'ماما أفريكا' الحاضرة الغائبة بمونديال جنوب إفريقيا

خدمة شبكة الأمة يرس الإخبارية
2010-06-16
مريم ماكيبا لم تتخل في أغانيها عن فضح التمييز العنصري في بلادها وظلت أمينة للتراث الإفريقي.

الجزائر – من السعيد تريعة

عادت الفنانة المغنية العالمية الراحلة مريم ماكيبا إلى جوهانسبرغ، عبر بوابة المونديال من خلال أغنيتها الشهيرة ''ماما أفريكا'' التي قدمتها المطربة الجنوب إفريقية ثانديسوا مازواي في حفل افتتاح بطولة كأس العالم في ملعب ''سوكر سيتي'' بالعاصمة الجنوب إفريقية في أجواء ميّزتها مجموعة هائلة من الأغاني والرقصات وشارك فيها آلاف من الموسيقيين والراقصين الذين رحبوا بالعالم في القارة الإفريقية.

وغابت مريم مكيبا عن العرس العالمي جسدا وحضرت في قلوب عشاقها الذين استرجعوا نفحات من ذكراها بعد أن غيّبها الموت منذ عامين ليتم تكريمها ببلدها الذي ناضلت من أجله ومن أجل كل القارة السمراء ضمن احتفال كروي عالمي بعد أن كرمتها الجزائر شهر جويلية من العام الماضي في إطار الطبعة الثانية من المهرجان الثقافي الإفريقي.

وولدت الفنانة مريم ماكيبا في جوهانسبرغ عام 1932م وعاشت كل فظائع التفرقة العنصرية وهيمنة البيض.

وصوتها الذي كان يصدح بالأغاني الإفريقية كان مجلجلاً ومعبراً عندما بدأت رحلتها في الغناء عام 1952م.

وقد أدى ظهورها عام 1959م في فيلم تسجيلي مناهض للتفرقة العنصرية (عد إلى إفريقيا) إلى لفت الأنظار إليها وخاصة المغني الأمريكي هاري بلوفونتي الذي دعمها فكانت أول مغنية من أصل إفريقي تغني في مسرح حدائق ماديسون بنيويورك في حفل عيد ميلاد الرئيس الأمريكي الأسبق جون كيندي.

وكانت أمريكا نقطة انطلاق كبيرة في حياتها، حيث وجدت الشاب استوكلي كارمايكل وتزوجا وعاشا من أجل قضية السود في كل مكان.

وفي سنة 1963م خاطبت الجمعية العامة للأمم المتحدة وكشفت الممارسات العنصرية التي كانت تمارسها حكومة جنوب إفريقيا ضد شعبها مما حدا بحكومة التفرقة العنصرية إلى سحب جنسيتها. استوكلي كان أحد زعماء منظمة الفهود السود وقد تعرض لمضايقات جعلته يلجأ هو ومريم ماكيبا إلى غينيا، حيث كان يقيم الزعيم الغاني كوامي نكروما بعد الانقلاب الذي أطاح به مع صديقه أحمد سيكوتوري. استوكلي ركل اسمه القديم وسمى نفسه كوامي توري تيمناً بصديقيه الزعيمين الثائرين.

وشاركت الفنانة مريم مكيبا في الطبعة الأولى من المهرجان الثقافي الإفريقي بالجزائر سنة 1969 وغنت ''أنا حرة في الجزائر''.

وظلت مريم ماكيبا تغني بلغات عديدة الإنجليزية، الزولو، السواحيلية، الفرنسية، الإسبانية، وكانت كل مرة تثير الإعجاب وهي تنتقل من فن إلى فن، غناء، سينما، أوبرا إفريقية.. حتى عادت إلى وطنها أخيراً عام 1991 واستقبلت كملكة وظلوا ينادونها باسمها الذي اشتهرت به (ماما أفريكا).

وهي كانت بالفعل ماما أفريكا إذ لم يكن هناك من الفنانين الإفريقيين من جسد قضية القارة وآلامها ومشاكلها مثلها.

وغنت أمام عدد من الرؤساء، جون كنيدي، متران، هيلاسلاسي، البابا يوحنا بولس الثاني وغيرهم من الزعماء. ولم تتخل لحظة واحدة في أغانيها عن قضيتها وقضية التراث الإفريقي ولذلك عندما قدمت أغنيتها (باتا.. باتا) انتشرت في جميع أنحاء العالم ولأول مرة يعرف العالم شيئاً عن أغاني التراث الإفريقي وعما يسمى بأغاني (الطك). ويطول الحديث عن فنانة أسطورية وضعت نفسها في القمة المقدسة للفن العالمي.

رحلت إمبراطورة الأغنية الإفريقية أو ماما أفريكا - كما يطلقون عليها - مريم ماكيبا إثر إصابتها بأزمة قلبية. عن عمر يناهز 76 عاماً فى إيطاليا شهر نوفمبر 2008 وكانت ماكيبا قبل لحظات من وفاتها على خشبة المسرح تشارك في حفل خيري تضامني لصالح الكاتب الإيطالي روبيرتو سافيانو الذي تعرض لتهديدات المافيا.


 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي