيرة حول الاستاد لاستيعاب تدفق الحشود الضخمة باعتباره أكبر ملاعب المونديال.

وألمح العابد إلى مواصلة العمل في وضع اللمسات النهائية على المساحات الخضراء بالمنطقة المحيطة بالاستاد، وأوضح أنها ستضم الكثير من المرافق بعد البطولة، ويتوقع إنشاء مشاريع خاصة تجعل تشغيل المنطقة المحيطة بالاستاد أكثر استدامة من الناحية الاقتصادية.

وفيما يتعلق بالاستفادة من الاستاد في مرحلة الإرث بعد انتهاء كأس العالم، قال العابد: "تجري حالياً دراسة الاستخدامات المحتملة للاستاد في المستقبل، في ضوء مساحته الداخلية التي تبلغ 250 ألف متر مربع، وعدد قاعاته التي تبلغ 3345 غرفة. وهنالك العديد من الخيارات المحتملة حول كيفية الاستفادة من أنظمة الاتصالات والأنظمة الميكانيكية المتطورة في الاستاد، إلى جانب المساحات المفروشة في المنطقة الداخلية".

وأضاف: "يحتمل أيضاً الاستفادة من المساحات الداخلية لخدمة أفراد المجتمع من خلال إنشاء وحدات سكنية ومتاجر لبيع التجزئة ومنافذ لبيع الأغذية والمشروبات، أو مرافق للخدمات الطبية، أو ربما مدارس ومرافق تعليمية".

واختتم مدير عمليات استاد لوسيل حواره بالحديث عن لحظة تسلم المنتخب الفائز كأس مونديال قطر 2022 في استاد لوسيل عندما يشهد إسدال الستار على المنافسات نهاية هذا العام، وقال: "أظن أن الشعور الذي سيطغى علي في تلك اللحظة هو شعور بالراحة، سأتنفس الصعداء وأنا أرى تتويج جهودنا لحظة رفع الكأس، ستكون تلك إشارة للجميع بأننا قد أوفينا بكل ما وعدنا به، ستكون بلا شك لحظة تكريم لجهود الجميع طوال سنوات من الإعداد لنسخة تاريخية من كأس العالم".

ويشهد استاد لوسيل، الذي جرى تشييده خصيصاً لاستضافة منافسات المونديال، مباريات في كافة مراحل منافسات البطولة، بداية بمباراة الأرجنتين والسعودية يوم 22 تشرين ثان/نوفمبر لحساب المجموعة الثالثة، وتختتم بنهائي الحدث العالمي في 18 كانون أول/ديسمبر المقبل.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي