
اليود معدن أساسي شائع في المأكولات البحرية، وتستخدمه الغدة الدرقية لإنتاج هرموناتها التي تساعد في التحكم في النمو وإصلاح الخلايا التالفة ودعم التمثيل الغذائي الصحي. ويتعرض ما يصل إلى ثلث الأفراد في جميع أنحاء العالم لخطر نقص اليود، ولكن الفئات الأكثر عرضة للإصابة هي: النساء الحوامل، الأشخاص الذين يعيشون في البلدان التي يُوجد فيها القليل جداً من اليود في التربة، مثل مناطق جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا ونيوزيلندا والدول الأوروبية، والأشخاص الذين لا يستخدمون الملح المعالج باليود، والذين يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً. هذا، ويمكن أن يسبب نقص اليود أعراضاً مزعجة وشديدة، اكتشفيها في الآتي:
التورم في الجزء الأمامي من الرقبة هو أكثر أعراض نقص اليود شيوعاً، ويُسمَّى تضخم الغدة الدرقية، وهي غدة صغيرة على شكل فراشة في مقدمة العنق، تصنّع الهرمونات عند تلقي إشارة من هرمون الغدة الدرقية (TSH)، وعندما ترتفع مستويات هرمون TSH في الدم، تستخدم الغدة الدرقية اليود لإنتاج الهرمونات، لذلك عندما تنخفض مستويات اليود في الجسم، فإنَّ هذه الغدة لا تتمكن من إنتاج ما يكفي من الهرمونات، لذلك تعمل بجديّة أكبر لمحاولة إنتاج المزيد منها، مما يؤدي إلى نمو الخلايا وتكاثرها، وهو ما يتسبب في النهاية إلى تضخم الغدة الدرقية. ويمكن علاج معظم الحالات عن طريق زيادة تناول اليود. ولكن إذا لم يتم علاج تضخم الغدة الدرقية لسنوات عديدة، فقد يتسبب الأمر بتلف دائم في الغدة الدرقية.
زيادة الوزن غير المتوقعة هي علامة أخرى على نقص اليود، وقد يحدث إذا لم يكن لدى الجسم ما يكفي من اليود لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية؛ لأنَّ هذه الهرمونات تساعد في التحكم في سرعة التمثيل الغذائي، وهي العملية التي من خلالها يقوم الجسم بتحويل الطعام إلى طاقة وحرارة، وعندما تنخفض مستويات هرمون الغدة الدرقية، يحرق الجسم سعرات حرارية أقل أثناء الراحة، مما يعني أن المزيد من السعرات الحرارية من الأطعمة التي يتناولها الإنسان يتم تخزينها على شكل دهون.
التعب والضعف من الأعراض الشائعة لنقص اليود، وفي الواقع، وجد بعض الدراسات أن ما يقرب من 80% من الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية، نتيجة نقص اليود يشعرون بالتعب والضعف، وتحدث هذه الأعراض لأنَّ هرمونات الغدة الدرقية تساعد الجسم على إنتاج الطاقة. وجدت دراسة أجريت على 2456 شخصاً أن التعب والضعف كانا أكثر الأعراض شيوعاً بين أولئك الذين يعانون من انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية.
تساعد هرمونات الغدة الدرقية بالتحكم في نمو بصيلات الشعر، وعندما تنخفض مستوياتها، قد تتوقف بصيلات الشعر عن التجدد، وبمرور الوقت يؤدي ذلك إلى تساقط الشعر، ولهذا السبب، قد يعاني الأشخاص الذين يواجهون نقص اليود أيضاً من تساقط الشعر. وقد وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على 700 شخص أن 30 % من أولئك الذين يعانون من انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية يعانون من تساقط الشعر. إذا كنتِ تعانين من تساقط الشعر بسبب نقص اليود، فإنَّ الحصول على ما يكفي من هذا المعدن قد يساعد في تصحيح مستويات هرمون الغدة الدرقية، ووقف تساقط الشعر.