الحياة روايات، فلنكتبها!

2022-08-06

غادة السمان

في مجلة فرنسية واسعة الانتشار تروي كارولينا (مع نشر صورتها) أن والدها كان يخدر أمها ليلاً ويحولها إلى بائعة جسد، حيث يأتي برجال لمضاجعتها وهي مخدرة دون أن تدري ما يحدث لها ليلاً وبمتاجرة زوجها بجسدها.. ابنتها كارولينا، البنت الصغيرة، كانت تعرف كل شيء وتحصي 73 رجلاً مروا على جسد أمها وهي مخدرة تخديراً طبياً ولا تدري صباحاً ما يحدث لها ليلاً. طلب الأب من ابنته الغفران حين كبرت ووعت كل شيء. أدركت المسكينة أنها تعيش في عالم مجنون!

وقد ألفت كتاباً حول ذلك على أمل أن تنسى، ويباع في المكتبات بكثرة.

من ينسى حكاية مروعة كهذه؟

رفض اليأس والانتصار عليه!

مقابل هذه الحكاية البشعة عن السلوك البشري لأزواج نادرين نحتقرهم، نشعر بالاحترام نحو الذين ينتصرون على عاهاتهم.

ستيف برنولز مثلاً تم قطع يده وساقه إثر حادث، وبدلاً من اليأس قرر مقاومة قدره ووعي قيمة الحياة، وقام برحلة انفرادية حول العالم في مركبه الشراعي بمفرده، كما قال، وكأن في مصيبته ولادة ثانية.

الحياة روايات نغرف منها

يسألني العديد من القراء من أين أستوحي رواياتي، يكفي أن يقرأ المرء صحيفة يومية ليجد فيها ما يلهمه العديد من الروايات، أي أن الكاتب ليس في حاجة للكتابة عن حكاية عمره بالضرورة، فالعمر حوله حكايات. كحكاية تلك الأمريكية من (لوس أنجليس) التي ألفتْ كتاباً بعنوان «كيف تقتلين زوجك» وتحاكم الآن بتهمة قتله طمعاً في التعويض المالي من شركات التأمين على الحياة.

تلك الكاتبة اللاموهوبة كان عليها أن تسمي كتابها: كيف تقتلين زوجك وتنجين بفعلتك! فهذه الكاتبة «نانسي كرامبتون بروفي» تُحاكم الآن بتهمة قتل زوجها.

أكرر: عالم مجنون!

منذ خمسة أعوام سمحت محكمة هندية في نيودلهي لأتباع شيخ روحي توفي، بالاحتفاظ بجثمانه في ثلاجة!

لماذا لم يقوموا بتحنيطه على الطريقة الفرعونية (خوفاً من انقطاع الكهرباء مثلاً على الطريقة اللبنانية)؟ لأنه كان مقتنعاً وأقنع أتباعه بأنه لن يموت، لكنه سيكون في حال تأمل عميق (اسمه شورتروج سانستهان) وعليه وطائفته أيقاظ النور الإلهي عبره! الطريف أن لديه ملايين الأتباع عبر العالم، وممتلكات تزيد قيمتها على 120 مليون دولار، كما جاء في جريدة أثق في أخبارها (عدد الجمعة 7 تموز/يوليو 2017).

انتشار «جدري القردة»!

لنترك الماضي القريب إلى الحاضر، وربما المستقبل الصحي.

بعد وباء كورونا (كوفيد 19) الذي نتعايش معه بلقاحات، بدأ وباء «جدري القردة» انتشاره. ومنظمة الصحة العالمية أعلنت عن أكثر من 5 آلاف إصابة بجدري القردة في العالم.. والبقية تأتي.. ترى، هل سنسمع عما قريب بفيروس الفراشات وجدري العصافير الدورية؟

وماذا عن الحيوانات الأليفة التي تعيش معنا في بيوتنا كالقطط والكلاب، هل تحمل لنا الأوبئة أم سنحملها لها؟

ارتداء الكوفية الفلسطينية كَزيّ

ثمة حكايات تثير الاشمئزاز، حكاية ذلك الرجل الذي كان يخدر زوجته ليحولها إلى (بائعة جسد).. وهنالك صبايا يبعثن على الاحترام والشكر والتقدير. وتضامناً منهن مع القضية الفلسطينية، قررن ارتداء زي موحد في العيد الماضي بألوان الكوفية الفلسطينية. وذلك تعبيراً من السكان (9000 نسمة) عن مناصرة الفلسطينيين.. وحقوقهم العادلة.

التضامن مع الشعب الفلسطيني يعني التكاتف للتعبير عن عمق التضامن مع هذا الشعب النبيل الذي يقاسي منذ وعد المشؤوم بلفور!

حكاية طريفة: حازم صاغية!

حين قرأت ما كتبه الأديب اللبناني حسن داوود عن كتاب: «حدث ذات مرة في لبنان» ـ تأليف الأستاذ حازم صاغية، تذكرت حكاية طريفة عشتها منذ عقود (في مطلع السبعينيات) من القرن الماضي بسبب حازم صاغية.

فقد كنت وإحدى صديقاتي نتسكع في شارع الحمراء، وكانت تلك الصديقة مغرمة سراً بحازم صاغية (ولم أكن أدري بذلك) والتقينا به مصادفة، وصافحناه، وكادت صديقتي تذوب وَلهاً به. وبعدما مضينا في طريقنا وودعناه، قلت ببراءة: حبيبي حازم.. كم أحبه.

ونظرت إليّ صديقتي بغضب وغيرة متسائلة: هل لك علاقة به؟ قلت لها: إنه حبي الأكبر، فهو طفلي حازم. إذ تصادف أن اسم ابني هو حازم، اخترت ووالده هذا الاسم لأنه استثنائي قلما توجد في اللغة العربية أسماء مثله.

حازم اسم يدل على الحزم، لكن إذا قرأناه على نحو معاكس الحروف يصير الاسم: مزاح.

حازم/مزاح، اسم يعبر عن الطبيعة البشرية، وازدواجية أمزجتها بين الحزم والمزاح.

حبيبي حازم (أعني ابني) صار الدكتور حازم، فالأيام تمر ولكن بعض الحكايات الطريفة لا تُنسى، وقد رويتها اليوم لابني وانفجر ضاحكاً.

وآمل أن يضحك حسن داوود كما حازم صاغية إذا طالعا هذه السطور!







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي